أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : شاب يشكو من الفارق الثقافي بينه وبين ابنة عمه التي تزوجها مرغماً

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم.
أنا شاب أبلغ من العمر 27 عاماً، باختصار تزوجت من بنت عمي بعد إصرار الأهل علي، علماً بأني لا أحس أي إحساس من الحب أو من الكره تجاهها؛ لأني أحسها مثل أختي وبالإضافة إلى ذلك، أنا شاب جامعي وهي لم تكمل المرحلة الإعدادية، ولا يوجد عدم توافق كبير بيني وبينها وباختصار: أنا متزوج بالاسم فقط.

وبعد هذا الزواج قررت الانتقام رغماً عني باللجوء إلى الحرام، ماذا أفعل؟ حياتي صارت جحيماً في جحيم، ولا أقدر التصرف بأي شيء، ليس خوفاً منهم بل الحياء من أهلها؛ حيث إنهم يحبونني بجنون ويحترمونني كابنهم بالضبط.

لم أتوقع أن هذا الشيء سيدوم، وظننت أنه بعد الزواج سيزول ولكنه زاد الطين بلة، وصلت إلى مرحلة أني لا أطيق رؤيتها!
يا الله! لا أعرف ماذا أفعل؟ وأنا لا أستطيع أن أطلقها حياء من أهلها الطيبين والصالحين، أفيدوني جزاكم الله خيراً صرت لا أطيق نفسي لأني أرتكب الحرام ومحروم من حياتي الزوجية ولا يوجد عندي إمكانية للزواج من أخرى.


مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل / أبو نهيان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أسأل الله أن يعيننا وإياكم لما يحبه ويرضاه.

ابني! لقد قرأت رسالتك، وتألمت جداً لما جاء فيها، وما وصلت إليه من درَك، تحدٍ لله تعالى وأنت متزوج، أتدري ما هي عقوبة المتزوج الزاني؟ إنها الرجم.

ابني! كان الواجب أن تسأل عن كيفية الرجوع إلى ربك وإصلاح العلاقة بينك وبينه قبل أن تسأل عن مشكلتك مع زوجتك؛ لأنك في المقام الأول أنت إنسان مكون من روح علوي سامٍ ومن جسد حيواني تُرابي، وللروح متطلباتها من الغذاء والعلاج كالجسد؛ لأنها تمرض كما يمرض الجسد، وغذاؤها وعلاجها يأتي من السماء، فقد خلقت من أعلى، كما أن غذاء الجسد يأتي من الأرض؛ لأنه خُلق من الأرض، ويتمثل غذاء الروح في العبادات التي نزلت من الله تعالى.

معذرةً يا بُني! فأنا لم أخرج عن موضوع سؤالك، وما أقوله هو جزء مهم في الإجابة، وباختصار يجب أن تُشبع روحك بغذاء العبادة حتى تجعل من نفسك رقيباً عليك، والبداية الصحيحة أن تتوب إلى الله، وترجع إلى الله بالندم والاستغفار، والإقلاع الفوري عن الذنب، وتعقب التوبة بالأعمال الصالحة كالصيام أو قيام الليل، أو الصدقة، مما يدل على صدق توبتك، ثم تقلع عن قرناء السوء وجو المعصية إلى رفقاء يدلونك على الخير ويعينوك عليه، فإن فعلت ذلك فأقول لك الإجابة على سؤالك:

لا تغرنك زخارف الدنيا، ولا تظنن أن السعادة تكمن مع الزوجة المتعلمة، وأجزم لك أن هناك من الزوجات من وصلن أعلى مراحل التعليم ولكنهن فشلن فشلاً ذريعاً في بناء حياةٍ زوجية سعيدة، بل جعلن حياتهن جحيماً لا يطاق.

إن الرسول المعصوم صلى الله عليه وسلم وضع ضوابط السعادة في الزوجة الصالحة، وجعل الخلق والدين هما مصدري السعادة، ولا سعادة بغيرهما؛ لأنك مهما اجتهدت لن تكتشف أسرار الفتاة، وإنما تحكم عليها من ظاهرها، من جمالها وعلمها ونسبها، ولكن عندما تقترن بها ينكشف لك ما كان مخفياً من سلوك وأخلاق تحطم الحياة الزوجية وتقطع أوصالها.

ومن هنا، فإن هذه الزوجة التي لم تسند عليها أي سوء في خلقها ولا سلوكها، فإنك إن فارقتها لن تجد لها مثيلاً في صبرها وتحملها، فاللوم كله منك، فأرجو ألا تغرّنك الكاسيات العاريات، وإن كن متعلمات، فارجع إلى الله أولاً ثم إلى زوجتك هذه ثانياً، وغيّر من مجرى حياتك كلها، وانظر لمستقبلك القريب في الدنيا والبعيد في الآخرة، واعمل وفق ذلك.

أسأل الله أن يهديك إلى الصراط المستقيم.



أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...