أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : هل الجن أو قرينى قادران على قراءة أفكاري، ومعرفة ما يدور بداخلي من خوف وفزع؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخاف من الجن دائما، ولا أعلم كيف أتخلص من هذا الخوف، في الليل عندما أغمض عيني حتى أنام أتخيل أشكالهم، وعندما أقوم الليل أشعر أن أحدهم خلفي وينظر إليّ، أخاف من الجلوس وحدي بالمنزل خاصة في الليل، أتذكر قول الله في الحديث القدسي: (وأنا معه إذا ذكرني) وبالرغم من ذلك يظل خوفي على حاله، ماذا أفعل؟!
وهل الجن أو قريني قادران على قراءة أفكاري ومعرفة ما يدور بداخلي من خوف وفزع؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Zainab حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك أختنا الكريمة، وردا على استشارتك أقول:
الجن مخلوقات خلقها الله تعالى من مارج من نار ومنهم المؤمن ومنهم الكافر، وهو يروننا ونحن لا نراهم كما قال تعالى: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ)، وقد جعل الله لهم قدرات ليست لدى البشر.
لقد جعل الله تعالى لنا ما نتقي به شر شياطين الإنس والجن وهو أذكار اليوم والليلة والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه، فمن حافظ على أذكار اليوم والليلة، واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم وقاه الله شرهم، ففي الحديث الصحيح قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا، فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ ... الحديث).
من تسلح بالذكر وحافظ على الطاعات لا يمكن أن يقربه الشيطان يقول عليه الصلاة والسلام: (من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح) وثبت عن أنسٍ رضيَ اللَّهُ عنه قال: قال: رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: « مَنْ قَالَ يعنِي إذا خَرَج مِنْ بيْتِهِ: بِسْم اللَّهِ توكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، ولا حوْلَ ولا قُوةَ إلاَّ بِاللَّهِ، يقالُ لهُ هُديتَ وَكُفِيت ووُقِيت، وتنحَّى عنه الشَّيْطَانُ» وفي رواية « فيقول: يعْنِي الشَّيْطَانَ لِشَيْطانٍ آخر: كيْفَ لك بِرجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفي وَوُقِى»؟ .
حافظي على قراءة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، مع أذكار المساء فإنها تكفيك من كل شيء، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه).
حافظي على وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي قوله: (مَن قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتب له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حِرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد أفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك).
اعلمي أن الجن لا سلطان لهم على المؤمنين، ولا يستطيعون أن يضروهم، قال تعالى: (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ).
لقد نهى الله المؤمنين عن الخوف من الشيطان فقال تعالى: (إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) فأخرجي الخوف من نفسك، ولا تجعلي له سبيلا للتسلل.
يبدو أنك تأثرت بحديث ما عن الجن، وعن تأثيرهم وأذيتهم ومن ثم ركزت ذهنك في هذا الموضوع فصار ذهنك مشغولا به، وربما أعطيت عقلك رسائل سلبية أثرت على حياتك؛ لأن العقل يستقبل تلك الرسائل، ومن ثم يرسل توجيهاته لبقية الأعضاء بالتفاعل معها، وربما رأت عينك ما ليس موجودا أصلا، ولكنه مجرد تخيلات.
كل ما ترينه أو تسمعينه ليس موجودا على الواقع، فعليك ألا تلتفتي لهذا الأمر، ولا داعي للخوف، واقطعي الوساوس الشيطانية التي تأتي من أجل تخويفك من الجن، وتعظيمهم في نفسك، واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم يخنس منك ويفر.
موضوع الخوف الذي عندك من الجن، نفسي محض، وإلا فهنالك غيرك لا يحس بما تحسين به إطلاقا، والسبب أنهم لم يستسلمون لتلك الأفكار ولم يتفاعلوا مع تلك الوساوس والخواطر، ثم إن الخوف يتوقع من صغار السن لكن من الكبار غير مقبول.
اجعلي لسانك رطبا بذكر الله سبحانه، وشغلي سورة البقرة في البيت كل ثلاثة أيام، واعمري البيت بالطاعة، وأخرجي هذه الأفكار من ذهنك، وعيشي حياتك بهدوء.
الجن والقرين لا يمكن أن يعرفوا ما في القلب، أو العقل ما لم ينطق به الإنسان، فإذا نطق عرفوا؛ لأن ما في القلب من علم الغيب، ولا يعلم ذلك إلا الله سبحانه، فهو الذي يعلم ما توسوس به النفس ويعلم ما في الصدور.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أسمع صوت شخير كلما دخلت الحمام، فما الحل؟ | 4067 | الأحد 02-02-2020 12:06 صـ |
أرى أشياء تتحرك في الشقة، فهل هو سحر أم جن؟ | 15117 | الخميس 20-06-2019 09:26 صـ |
ما تفسير إحساس الشخص بأحداث تتحقق؟ | 15146 | الاثنين 25-02-2019 05:10 صـ |