أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ القرآن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله العلي القدير أن يقرّ عينيك برؤيتك لابنتك، ولا ندري ما هي الأسباب التي حرمتك من رؤية ابنتك منذ ثلاث سنوات ونصف - التي ذكرتها - هل لأنك كنت تعمل في بلدٍ آخر أم ماذا؟

على أي حال: ليست هناك نصائح مُحددة إلَّا أننا ننصح بأن تكون طبيعيًا، وألَّا ترفع سقف تطلعاتك بالنسبة معرفة ابنتك إليك مثلاً، وأنها ستلقاك بلهفة وشوق، لأنك كنت بعيدًا عنها، ولم تعش معها هذه المدة منذ ولادتها.

فلا تحزن - أخي الكريم - ولا تُصب بخيبة أمل، ومع الأيام سيؤلف الله بينك وبين ابنتك الألفة والمحبة بعيشك معها وتعاملك لها معاملة الأب الشفوق الحنون.

وهذا الأمر طبيعي طبعًا - أخي الكريم - فإن الطفلة لم تكبر معك ولم ترك منذ أربع سنوات، بل لم تعرفك حين كان عمرها أربعة أشهر، لذلك قد لا تكون منجذبة إليك من أول لقاء لك لها، فلا تُصب بخيبة الأمل، فهذا شيء طبيعي، وعليك أن تصبر على هذه الصدمة، وبمرور الوقت سوف تعرف ابنتك أنك أبوها، وتحضر إليك، وتُلاطفك، وتكونُ طبيعية، هذا هو المهم.

فلا ترفع سقف تطلُّعاتك عاليًا عند لقائك بها لأول مرة - كما ذكرت - لأنها لم ترع ولم تُرب وأنت بجانبها، وكنت بعيدًا عنها، فهي لن تعرفك من أول وهلة، أو حتى لو عرفتك - وذلك برؤيتها لك من خلال صورة لك مثلاً أو غير ذلك - قد تكون غير منجذبة إليك، فلا تُصب بخيبة الأمل، هذا شيء طبيعي، ولكن بمرور الوقت -إن شاء الله- وعيشها معك سوف يتغيّر هذا وتنجذبُ إليك -بإذن الله-.

وفقك الله وسدد خطاك.