أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الوساوس القهرية ذات الطابع الديني نتيجة المبالغة في ممارسة معينة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا زوجة وأم لطفلين، أتعالج من الاكتئاب والوسواس القهري منذ 6 سنوات، وحاليا أستعمل Faverine، كلما رأيت حذاء مقلوباً لا أستريح حتى أقوم بتعديله بعد أن قرأت أن في ذلك عدم توقير لله تعالى، ولكني بدأت أنظر لكل حذاء، فإذا كان متوجهاً للقبلة غيرت اتجاهه، ولا أستريح حتى أفعل ذلك، فهل ذلك طبيعي؟ وهل ما أقوم به صحيح؟ أم أنها مجرد وساوس، وليس هناك معصية في ترك الحذاء على وضعه؟

سؤالي الآخر هو أنني أصبحت أشعر أني لن أستغني عن الدواء باقي عمري، لأني عندما حاولت تقليل الجرعة من 100 مجم إلى 50 مجم أصبحت مكتئبة مرة أخرى، أفيدوني يرحمكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لبنى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

معظم الإخوة والأخوات الذين يُعانون من الوساوس القهرية هم من أصحاب الضمائر الحية واليقظة، والذين يحاولون عدم الوقوع في الأخطاء مهما كانت بسيطة، كما أن الوساوس ذات الطابع الديني كثيرةٌ ومنتشرة.

لا شك أن حالتك -وإن كان التصرف تصرفاً محموداً- هي في الواقع حالة من حالات الوساوس القهرية، وعليه لابد لك أن تُقنعي نفسك أن ما تقومين به حيال وضع الأحذية قد تخطى ما يتطلبه الدين، وأصبح حالة وسواسية، ومن هنا لابد أن ينمو في داخل نفسك ومقدراتك المعرفية التجاهل لهذا الأمر، وأنا أرى أنه لا مانع أبداً أن تتركي الحذاء موضوعاً في الوضع الغير محمود من الناحية الدينية دون الالتفات له، وتكرار ذلك؛ حتى تقل حدة القلق التي يسببها لك هذا الوضع، وما دام الأمر بدافع العلاج فلا حرج عليك في ذلك إن شاء الله، وفي نهاية الأمر سوف تصلين لمرحلة القبول بأن لا تبحثي أو تكوني مشغولة دائماً بوضع الأحذية، وبعد أن ينتهي القلق الوسواسي يمكن أن تتعاملي مع الأمر بصفةٍ عادية، أي أنه يمكنك وضع الأحذية في الاتجاه الصحيح، بشرط أن لا تبحثي عن كل حذاء غير موضوع بصورةٍ صحيحة ثم تقومين بتغيير اتجاهه .

بالنسبة للعلاج الدوائي، فيُعتبر الفافرين من الأدوية الممتازة في علاج الوساوس القهرية، وأقل مدة للعلاج في الحالات البسيطة يجب أن لا تقل عن 6 أشهر، أما بعض الناس -خاصةً الذين لديهم الاستعداد للوساوس القهرية أو تحمل شخصياتهم سمات الوساوس- فلابد أن يكون العلاج لمدةٍ أطول، وربما يتطلب سنوات، وأرجو أن لا يكون هذا الأمر مزعجاً بالنسبة لك، خاصةً وأن الأدوية سليمة، وجرعة 100 ملجم من الفافرين تُعتبر جرعة وقائية.

بما أن الوساوس القهرية هي علّة طبية، فيجب أن ينظر إليها أنها مثل بقية الأمراض، كالسكري والضغط مثلاً، فمهما طالت مدة العلاج، وما دام ذلك سوف ينتج عنه نفع للإنسان، فيجب على الإنسان أن يحافظ على علاجه، والشيء الآخر هو أن التقدم العلمي يسير بفضل الله بصورةٍ مضطردة، وربما يصل العلماء في المستقبل إلى أدوية تكون أكثر فعالية، وتتطلب مدة أقصر للاستعمال.

وأخيراً: أرجو أن أنبه إلى أنه اتضح أن المرضى الذين يطبقون العلاج النفسي السلوكي المضاد للوساوس تكون حاجتهم لاستعمال الأدوية أقل من غيرهم .

وبالله التوفيق

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني من انتفاخ الغدد اللمفاوية تحت الفك من جهة واحدة 1143 الأحد 19-07-2020 01:25 صـ
أعاني من وسوسة أني سأفشل في الامتحانات، فماذا أفعل؟ 875 السبت 11-07-2020 09:24 مـ
عانيت من الوسواس وصارت لدي أفكار غريبة 1458 الأربعاء 08-07-2020 10:00 مـ
أعاني من وسواس وعندي اكتئاب دائم، ما العلاج؟ 1028 الثلاثاء 30-06-2020 04:47 صـ
أعاني من الوسواس والخوف وتوقعات قد تحدث 3634 الأربعاء 06-05-2020 06:39 صـ