أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.
غالبًا الذي حدث لك هو نوبة من القلق الحاد والشديد، وهذه قد تكون أخذت طابع ما يُسمى بنوبة الهلع أو الفزع، وبعد أن انتهت ونسبةً للتقلُّصات العضلية التي أعقبت نوبة القلق بدأت تحس بهذا الألم في الصدر، وزيادة دقَّات القلب وتسارعها أيضًا من أكبر مسبِّباته القلق، لأن الجهاز العصبي اللاإرادي ينشط ويزداد إفراز مادة الأدرينالين، وهذه تؤدي إلى الخفقان وتسارع في ضربات القلب، كذلك الشعور بالاختناق هو ناتج من أن التوتر النفسي القلقي الداخلي أدَّى إلى توتر عضلي، وأكثر العضلات التي تتأثّر هي عضلات الصدر وعضلات الجهاز الهضمي – خاصة المريء – وكذلك تسارع ضربات القلب الذي يحدث نتيجة لنشاط الجهاز العصبي اللاإرادي كما أوضحنا لك.

الحالة -إن شاء الله- حالة بسيطة، لكن حتى تطمئن اذهب إلى الطبيب – طبيب الأسرة – يقوم بفحصك، ويجري أيضًا بعض التحليلات للدم، تأكد من نسبة قوة الدم، ومستوى السكر، ومستوى وظائف الغدة الدرقية، لأن زيادة إفراز الغدة الدرقية قد يؤدي إلى أعراض تشبه أعراض القلق، أنا لا أتوقع أنه لديك إشكالية في الغدة الدرقية، لأن النوبة التي أتتك كانت نوبة حادَّة جدًّا ومفاجئة، لكن حتى تطمئن – وحتى نُطبِّق الأصول الطبية الرصينة – فاذهب وأجري هذه الفحوصات، وعلى ضوئها إن شاء الله تعالى سوف تطمئن تمامًا، يعني الذهاب إلى الطبيب وإجراء الفحص الإكلينيكي والفحص المختبري في حدِّ ذاته يُمثِّل رسالة علاجية كبيرة، فأرجو أن تقوم بذلك.

هذه الأعراض أنت محتاج أن تُطبِّق تمارين الاسترخاء بكثافة، تمارين الاسترخاء هي عملية ذهنية جسدية، تمارين التنفُّس المتدرِّجة، تمارين قبض العضلات وشدِّها ثم استرخائها، مع التأمُّل، فيها فائدة كبيرة جدًّا؛ لأنها تأتي بالاسترخاء الجسدي، وتقضي تمامًا على حالة الضيقة في الصدر، وكذلك الشعور بالاختناق، فأرجو أن تُطبِّق هذه التمارين، توجد برامج كثيرة جدًّا على الإنترنت توضِّح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، وإسلام ويب أعدت استشارة رقمها 2136015 يمكنك – أخي الكريم – أن تستعين بها في كيفية ممارسة هذه التمارين.

ممارسة الرياضة أيضًا من الأصول العلاجية المهمَّة جدًّا، والتفكير الإيجابي، وأن تُحسن إدارة الوقت، وعليك بالدعاء – أيها الفاضل الكريم – خاصَّة النوم والاستيقاظ وأذكار الصباح والمساء، كلّها هذه مهمَّة جدًّا، وقطعًا الصلاة في وقتها.

ربما تحتاج لأحد الأدوية المضادة للقلق ولفترة قصيرة، لكن هذا الأمر سوف أتركه للطبيب ليقرِّره حين تذهب وتقابله. الأمر بسيط جدًّا، وأسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.