أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : عمل الزوجة مانعاً للحمل دون إذن الزوج

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

زوجتي ركبت وسيلة لمنع الحمل دون موافقتي، علماً بأن لي منها طفلاً عمره 3 سنوات، وأنا أحب أن يكون لي أولاد آخرون، فماذا أفعل حيث إنها مقتنعة بذلك مدعية أن الولد كاف؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سمير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله العظيم لكما السداد والوفاق، ونسأله تبارك وتعالى أن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته.. وبعد:
فإن الحياة الزوجية الناجحة تقوم على المودة والرحمة، والتفاهم في كل صغيرةٍ وكبيرة، ولذلك فلابد من أخذ وعطاء وحوار بناء، يتخلله حبٌّ وصفاء، وليس من المصلحة أن تنفرد المرأة بمثل هذا القرار، كما أنه لا ينبغي للرجل أن يعزل إلا بموافقة زوجته؛ لأن ذلك يلحق الضرر بها.

ونحن نقترح عليكما مناقشة هذا الأمر في هدوء لمعرفة الأسباب الحقيقية لهذا التصرف، فقد يكون السبب مثلاً هو تعب الزوجة من الحمل والوضع، وربما كان السبب هو عدم النجاح في الفراش الزوجي، فهي تشعر بالآلام والمعاناة، ولا يقدر زوجها ما يترتب على الحمل من أوضاع وظروف، وربما كان السبب هو الخوف من المستقبل والرزق، وإذا عرف السبب بطل العجب.

فإذا كان السبب هو الخوف من المستقبل أو الخوف على الرزق، فإن ذلك لا يليق بمسلم عنده عقيدة وإيمان بالله الرزاق، ولهؤلاء الذين يفكرون بهذه الطريقة نقدم قول الله تبارك وتعالى: (( نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ))[الإسراء:31] ولعلنا لاحظنا هنا أن الآية الكريمة قدمت رزق الأطفال على رزق الآباء والأمهات؛ لأنه ما من طفلٍ ولا دابة في الأرض إلا على الله رزقها سبحانه، بل قد تكون سعة الرزق بسبب هؤلاء الضعفاء؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (وإنما ترزقون بضعفائكم بدعائهم وصلاتهم وإخلاصهم...).

أما إذا كان الدافع لذلك مجرّد الرغبة في التحديد، فإن ذلك أيضاً لا يليق بأمةٍ يريد رسولها صلى الله عليه وسلم أن يكاثر ويُفاخر بها الأمم، ولابد أن نعرف أن فكرة تحديد النسل خديعة استعمارية قُصد من ورائها تقليل أعداد المسلمين؛ لأنهم يشعرون بالخطر من تكاثرنا بعد أن حرمتهم الفواحش والإسراف فيها من كثرة الولد؛ حتى أصبحت بعض الدول الأوروبية تكافئ من يتزوج ومن ينجب، وربما فضل بعضهم أن يربي جرو (كلب) على تربية طفل، ولكننا ولله الحمد أمة تأخذ الأجر على المعاشرة الحلال، وتفوز بالسعادة والخير إذا أحسنت تربية الأجيال، ورغبت بكل ذلك في رضوان ذي العظمة والجلال.

وأرجو أن تقدر زوجتك هذه الرغبة، وإن لم تفعل فإن الشريعة العظيمة تفتح الباب للتعدد مع ضرورة العدل ومراقبة الله.

ولا شك أن طلب الولد من الأهداف الأساسية للزواج، والمال والبنون نعمة وزينة، ونسأل الله أن يُعينك على حسن العرض لمشاعرك وآمالك، وأن يُعين زوجتك على تفهم ذلك.

والله ولي الهداية والتوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
ما نصيحتكم لي وقد تزوجت ولا أجد الراحة؟! 2166 الأربعاء 12-08-2020 02:37 صـ
أوهمت زوجتي أني مرضت بعد الخطوبة.. والحقيقة أنها منذ البلوغ 3593 الثلاثاء 07-07-2020 06:38 صـ
زوجتي تطاولت علي بالألفاظ والأيدي، هل أطلقها؟ 48771 الاثنين 29-06-2020 04:47 مـ
زوجي يطلب مني تجهيز أشياء لم يطلبها! 2234 الثلاثاء 30-06-2020 05:16 صـ
لدي سوء فهم لطبيعة المعاملات الزوجية، أرجو التوجيه والإرشاد. 3357 الأربعاء 03-06-2020 04:02 صـ