أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : نصح وتوجيه في كراهة ربة المنزل لخادمتها مع الخشية من ضربها
في الحقيقة عندما أتت ربة المنزل لم تشعر بالارتياح لخادمتها الجديدة، وطلبت استبدالها، ولكن بعدما بدأت بالبكاء حنت عليها وتركتها، وقد مضى عليها بالعمل 3 شهور، وبنفس الوقت ربة المنزل لا ترتاح لها، وكل يوم تفكر في استبدالها، ولكن تعود وتقول: حرام قطع الرزق، ولكن ربة المنزل متضايقة منها إلى حد أخاف بعده أن تضربها، ساعدوني ماذا أفعل؟
جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله العظيم أن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، وأن يرزقنا السداد والرشاد، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
فإن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، وربما وجد الإنسان شخصاً في الطريق فأحبه وقابل آخر في السوق فكرهه دون ذنب جناه، والمسلم يحتكم للشريعة فلا تحمله تلك الكراهية على ظلم الشخص أو الاعتداء عليه؛ ولذا فالواجب أن نبحث عن أسباب تلك الكراهية أو عدم الارتياح؛ فإن كانت الاعتبارات شرعية مثل عصيانها لله فعند ذلك تقبل تلك المشاعر ونعمل بما يلزم المؤمنين شرعاً من غير إفراط ولا تفريط، والصواب أن نكره المعاصي؛ فإن تركها العصاة كانوا إخوة لنا.
وإذا كانت تخاف من ظلمها أو ضربها فالأفضل استبدالها مع إعطائها حقها كاملاً، بل والتفضل عليها لتطييب خاطرها (والله يحب المحسنين)، أما الأرزاق فلا يملك قطعها إلا الذي وهبها سبحانه، ولا تنتهي الأرزاق وتنقطع إلا بحضور الأجل، وقد قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل: (
ولا ينبغي أن نقول: أنت قطعت رزقه؛ لأن الرزق من الله، ولو أننا نتوكل على الله حق توكله لرزقنا كما يرزق الطير، تغدوا خماصاً وتروح بطاناً، وما على الإنسان إلا أن يفعل الأسباب وينتظر الرزق من الكريم الوهاب.
ولا شك أن الاستغناء عن الخدم هو الأفضل لما لوجودهم من آثار سلبية، ولكن إذا اضطررنا لذلك فينبغي أن نستخدمهم في الأعمال التي لا صلة لها بالمهام التربوية؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ولأن التربية بضاعة لا يجوز استيرادها ولا جلب من يقومون بها؛ لأنها نابعة من عقيدتنا وهدي نبينا صلى الله عليه وسلم، ولا يستطيع أحد من الناس أن يقوم بدور الوالدين في التربية، خاصة في المراحل المبكرة من عمر الطفل.
ومن واجبنا أن نشفق عليهم ونرحم غربتهم ونقدر ظروفهم ولا نكلفهم من العمل ما لا يطيقون؛ فإن كلفناهم ساعدناهم، مع ضرورة أن نطعمهم من طعامنا، ونهيئ لهم وقتاً ومكاناً للراحة، ونقدم لهم الدعوة إلى الله لإنقاذهم من النار أولاً ثم لنأمن شرهم.
وقولي لهذه الأخت: إذا دعتك قدرتك لظلمها فتذكري قدرة الله عليك، واعلمي أن الله أقدر منك عليها، ورحم الله من وقف عند هواه؛ فإن كان في رضا الله أمضاه، وإلا فإن طاعة الله أغلى وأعلى، ومن لا يَرحم لا يُرحم، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء.
وأرجو أن نتذكر يوماً يقتص فيه رب العزة والجلال من الشاة القرناء التي ظلمت أختها التي لم تكن لها قرون، (( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ))[الشعراء:227].
والله الموفق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
الخادمة فرقت بيننا | 4508 | الثلاثاء 18-12-2012 04:39 مـ |
ما يقلل الآثار السلبية لوجود الخادمة مع الأبناء | 3028 | الأربعاء 13-06-2007 10:50 مـ |