أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : هل من دواء يزيد الدافعية والنشاط ويقضي على التوتر والارتباك؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نشكر جميع الإخوة القائمين على هذا الموقع والصرح الشامخ، ونسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم.

أنا شاب عمري 24 سنة، أعاني من الارهاق الشديد، وعدم الفاعلية، والخمول، والكسل، والتسويف، والتشويش، وعدم التركيز، والنسيان الرهيب، أحيانا أقوم بأعمال لا أعي بها، ولا أنتبه لها إلا بعد أن ينبهني الآخرون، حتى بدأت أقلق على صحتي النفسية والعقلية، أنا ذكي جدا بشهادة الجميع، لكن هذه القدرات مدفونة تحت هذه الأعراض.

وأعاني من ارتباك شديد وتوتر وقلق شديد، لكنه يخف ويزداد وليس على وتيرة واحدة، أصبحت منعزلا عن العالم الخارجي حتى أصبح الآخرون ينتقدوني بكثرة.

أنام ساعات طويلة كأني جثة، ولولا العمل لاستمررت في النوم، وأعاني الرهاب منذ الصغر، والتردد في اتخاذ القرار مهما كان تافها؛ مما جعلني متأخرا في حياتي وإنجازاتي، أعمل الآن في بلاد الغربة كمحاسب مالي، وازدادت هذه الأعراض أضعافا مضاعفة بعد الاغتراب، فما هو الحل؟

جربت النفرانيل لمدة شهرين بدون فائدة، وسمعت عن البروزاك والزولفت، فأيهما أفضل لحالتي؟ أحتاج لدواء يزيد الدافعية والنشاط، ويقضي على التوتر والارتباك، وأرجو أن يصف لي العلاج الدكتور محمد عبدالعليم.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبوعمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وأنت لديك استشارة سابقة بنفس محتوى هذه الاستشارة الحالية أو بنفس المعنى، ورقم الاستشارة المشار إليها هي (2411949)، وها نحن الآن نُجيب على استشارتك، ونرحب بك مرة أخرى.

أيها الفاضل الكريم: ما دمت تعاني من الإجهاد النفسي والجسدي والخمول والكسل الشديد مع ضعف التركيز: أنا أنصحك بأن تذهب إلى المركز الصحي وتُجري فحوصات طبيّة عامّة، لا بد أن نتأكد من الصحة الجسدية في مثل هذه الحالات، فعلى سبيل المثال فقر الدم قد يُؤدي إلى هذه الأعراض، ونقص فيتامين (د) قد يؤدي إلى هذه الأعراض، وضعف إفراز الغدة الدرقية قد يؤدي إلى هذه الأعراض.

أنا على ثقة كاملة أنك -إن شاء الله تعالى- في وضعٍ جسدي وبدني سليم، لكن حرصًا عليك نريد أن نتأكد من صحتك الجسدية، وبعد أن نتأكد من الصحة الجسدية بعد ذلك نتعامل مع هذه الأعراض النفسية التي هي في الأصل -كما تفضلتَ- أعراض قلق وتوتر داخلي يؤدي إلى تشويش في التركيز، وفي ذات الوقت قد يفسّر كثيرًا من أعراضك التي ذكرتها.

قبل أن نتحدث عن أي علاج دوائي أريدك أن تحرص على تغيير نمط الحياة، فأنت شاب، حباك الله تعالى بمقدراتٍ كثيرة، ومهما كانت درجة الشعور بالإجهاد وافتقاد الدافعية والفعالية أريدك أن تُجاهد نفسك، أريدك أن تكون يدًا عُليا، أولاً يجب أن تنام بالليل مبكِّرًا؛ هذا يُنظّم نومك ويُبعد عنك الخمول، مارس أي رياضة؛ فالرياضة ممتازة جدًّا وفعاليتها عظيمة، وتؤدي إلى تحسين بناء الخلايا الدماغية، وتُحسِّن الموصلات العصبية التي تربط بين الخلايا، وتُحسّن الدورة الدموية الدماغية، وهذا في حدِّ ذاته يُحسِّن التركيز ويُحسّن الدافعية، ويُحسّن المزاج، وهذا هو الذي أنت تنشده، وهذا مهمٌّ جدًّا على جميع الأصعدة ولجميع الناس.

أيضًا على المستوى الفكري: كن إيجابيًا، تواصل مع أصدقائك، مع أرحامك، مع أسرتك، اقرأ واطلع، وضع لنفسك أهدافًا في الحياة، وضع الآليات التي توصلك إلى أهدافك. بناء نسيج اجتماعي إيجابي مهمٌّ جدًّا للنفس وللفكر وللجسد.

الحرص على الصلاة في وقتها، الصلاة عظيمة، وبما أن الله جعلها في أوقاتٍ معلومة فيمكن أن نستفيد منها لتنظيم أوقاتنا، ماذا أعملُ قبل الصلاة؟ وماذا أقوم به بعد الصلاة؟ وهكذا.

إذًا: هذه هي المؤشرات الإرشادية العامّة التي أريدك أن تنتهجها، ومن المهم جدًّا جدًّا أن تُحاصر الفكر السلبي، ألَّا تضع له مكانًا في نفسك وفي ذاتك، الإنسان يتغيّر -أخي الكريم- يستطيع أن يغيّر نفسه؛ لأن الله حبانا بالطاقات، حبانا بالمقدرات، ولم يُكلِّفنا إلَّا لأنه أعطانا القدرة على القيام بما كلَّفنا وبما أمرنا، قال سبحانه: {لا يكلف الله نفسًا إلَّا وسعها}، وقال: {لا يكلف الله نفسًا إلّا ما آتاها}، وقال: {فاتقوا الله ما استطعتم}، واستطاعتنا هي فيما أمر، فلو لم تكن لدينا قدرة لما كلَّفنا وأعطانا الفرصة لأن نتغير فقال: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}، فيجب أن نتغير ولا نستكين، ونستعن بالله ولا نعجز.

وأنت الحمد لله تعالى لديك عمل، هذا أمر عظيم جدًّ، طوّر نفسك مهنيًا، أقْدِم على الزواج وأمور الزواج، الحياة طيبة -أخي الكريم- يجب أن نستفيد منها بصورة صحيحة.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أرى أن جرعة بسيطة من عقار (زولفت) سوف تساعدك، خاصة إذا طبَّقت الآليات العلاجية غير الدوائية التي ذكرتها لك سلفًا، وأنا أثقُ أنك سوف تهتمّ بها.

ابدأ في تناول الزولفت -والذي يُسمَّى علميًا سيرترالين- بجرعة نصف حبة -أي خمسة وعشرون مليجرامًا- تناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء، هذه جرعة بسيطة جدًّا من دواء سليم جدًّا، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به، وأشكرك مرة أخرى على ثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية وفي شخصي الضعيف، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
ما هي أدوية نوبات الهلع والخوف الآمنة وغير الإدمانية؟ 8704 الأربعاء 12-08-2020 03:54 صـ
هل الإندرال يفيد في علاج القلق الاجتماعي أم الخفقان؟ 2344 الاثنين 27-07-2020 05:31 صـ
كيف يتم استخدام دواء الرهاب والاكتئاب.. وكيف يتم إيقافة؟ 3502 الاثنين 27-07-2020 04:17 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3525 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ
هل يمكنني استبدال دواء زولفت بالباروكسات أم ماذا أفعل؟ 1430 الاثنين 20-07-2020 03:16 صـ