أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيفية إقامة الصداقة على أسس سليمة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أريد أن أكون علاقة صداقة قوية مثالية، ولكني كلما هممت لمصادقة إحداهن أجد فيها ما يبعدني عنها لتجعل منها مجرد زميلة، فالصداقة التي أطمح إليها أكبر من العلاقات الدنيوية، فأنا أريدها صديقة أخروية حتى بعد مماتي ـ أي في الجنة ـ نتبادل النصائح ونتشارك في أعمال الخير، ونهتم بالسؤال عن بعضنا البعض ولا تهمل إحدانا الأخرى.

لدي الآن الكثير من الرفيقات، ولكنهن لا يستمعن للنصيحة، وإذا سمعنها وأكدن مصداقية القول لا يعملن به، وأخرى وجدت أن قلبها أبيض قابلاً للتجديد ولكن عيبها الوحيد هو القطيعة، فأنا أعرفها منذ أكثر من 8 سنوات، ولكنها لا تكلف نفسها بالسؤال عني أو عن أخباري، رغم أني كثيرة السؤال عنها والزيارة لها في منزلها، وحين سئمت من مبادرتي دائماً انقطعت عنها، ولم تهتم، والآن أصبحت علاقتنا سطحية متقطعة.

لا أعرف ماذا أفعل؟ أتمنى أن أجد من تشاركني درب الحياة الأخوية، ولكني لم أجد هذه الصديقة، انصحوني بطريقة مجدية.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم يوسف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فإن الإنسان لا يستغني عن صديق يبث إليه مشاعره وهمومه، ويجد عنده العون والنصح، وقد قيل: (أخاك أخاك من نصحك في دينك، وبصرك بعيوبك، وهداك إلى مراشدك، وعدوك عدوك من غرك ومناك).

ولاشك أن عدم الصديقة أفضل من رفيقة السوء، ولا خير في صديقة تتكلف الود وتمارس الخديعة والتمثيل، وأحسن من قال:

إذا المرء لم يلقاك إلا تكلفاً **** فدعه ولا تكثر عليه التأسفا

وقد شاهد الناس كلباً إلى جوار مالك بن دينار، فقيل له: ما هذا أبا يحيى؟ فقال: هذا خيرٌ من جليس السوء، ولا عجب فإن عداوة الأشرار تعدي كما يعدي الصحيح الأجرب، وقد أمر المسلم بمجالسة الأخيار قال تعالى: ((وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ))[الكهف:28].

ولا أظنك تجدين صديقة بلا عيوب وأخطاء، ولكن حسبنا أن نسدد ونقارب ونختار أفضل من نعرف، وهكذا ينبغي أن تفعل المرأة المسلمة.

واعلمي ـ يا أختي ـ أن الصداقة الصحيحة هي التي تبنى على الإيمان والطاعة للرحمن قال تعالى: ((الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ))[الزخرف:67]، وإذا رزقك الله بصديقة فلا تكثري من لومها ومعاقبتها واختاري الأوقات المناسبة لنصحها وكذلك لابد أن تكون الألفاظ منتقاة.

وإذا غض الإنسان الطرف عن الأخطاء اليسيرة وعامل الناس بالحسنى أحبه الناس والتفوا حوله، فاحرصي على عدم التحقيق في كل صغير وكبير، وكوني مثل الطبيب الناجح الذي يبدأ بعلاج الأمراض الخطيرة قبل غيرها.

وأرجو عدم الانقطاع عن زيارة الأخوات الصالحات، ولكن من الضروري مراعاة آداب الزيارات وضرورة أن نبدأ بالإخلاص ونختار الوقت المناسب ونراعي آداب الاستئذان وضوابط الزيارة، وألا نطيل الجلوس ولا نكثر من الزيارات إلى ذلك من الآداب العظيمة.

والله ولي التوفيق والسداد!

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتصرف حيال علاقتي المرهقة مع صديقتي؟ 981 الثلاثاء 30-06-2020 07:12 صـ
كيف أتصرف مع صديقتي التي تتدخل في كل أموري؟ 682 الثلاثاء 16-06-2020 02:35 صـ
هل توجد صداقة بين شاب وفتاة؟ 1283 الخميس 14-05-2020 02:21 صـ
أعاني من تعلّقي بامرأة أعطتني الحنان وتمن علي 2648 الثلاثاء 22-10-2019 12:38 صـ
كيف أتعامل مع أمي التي تكرهني؟ 3224 الأحد 22-09-2019 03:34 صـ