أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة / ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بدايةً أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفقك إلى كل خير، وأن يجعلك من عباده الصالحين وأوليائه المقربين، وأن يجعلك من سعداء الدنيا والآخرة، إنه جوادٌ كريم.

بالنسبة لرسالتك: فيبدو أنها وكما يقولون: الحب من طرف واحد، وهذا كثير، خاصةً في مرحلة الشباب وعدم الارتباط، ولكن المهم أن يكون الطرف الأخر يستحق هذه المحبة وتلك التضحية؛ لأن الحب شيءٌ عظيم، ومعنىً رائع وجميل، لا ينبغي أن يمنحه الإنسان إلا لمن يستحقه، فأنصحك أولاً أن تتعاملي مع الموضوع بعقلك لا بقلبك؛ لأن الزواج شركة ومؤسسة لابد فيها من توافر شروط هامة في الطرفين، لأنها ليست مؤقتة وإنما قد تستمر العمر كله، وقد تكون نعمة أو نقمة، وسيترتب عليها مسؤوليات كبرى، أولاد وذرية، ونسب واسم، وسمعة ومصاهرة، وأمور أخرى كثيرة، فلا بد أولاً أن تتأكدي من أن هذا الشخص يصلح أن يكون لك زوجاً وأباً لأولاد في المستقبل؛ لأن الحب والإعجاب شيء، والزواج والارتباط شيءٌ آخر، لذا لابد من أن تتأكدي من أن هذا الشاب فيه المواصفات الشرعية التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) فلا بد من توفر هاتين الصفتين؛ لأهميتهما القصوى في استقرار الحياة الزوجية وسعادتها.

فإن كان فيه تلك الصفات الشرعية فلا مانع من الدعاء بأن يجعله الله من نصيبك، وأن يكون زوجاً لك.

وأما عن الدعاء: فأنا لا أعلم دعاءً معيناً من القرآن أو السنة بخصوص هذا الموضوع، وإنما عليك بصلاة ركعتين، تم فيها أو بعدها تسألين الله أن يجعله زوجاً لك بالصيغة التي تعرفينها أو المتيسرة لك، ولا مانع من أن تدعي بهذا الدعاء الذي ورد عن بعض الأفاضل : ( اللهم يا مدبر كل أمر عسير دبر لي فإني لا أحسن التدبير) فهو نافع ومجرب في أمور كثيرة، أيضاً دعاء: ( اللهم كما ألفت بين قلوب المهاجرين والأنصار ألف بيني وبين عبدك - فلان) وأي دعاء بهذا الخصوص فهو نافع إن شاء الله.

مع دعواتنا لك بالتوفيق والسداد.