أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ حمادة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح حال أهلك، وأن ينزل عليهم السكينة والرحمة، وأن يجعلكم من الصالحين.

وبخصوص ما ورد برسالتك فإن مثل هذه المشاكل يا ولدي قلّما يخلو منها بيتٌ يعيش نفس ظروفكم ولديه بعض البنات المطلقات؛ حيث يشعر الوالدان خاصة بعدم الارتياح لوجود ابنتهم في بيتهم، ليس كراهية لها وإنما شعور بأن وضعها غير طبيعي، وأنها ليست مثل غيرها من الفتيات اللواتي يقمن في بيوت أزواجهنَّ ويعشنَ وضعاً أسرياً مستقراً، وهذه الحالة تسبب نوعاً من التوتر وشد الأعصاب لدى الوالدين، خاصةً إذا كان حظهما من العلم الشرعي قليلاً أو محدوداً، وهذا مع الأسف الشديد حال غالب الأسر العربية في زماننا هذا، ومع شعور الوالدين بعدم الراحة لوجود ابنتهما المطلقة بينهما يلقي كل طرف من الطرفين اللوم على الطرف الآخر، وهذا لا يمكن أن يحل المشكلة؛ لأن توجيه الاتهامات ليس حلاًّ، بل هو في حد ذاته مشكلة.
والمفروض في والديك أن يتناسيا من كان السبب في المشكلة، ويفكرا معاً في حلها والبحث عن مخرج منها، وأن تتضافر جهودكم جميعاً في ذلك، وأن تحرص الأسرة على عدم تكرار ذلك مع الأخت الثانية، وذلك باستعمال المرونة وسعة الصدر، وبذل قدر أكبر من الصبر والتحمل في حل المشكلة بهدوء وروية، بعيداً عن التعالي أو العصبية، ولو بأن يستعينا ببعض الأخيار العقلاء في البحث عن حل مناسب يحفظ ماء وجه الأسرة وكرامتها، ويحقق الهدف من التصالح، وهو عودة أختك إلى بيت زوجها، مع وصيتها بالصبر والتحمل وإحسان معاملة زوجها وأهله؛ حتى تكسب ودهم ومحبتهم وثقتهم، وبذلك تسعد نفسها وأسرتها وزوجها وأهله، وهذا هو المراد.

وبالله التوفيق.