أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الوساوس في الصلاة والوضوء والنية والعقيدة

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سعادة المستشار الفاضل! يسرني أن أعرض عليك مشكلتي وهي أني شاب في الماضي لم أكن ملتزماً بحق بل كان التزاما يشوبه الكثير من الشوائب من عديد من المعاصي، والحمد لله منّ الله علي بالهداية وبدأت أتخذ طريق الالتزام الجاد دون معاصي دون أي شوائب قدر الإمكان، أي أحاول قدر الإمكان الابتعاد عن المعاصي.

وهنا في هذه المرحلة بعد أن تركت المعاصي وبدأت أتقرب إلى الله بالنوافل وغيرها من العبادات وحينها ظهر لي الشيطان يوسوس لي فصارت عندي الصلاة بثلاث صلوات! على سبيل المثال يحصل معي في بعض الأحيان في صلاة المغرب أن أصليها في المسجد مع الجماعة وأعيدها مرة أخرى في المسجد ثم أعيدها مرة ثالثة في البيت! وقد حاولت كثيراً أن أترك هذه العادات إلا أنه يقول لي الشيطان: إن أفلتت منك الأولى فإن شاء الله لن تفلت الثانية، وإن أفلتت الثانية فلن تفلت الثالثة حتى يتقبل الله منك العبادات وحتى لا تكون كافراً لأن ترك الصلاة كفر! وهكذا أقع وأعيد الصلاة انطلاقا من هذا المعتقد.

وفي داخل الصلاة يوسوس لي ويقول لي: أنت لم تقرأ الفاتحة، أنت لم تسجد على الأعضاء السبعة، أنت تنقصك ركعة، هذا بالطبع عندما أصلي في البيت وتكون هذه الوساوس في الصلاة من أهم أسباب إعادتها، وكذلك صار سجود السهو كأنه جزء لا يتجزأ من أجزاء الصلاة إذ لابد من الإتيان به في آخر كل صلاة!

والمشكلة الثانية في الطهارة:
حيث أني أعيد النية في الوضوء وبعد ذلك أغسل العضو من 4 - 6 مرات، وكذلك بعد الوضوء يأتيني ويقول لي: ما أدراك أن ذلك العضو أنت غسلته!! وهكذا أطيل الوضوء وبعض الأحيان عندما أصل إلى نصفه أعيده من جديد، وتوجد كذلك مشكلة تتعلق بالوضوء وهي الشك في خروج الريح خصوصاً أني إنسان كثير خروج الغازات، وخصوصاً عند الوضوء إذا توترت الأعصاب.

المشكلة الثالثة:
الوساوس في النية: يأتيني ويجعلني أقف، أعيد النية ثلاث مرات، وبعض الأحيان بعد كل هذه الإعادات يوسوس لي ويقول أنت لم تنوي النية الصحيحة لكي تقبل منك العبادة.

المشكلة الرابعة:
وهي الوسوسة في العقيدة، وهذه عانيت منها كثيراً ولكني ولله الحمد أقطعها وتأتي على فترات متقطعة.

المشكلة الخامسة:
الشك في الدين، فكل كلمة أقولها يقول لي أنت هكذا استهزأت بالدين وقد كفرت، وهذه مستمرة دائماً، أو عند سماع شخص يستهزئ بالدين يقول لي أنت سكت إذن أنت موافقة على ما يقول إذن حكمك مثل حكمه! وكل كلمة أقولها لابد أن أحولها على معنى سيء وظن سيء ونية سيئة.

وللعلم أن هذه الوسوسة لم تأتني عندما كنت أفعل المعاصي بل جاءتني عندما هجرتها واتخذت الطريق الصواب بإذن الله طريق الحق والتزمت كما يصح الالتزام من النوافل والذكر بأنواعه والاستغفار! أرجو إعطائي الحل في أسرع وقت تستطيعونه لكي لا تكبر المشكلة.
وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية أقول: إنك لا تعاني من خمس مشكلات، إنما هي مشكلة واحدة، وهي أنك تُعاني مما يعرف بالوسواس القهري، والذي يمكن أن يكون في شكل أفكار أو أفعال، أو خيالات، أو شكوك، وهو حقيقةً يكون متسلطاً على الإنسان، مما يضطر البعض لاتباعه، رغم إيمان الكثيرين بسخف هذه الأفكار والأفعال.

الحمد لله الذي جعلك تسير علي طريق الهداية، وعليك يا أخي أن تتمسك بذلك الطريق، وصدقني لا شياطين الإنس ولا الجن تستطيع أن تردك عن طريق الهداية.

الوساوس القهرية هي في الحقيقة حالة طبية نفسية، ولا نستطيع أن نقول أكثر من ذلك، رغم إيماني المطلق بأن للشيطان مداخله ومآربه وطرقه لتشكيك الناس في عباداتهم، وإخراجهم عن طريق الجادة، ومن هنا يا أخي أود أن أؤكد لك حقيقة هامة، وهي يجب أن لا تُعطي للشيطان دوراً فيما يحدث لك، وهذا في رأيي في حد ذاته من أفضل الطرق لهزيمة الشيطان.

الوساوس القهرية يُعرف عنها أنها تكثر في مجتمعنا الإسلامي، خاصةً فيما يتعلق بالتوحيد والذات الإلهية والصلاة والطهارة.

إذن، أهم طرق العلاج هو الاقتناع بأن هذه أفكار وأفعال سخيفة ومتسلطة، ولكن يمكن التخلص منها، ويتم ذلك عن طريق مقاومتها، وعدم اتباعها، والصمود على هذه المقاومة، وصدقني أنك بعد فترة من الزمن سوف تجد أنها قد تلاشت.

أرجو أن لا تعيد الصلاة مطلقاً، وهذا هو ما أفتي به المشايخ الكرام، فحين تأتيك الفكرة الوسواسية بإعادة الصلاة، أرجو أن تتذكر هذا، مع العلم أيضاً بأن هذا هو رأي الطب النفسي، وعليك أن تحقر فكرة إعادة الصلاة، بأن تبصق على الأرض مثلاً، وتقول: لن أعيد الصلاة، هذه فكرة حقيرة ...صلاتي صحيحة... لا للوساوس .

أما بالنسبة للوضوء والطهارة، فيجب أن تحدد كمية الماء الذي ستتوضأ به، ولا تتوضأ مطلقاً من الماسورة، وتهيأ نفسك على أن الماء الموجود بالإناء هو الوحيد المتوفر فقط.

أيها الأخ الكريم! هذه التمارين البسيطة ستجد صعوبة في تطبيقها في الأيام الأولى، ولكن بعد ذلك ستجد أن الأمور أصبحت أسهل، فقط عليك أن تتناول كل فكرة أو فعل وتفعل ضده بإصرار وتكرار، ويشمل هذا بالطبع الأفكار حول الذات الإلهية .

البشري الكبرى هو أنه بفضل من الله تعالى أصبحت الآن توجد أدوية مضادة للوساوس، وهي بالقوة والفعالية التي جعلتها تغيّر حياة الناس بصورةٍ إيجابية ممتازة، ولذا يا أخي أنت في حاجة ماسّة لتناول الدواء، وستجد إن شاء الله أن الأدوية قد سهلت لك كثيراً في تطبيق الإرشادات السلوكية السابقة، فقط عليك بالصبر، حيث أن الأدوية تتطلب مدة أربعة أسابيع في أغلب الأحيان حتى تؤدي إلى نتائج إيجابية، والدواء الذي أود أن أصفه لك يُعرف باسم بروزاك، أرجو أن تبدأ تناوله بمعدل كبسولة واحدة بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع هذه الجرعة بمعدل كبسولة واحدة أيضاً كل أسبوعين، حتى تصل إلى ثلاث كبسولات في اليوم، وتستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى كبسولتين في اليوم لمدة ستة أشهرٍ أخرى، ثم تخفض إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أيضاً . (هذا الدواء فعّال وسليم، وفي حالة عدم الحصول عليه، فالأدوية البديلة هي: فافرين، أو سبراليكس، أو زولوفت، ولكن البروزاك بحمدالله متوفر في معظم الدول) .

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
تعبت من الوسواس القهري الذي ينتابني وتظلم حياتي بسببه. 3329 الأربعاء 15-07-2020 04:30 صـ
كيف أصرف الوساوس عن نفسي وأحاربها؟ 1915 الأحد 28-06-2020 02:49 مـ
كيف أتخلص من وسواس الخوف والمرض بدون أدوية؟ 1895 الخميس 25-06-2020 05:38 صـ
أريد السيطرة على الوساوس والأفكار السيئة التي تهاجمني 2354 الخميس 25-06-2020 02:58 صـ
بسبب التشكيك في ديني في بلاد الغرب أتتني وساوس بالكفر، ما علاج ذلك؟ 1558 الأربعاء 24-06-2020 04:38 صـ