أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : إعطاء الزوجة لوالدها مال زوجها دون إذنه وعدم قدرة الوالد على رد ذلك المال

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود استشارتكم في أمر: كانت لدي وديعة بنكية وقد وضعتها باسم زوجتي، وكنت أضع ما أوفره في ذلك الحساب باسمها، ولكنني بعد عدة سنوات وعندما احتجت للمال وطلبت منها ذلك فوجئت أنها قد دفعت لوالدها معظم المال ليعمل به، ولكنه خسره، وأعادت جزءاً منه وما تبقى لا يزال في ذمته.

وهو غير قادر على السداد، وهو كبير السن ولديه أبناء، وقد أخبرتني زوجتي أن والدها ضغط عليها وأنه وعدها بأنه سوف يعمل في مجال التجارة، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وقد غضبت لذلك ولم أستطع التصرف لكونها ابنة عمي، ولأن والدي أمرني أن أصبر عليه وعليها، وهو -والد زوجتي- يعرض علي قطعة أرض مقابل ذلك المال! رغم أنني لست بحاجة لأرض الآن.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يجزيك عن زوجتك ووالدها وأسرتهما خيراً، وأن يخلف عليك بخير الدنيا والآخرة، وأن يسترك فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليه، وأن يوسع في رزقك.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه ومما لا شك فيه أنه ما كان ينبغي لزوجتك أن تتصرف هذا التصرف مهما كانت الضغوط التي مارسها والدها عليها، وأنه كان يجب عليها أن تخبرك بطلب والدها قبل أن تدفع له درهماً واحداً، فهي قطعاً مخطئة في تصرفها هذا شرعاً وقانوناً؛ لأنها مؤتمنة على هذا المال، ولا يجوز لها أن تتصرف في هذا المال إلا بإذنك؛ لأنه حتى وإن كان باسمها إلا أنه ليس ملكاً لها، وأعتقد أن الذي دفعها لهذا التصرف المخالف إنما هو علمها بمنزله والدها عندك، وأنه في مقام والدك، وأنك لا يمكن بحال أن تتصرف كغيرك من الناس، واعتقادها كذلك أنه سيربح ويرد المال كما أخذه، وأعتقد أنها لو كان لديها أدنى ذرة من الشك في ذلك لما أعطته درهماً واحداً، فلعلها اجتهدت وأخطأت، ولم يكن هذا التصرف بسوء نية منها ورغبةً في خسارتك، وإنما حدث ذلك بجهلٍ منها وحسن ظنٍ بوالدها، وأنه سيرد المال كاملاً، ولن يحدث هناك ما حدث الآن، لذا أود أن تقدر ظرفها، وأن تلتمس لها العذر؛ لأن ما حدث لا يمكن إصلاحه، ولا نريد أن نُعالج الخطأ بخطأ آخر؛ لأن هذا هو عين الخطأ، المال وقد خسرنا بعضه فهل يعقل أن نخسر الأسرة بسبب ذلك؟ خاصةً وأن هذا لا يمكن أن يعالج المشكلة ولا يحلها، بل قطعاً سيؤدي إلى خسارة الأسرة وقطيعة الرحم والتشتت والضياع.

لذا أنصحك أخي أحمد أن تحتسب الأجر عند الله، وأن تصبر على والد زوجتك، واعتبر أنه قد أخذ منك هذا المال على سبيل القرض، والحق تبارك وتعالى قال: (( وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ ))[البقرة:280] وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرك بقوله: (من أنظر معسراً فله بكل يوم مثله صدقة قبل أن يحل الدين فإذا حل الدين فأنظره فله بكل يوم مثلاه صدقة).

فما رأيك في هذه البشرى العظيمة التي بشرك بها الحبيب صلى الله عليه وسلم؟ لذا أقول لك إما أن تنظره وتصبر عليه حتى يؤدي، وأما أن تقبل الأرض التي عرضها عليك وتحتفظ بها أو تبيعها، وإما أن تعفو عنه عسى الله أن يعفو عنك، وأن يسترك بستره، ويخلف عليك بخير الدنيا والآخرة، إنه جوادٌ كريم.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...