أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مستوى الذكاء يمكن أن يتطور عند الإنسان، هذا مؤكد الآن، لكن يتطور من خلال تطوير الذكاء الوجداني (الذكاء العاطفي)، يعني أن الذكاء العاطفي تطوره ينعكس أيضًا إيجابيًا على تطوير الذكاء المعرفي أو الذكاء الأكاديمي، والذكاء العاطفي أهميته أنه من خلاله يتفهم الإنسان ذاته ويتعامل معها إيجابيًا، وكذلك يتفهم الآخر بصورة إيجابية جدًّا، ويتعامل معه على هذه الشاكلة، بمعنى أن الذكاء الوجداني هو الطريقة أو الوسيلة من خلالها نتعامل بصورة إيجابية مع عواطفنا ووجداننا.

الآن - أخي الكريم - الناس تتكلّم عن الذكائيات، أي أن الذكاء الأكاديمي نفسه يمكن أن يُشطّر أو يُقسَّم إلى عدة أنواع من الذكاء (ذكاء الإدراك، ذكاء المعرفة، ذكاء الاستنباط، ذكاء الحفظ، ذكاء الاستيعاب ... وهكذا)، وهذه كلها مرتبطة بمدى قابلية الإنسان واستعداده للتطور.

تأتي بعد ذلك الوسائل، ومنها كما ذكرنا الذكاء العاطفي أو الذكاء الوجداني، حين يتطور ينعكس ذلك إيجابيًا على مستوى الذكاء المعرفي أيضًا.

بالنسبة لحديثك عن ترويض النفس وذلك بكسر العادات (كالأكل والشرب والنوم واتباع برنامج غير روتيني ومتجدد): أخي الذي أعرفه أن الغذاء يجب أن يكون متوازنًا، أن يتناول الإنسان المكونات الأساسية في طعامه بحيث ينعكس ذلك إيجابيًا على صحته.

الشيء المُثبت أيضًا أن الرياضة والصيام المتقطع - أو ما يُسمّى بالإنجليزية interrupted fastening، هذا وجد ومن خلال أبحاث طبية أنه يُحسّن المدارك عند الإنسان، ويُحسّن درجة التركيز عند الإنسان، فإذًا هذا منحى أو عنصر آخر مهم لتطوير الذكاء، والرياضة أهميتها مثبتة تمامًا أخي الكريم.

لابد أن أقول لك أن كثرة الاطلاع وكثرة التفاعل مع العارفين من الناس والدخول في نقاشات، وحوارات لا شك أنه يطور أيضًا من ذكاء الإنسان.

هذا - يا أخي - هو الذي أنصحك به، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.