أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن كنت متأكدًا - أخي الكريم - أن الذي أتاك الآن هو وسواس قهري ففي هذه الحالة أقول لك: تناول أحد مضادات الوساوس، فتأكيد التشخيص ضروري جدًّا، أنتَ ذكرتَ أنه وسواس، وهو ليس بنفس السوء - كما سبق - إنِ استطعت أن تذهب وتقابل الطبيب لتأكيد التشخيص هذا أمرٌ جيد، وإن لم يكن الذهاب إلى الطبيب متيسِّرًا فأرجو أن تقاوم هذه الأفكار، وألَّا تهتمَّ بها وتجاهلها تمامًا، وفي هذه المرة يمكن أن تتناول جرعة صغيرة من عقار (فلوفكسمين) والذي يُعرف تجاريًا (فافرين) هو دواء جيد جدًّا لعلاج الوسوسة، وفي ذات الوقت ليس له آثار جنسية سلبية.

الجرعة التي تحتاجها من الفافرين هي خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة أسبوع، ثم تجعلها مائة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة أسبوعين، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أيًّا كانت أعراضك من حيث الوسواس ودرجته فأنا لا أراها انتكاسة، -إن شاء الله- هي مجرد هفوة بسيطة، ومقاومتها للوسواس وتذكّر الإيجابيات، وتناول ما ذكرته لك من دواء بالجرعة التي حدَّدناها وللمدة القصيرة نسبيًّا التي نصحناك بها؛ أعتقد أن ذلك سوف يكون كافيًا جدًّا لعلاج حالتك هذه، وحتى لا تحدث لك انتكاسات مستقبلية أرجو أن تكون دائمًا مراقبًا لنفسك من الناحية السلوكية، حيث إن تحقير الوسواس وتجاهله من أهم وسائل العلاج، وأن تكون إيجابيًا من الناحية الاجتماعية والنفسية والفكريّة، هذا أيضًا يُساعدك كثيرًا، وإن أردتَّ أن تذهب للطبيب النفسي للمزيد من الاطمئنان فهذا أيضًا أمر أُقِرُّه تمامًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.