أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : هل يعتبر التزامي بمنهج السنة عقوقا لأمي التي تخالفني؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم

أنا طالب علم -الحمد لله- ملتزم وعلى نهج الكتاب والسنة بفهم سلفنا الصالح -إن شاء الله- أنا أنصاري سنة من دولة السودان، سؤالي كالآتي:

عندما بدأت بالتزامي، أمي كرهت مني ذلك، وهي صوفية الفكر، وأصبحت ترفض مني ذلك تماما، ضايقتني كثيرا بالكلام، ولكنني -والحمد لله- لم أرد عليها، ولم أفعل لها شيئا تعمدت فيه العقوق، ولكن عندما التزمت أصبحت أعامل أمي بصفة خاصة، وهي كذلك أصبحت تجاهي عادية، وأنا كذلك، فهل هذا عقوق؟ أخاف أن يسخط علي الله بهذا!

أرجو أن ترسلوا لي رابطا لأرسل سؤالي لموقع الإسلام سؤال وجواب لأنني لم أجده.

وشكرا لكم.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمرحبًا بك -ابننا وأخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونهنؤك على الالتزام، ونسأل الله يثبتك، وأن يهدي والدتك وكل من حولك، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُحقّق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لقد أسعدنا سؤالك الذي يدلُّ على رغبة في الخير، ونسأل الله أن يكتب لك بر والديك، ونؤكد لك ولكل شاب يلتزم بالسنّة والكتاب بضرورة مضاعفة البر والإحسان للوالدين بعد الالتزام، لأن حق الوالدين في البر مطلوب حتى لو كانوا على غير الإسلام، وحتى لو أمروا الولد بالكفر أو بترك الصلاة، فإنه لا يُطيعهم ولكن ليس له أن يؤذيهم، قال تعالى: {وإن جاهداك على أن تُشرك بي ما ليس لك به علم فلا تُطعهما} لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، لكنه لم يقل تشتمهم أو تؤذيهم، وإنما قال سبحانه: {وصاحبهما في الدنيا معروفًا}.

وبناءً على ما ذكر فنحن لا نقبل أن يكون تعاملك مع الوالدة عاديا أو على المثل أو حسب ردة الفعل، وقدوتك في هذا خليل الرحمن -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- لما قال له أبوه: {لئن لم تنته لأرجمنّك واهجرني مليًّا} فكانت الإجابة من خليل الرحمن: {سلامٌ عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيًّا} ثم نفذ طلب أبيه بأن قال: {وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا}، لكنه عاد يُكرر الدعوة ويلح، وهكذا ينبغي أن يفعل الولد مع والديه طمعًا في هدايتهم، فإذا نصح وغضب الوالد فعليه أن يتوقف ثم يزيد في البر والإحسان، ثم يُكرر المحاولة في النصح ويُعيد الكرَّة.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، وأنت على خير، فضاعف البر، وتذكّر أنك مأجور على صبرك، وأن الصبر على والدتك باب من أبواب البر لها والإحسان.

نسأل الله أن يوفقك وأن يُسدد خطاك.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أشعر أنني السبب في وفاة والدتي، أشيروا علي بنصحكم. 1484 الأربعاء 29-07-2020 03:54 صـ
أمي تدعو علي بعدم التوفيق، فماذا أفعل؟ 2085 الخميس 02-07-2020 04:01 صـ
هل الدعوات تستجاب في حينها، أم يدخرها الله تعالى لوقت آخر؟ 1156 الخميس 02-07-2020 09:31 صـ
كيف أبر أمي وأقوم بحقوقها؟ 1075 الاثنين 22-06-2020 03:10 صـ
هل مشاعري طبيعية أم هي حالة اكتئاب؟ 1064 الأربعاء 17-06-2020 05:53 صـ