أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : حياة مضطربة قلقة بسبب الغربة وانشغال الزوج أكثر الأوقات

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا سيدة متزوجة وأعيش مع زوجي في فرنسا منذ 4 سنوات، عند وصولي إلى فرنسا عشت أقسى فترات حياتي؛ إذ أن زوجي كان مرتبطاً بعمل طيلة النهار، وكنت في هذه الفترة أجلس وحدي في غرفة وأخاف الخروج منها، كنت أخاف كل شيء وكنت أنظر إلى نفسي في المرآة؛ فأحس حقيقة أني لا أعرفها! كنت أقفل على نفسي الباب، وإذا اضطررت للخروج أعود مسرعة وقلبي ينبض بشدة!

وما تكاد تصل ساعة حضور زوجي إلا وأنا منهارة من الحزن والخوف، وقلبي ممتلئ بالغضب، ومع محاولته الترفيه عني بالخروج بعض الشيء ودعوة الأصدقاء -وعددهم قليل- إلا أن الأمر لم يكن يزيدني إلا هماً من المواقف التي تحصل لي بسبب جهلي في ذلك الوقت للغة الفرنسية! ومن الضروري أن أذكر أننا نعيش حالة ضيق مادي منذ بداية زواجي! وجاءت المرحلة الثانية في حياتي بعد أن أنجبت ولدي البالغ الآن من العمر سنتين، وفي أيام ما بعد الولادة عدت وأحسست أني في قمة الحزن، وكنت أبكي بكاء شديداً، خصوصاً أن زوجي كان قد تثبت مؤخراً بعمله، ولم يقدر المكوث معي إلا لوقت قصير! وكانت مرحلة أخرى حالكة السواد في حياتي!

والآن الوضع أفضل -والحمد لله- من قبل، ولكن أعيش مرحلة اضطراب أخرى، حيث انتقلنا للعيش مع أسرة زوجي الموجودة هنا في الغربة، وبذلك عندي منكدات يومية، ويكفي أن أذكر أني أعيش حياة اللا استقرار بكل ما تعنيها الكلمة من معنى! والآن أحس أني حانقة على زوجي مع أنه ليس بوسعه فعل شيء، ولكن أحس بتقصيره الشديد تجاهي مع محبته الشديدة لي، وأحس وكأن أيامي الأولى تركت تأثيراً سلبياً عاد للظهور الآن، وتنتابني نوبات حزن وغضب تهلكني، حيث أني أريد إخفاءها عن الجميع من حولي وأبذل جهداً فظيعاً للمحافظة على أعصابي، فكرت بتناول الأدوية، ولكن خشيت من تأثيرها الجانبي، وخشيت أن أدمن عليها ولكني أريد من حضرتك النصح.

الأمر الآخر أني لا أنام جيداً بسبب ولدي الذي يتأخر غالباً في النوم مساء والذي يستيقظ دائماً ومنذ ولادته في الليل، ومن ثم أحس الآن بقلة التركيز وبتدهور ذاكرتي الشديد وبتعب جسدي عام، وعند محاولتي التركيز لتذكر شيء أحس بألم في الرأس! فماذا أفعل!؟ جزاك الله كل خير، وهل أصارح زوجي بضيقي الشديد من كل ما ذكرت؟ والله لولا إيماني بالله وصبري ورضاي بقدر الله لكانت نفسيتي الآن سوداء قاتمة لا رجاء منها، لكن الأمل بالله أولاً ومن ثم بنصائحكم ثانياً.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مجدي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على رسالتك، فجزاك الله خيراً.

من الواضح أن شخصيتك تحمل سمات العطف والتأثر، مما جعلك عرضةً لنوباتٍ من الخوف والقلق والاكتئاب، وهذا بالطبع يدخل الإنسان في حلقة مفرغة، مما يزيد من همومه وآلامه النفسية.

من أفضل ما يمكن أن نوجهه لك من نصائح هو البحث في الإيجابيات الموجودة في حياتك، ومحاولة تغليبها على السلبيات، وسوف تكتشفي بإذن الله أن الإيجابيات في حياتك أكثر، وهذا قطعاً سوف يساعد التفكير الإيجابي لديك، مما قد يترتب عليه اختفاء الاكتئاب والقلق والخوف.

ربما يكون حدث لك ما يُعرف باكتئاب ما بعد الولادة، وهو شائع وسط النساء، خاصةً عند من لديهن الاستعداد البايلوجي لذلك.

الحمد لله، فأنت قوية الإيمان وصابرة، وكما ذكرت لك بشيء من التفكير الايجابي سوف تنطلق حياتك نحو اتجاهات أكثر نفعاً لك ولأسرتك .

تناول الأدوية النفسية خاصةً الحديثة منها يُعتبر من خطوط العلاج الضرورية في مثل حالتك، وعليه أود أن أنصح لك بتناول أحد الأدوية، ويعرف هذا الدواء باسم زيروكسات، وجرعة البداية هي 10 مليجرامات بعد الأكل، ترفع هذه الجرعة بواقع 10 مليجرامات كل أسبوعين، حتى تصلي إلى الجرعة المطلوبة، وهي 40 مليجراماً في اليوم.
أرجو أن تستمري على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك يمكن أن تخفضي العلاج بواقع 10 مليجرامات كل أسبوعين.

أنا على ثقة تامة في أنك سوف تعيشين حياةً سعيدة بإذن الله تبارك وتعالى، وتتبدل مشاعرك وعواطفك من القلق والتوتر والخوف إلى الطمأنينة والحياة الهنيئة الهادئة.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1558 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3852 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2453 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1214 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2187 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ