أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : ظهر شيب في شعري سبب لي وساوس لا آخر لها

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد بدأت مشكلتي من قبل خمس أو ست سنوات كنت قبل هذه المشكلة إنساناً عادياً وكنت لا أحب أن أجلس في البيت، وكانت لي صداقات عدة وكنت مرحاً، والكل يحبني، وأول ما بدأ معي العارض قبل مرضي بسنة أو سنتين ـ لا أعلم ـ كنت أرتاح لشخص لدرجة أني أحبه حباً شديداً ولا أستطيع أن أرتاح إلا حين رؤيته، ومن شدة تعلقي بهذا الشخص أني معجب به لدرجة أني أخجل وأستحي إذا ناظرني، إذا شفته أحس أني إنسان غير عادي!

والمشكلة: أعلم أن هذا الشيء حب غير شرعي، كيف رجل يحب رجلاً مثله!؟ وبعد فترة سافر للدراسة، ورجعت أنا إنساناً عادياً بل ولا أفكر فيه بسبب أنه أبتعد لدراسته، وأنا أصبحت لا أشوفه يومياً، وخف الولع بل تلاشى ونسيته.

ومشكلتي تكمن فقط إذا صار أمامي يتغير أسلوبي وأصبح إنساناً ثانياً وأغار إن ابتسم لشخص غيري أو مازح شخصاً غيري! المهم بعد سفره رجعت أموري طبيعية إلى ذات يوم وكان صديقي الذي أحبه مسافر، فحلقت رأسي وكان في رأسي شيب قليل، وكنت أشاهده من قبل، قبل أن أحلق رأسي ولا أبالي به، بل كان الأمر عادياً، وحين حلقته أصبح هذا الشيب مكشوفاً للناس، وكل من شاهدني يقول لي أن الشيب الذي في رأسي كثير، تكررت هذه الكلمة كثيراً حتى تعقدت من الشيب، وهي أول مراحل مرضي، حيث كنت متعقداً وأعرق وصدري مكتوم، ومرة شفت شيبة في وجهي فأصابني الخوف الشديد وأصبح مستمراً!

أصبح لدي خوف شديد وقلق وتفكير ووسواس وأخذت أشتكي لأصدقائي ما أشعر به، ومن كثرة ما شكوت من الذي أشعر به مل أصحابي مني! وكان من بين هؤلاء الأصدقاء شخص صارحته أن ما بي سببه الشيب، وأحسست بنظراته أنه يستحقرني! فكيف بشخص يتعقد من هذا الشيء؟ وندمت بعدها أني صارحته بعقدتي.

وبعد أشهر أصبحت لا أتعقد من الشيب الذي فيّ بل بالعكس أصبح لدي عادياً ولكن ما يزال العارض موجوداً من وساوس وقلق وخوف شديد بسبب أني شكوت الحال لأصحابي وأحسست أني ذليل، وأكثر واحد منهم أحس أني ذليل ذلك الصديق الذي أخبرته بسبب ما أصابني.

وذهبت إلى دكتور نفسي وشرحت له الوضع بالتفصيل وأن الشعر الأبيض كان سبباً وزال، والآن السبب الرئيسي هو الشكوى لأصحابي مما أصابني، فكيف أواجه المجتمع وهم يعلمون أنني شخص تعقد ومرض ووسوس من أجل الشعر الأبيض، المهم كتب لي الدكتور حبة سبرام بالصباح، وحبتين متفال حبة بعد الظهر والثانية بالمساء.

استمريت فترة على هذا العلاج تقريباً أربع أو خمس سنوات إلى حين تزوجت، فلقد اشتد بي العارض ولا أعلم له سبباً هل هو التفكير بالمسئولية أم أني لست مستعداً نفسياً للزواج؟ وصارحت زوجتي بأني أستعمل أدوية نفسية، المهم ذهبت إلى نفس العيادة ولكن الدكتور الأول ذهب، وهذا الدكتور متابع لحالتي، وقلت لهذا الدكتور شيئاً لم أخبره إياه من قبل وهو أني كثير الوسواس منذ تقريباً سنة في أسناني لأني قبل مرضي كنت أهتم فيها بالفرشاة والمعجون وبعد مرضي أهملتها حتى إني الآن أكثر ما يشدني في أي شخص أسنانه إذا كانت نظيفة وغير مسوسة بل وأحسده عليها.

المهم زيد لي الدكتور السبرام حيث كنت أول أستخدم حبة، فكتب لي حبة ونصفاً، ومنع عني المتفال، وكتب لي بدلاً عنه أنفرانيل حبتين بالمساء، وقال لي: راجعني بعد ثلاثة أشهر، المهم لم أراجعه بعد ثلاثة أشهر بل استخدمت العلاج وراجعته بعد تسعة أشهر، ويوجد تحسن ولكن تحسن بسيط.

والآن بعدما راجعته منعني من أنفرانيل واستبدله لي بعلاج آخر وهو البروزاك، ولم أستعمله إلى الآن، أرجو أن تنصحني يا دكتور لأني مللت من الأدوية النفسية، ولي الآن فترة ليست بالبسيطة، أرجو توضيح حالتي وأرجو إعطائي رأيك بعلاج السبرام حبة واحدة مع البروزاك حبة واحدة صباحاً، وهل يناسب حالتي أم أن هناك علاجاً آخر يناسب حالتي أكثر؟ وهل الوسواس الذي في وسواس قهري أم وسواس انفعالي؟

ملحوظة: لقد كرهت زوجتي وأحس أني لو طلقتها سوف تتحسن حالتي كثيراً، ولا أعلم هل سبب غيرتها الزائدة لها دخل بالموضوع، حيث إنها تراقبني مثل ظلي حتى تلفون العمل تراقبه؟ ولديها حب استطلاع فظيع، وكان لدي الخوف الاجتماعي منذ الصغر حيث كنت لما أذهب إلى المدرسة لدي خجل شديد من زملائي الطلاب ومن المدرس وكان سبباً في كثرة غيابي عن المدرسة، وكان هذا الخجل الشديد ينتابني بالمدرسة، وحين أخرج من المدرسة أصبح إنساناً عادياً!


مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المنتظر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

جزاك الله خيراً على سؤالك التفصيلي، والذي أوضحت فيه حالتك بدقة، مما جعلنا نستنتج أنك تُعاني بالفعل من وسواس قهري، مع أعراض جانبية، تتمثل في القلق والاكتئاب البسيط، كما أنك تقلل من قيمة ذاتك، مع بعض الشعور بالدونية.

لا شك أن العلاج الدوائي خاصةً الأدوية الحديثة يُعتبر علاجاً فاعلاً وناجعاً للوساوس القهرية، والشيء المهم جداً هو أن يصبر الإنسان على العلاج وعلى تناول الدواء، حيث يُعرف عن الوساوس أنها تتطلب جرعات أكبر من الدواء ولمدةٍ أطول، وبفضلٍ الله الأدوية الحديثة كلها تقريباً سليمة وغير إدمانية، وسهلة الاستعمال، ومضمونة النتائج.

لكل إنسان ما يُناسبه من الأدوية، وربما يكون ذلك مرتبطاً بالخارطة الجينية التي تختلف من إنسان لآخر.

بالنسبة للـ(سبرام)، فهو علاجٌ فعال وممتاز، ولكن شركة (لوندبك) المصنعة للدواء قامت باستبداله الآن بدواء أفضل يُعرف باسم (سبرالكس) وهو فعّال لعلاج الوساوس، ولكن ليس بمثل قوة الـ(بروزاك) وعقار آخر يعرف باسم (فافرين)، وعليه فنصيحتي لك أيها الأخ الكريم أن تأخذ الـ(بروزاك) بمعدل كبسولة واحدة في الصباح، وتضيف له (فافرين) بمعدل 100 ملغم ليلاً لمدة شهر، ثم ترفع الـ(فافرين) إلى 200 ملغم في اليوم، وتستمر على هذه الجرعة لمدة عام على الأقل، ثم بعد ذلك يمكن أن تخفف الأدوية تدريجياً، ولكن صدقني حتى لو استمريت لسنوات على هذه الأدوية فلا خوف من ذلك؛ وذلك نسبةً لسلامتها وفعاليتها.

أود أن أذكر أن الـ(فافرين) والـ(بروزاك) من الأفضل تناولهما بعد الأكل.

لا تنس أيها الأخ العزيز أنه بجانب العلاج الدوائي لابد لك أن تحاول مقاومة هذه الأفكار السلبية والوسواسية.

أما بالنسبة لعلاقتك مع زوجتك، فأرجو أن تسعى لأن تجعلها تعيش في مستوى توقعاتك، ويتم ذلك دائماً عن طريق الحوار والاحترام المتبادل.

وبالله التوفيق.



أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
وساوس الطهارة والصلاة، كيف أتخلص منها وأعود لحياتي الطبيعية؟ 1652 الخميس 16-07-2020 03:13 صـ
زوجتي مريضة نفسيًا وترفض الذهاب للطبيب، فماذا أفعل معها؟ 1089 الأربعاء 15-07-2020 04:37 صـ
وساوس الشيطان حول استجابة الدعاء، كيف أحاربها؟ 1520 الخميس 16-07-2020 02:48 صـ
أعاني من الوساوس في الدين 1121 الأحد 05-07-2020 05:27 صـ
هلع ووسوسة من الأمراض، فهل من علاج؟ 2638 الثلاثاء 09-06-2020 06:38 صـ