أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهن وبعد:

أسأل الله تعالى أن يهدينا وإياكم سواء السبيل، وأن يعيننا على ما فيه الخير والرضا.

اطلعت على استشارتك التي تتعلق بوالدك، وأنه يريد أن يتزوج بفتاة، وأنه صار يتحدث مع البنات بطريقةٍ غير شرعية.

أخي الكريم! قبل الحل يجب أن نضع أمامنا مكانة الأب كوالدٍ يجب علينا بره والتعامل معه بدقة، حتى لا يكون في تصرفك معه عقوق؛ لأن حقه عليك ألا تعصيه إلا في أمر فيه معصية لله تعالى، ومن الجانب الشرعي فإن زواجه ليس فيه معصية لله، لكن ربما يخلق مشاكل أسرية تؤدي في النهاية إلى شتات الأسرة، بجانب أن تحدثه مع البنات أمرٌ لا يجيزه الشرع، ومن هذا المنطلق يمكن التدخل لحل هذه المشكلة معه، وأرى اتخاذ الخطوات التالية:

1- إن استطعت مواجهته والتحدث معه وكنت على درجة من العلم فهذا أحسن، فادخل عليه من وجهة نظر إسلامية، وأن هذا السلوك لا يجيزه الشرع، ولا يليق بمكانته كرجل له أبناء، وسوف يجر عليه مشاكل لا تُحمد عقباها.

أما موضوع الزواج، فيمكنك التحدث معه بأن عليه أن ينظر إلى زوجته الأولى، وما يترتب على علاقته معها وعلاقته بأولاده، وما ينتج عن ذلك من شتات ومشاكل هو في غنىً عنها، إلا إذا استطاع أن يقنع زوجته الأولى.

2- أما إن كنت لا تستطيع مواجهته، فأرى أن تعرض نفس هذه النتائج على أحد الأهل من الأعمام أو الأقرباء، وتجعله يتحدث معه، ويعرض عليه نفس النتائج، وأنه وإن كان الشرع قد أجاز الزواج إلى أربع لكن هذا مشروطٌ بالعدل .

وبجانب العدل مطلوب منه أن يضع حلاً لما يحصل من مشاكل في الأسرة القائمة، والتي قضى عمره في تكوينها، ومن جانبٍ آخر وحتى تكسب عطفه أن تقوي علاقتك به، ولا تجعل مجالاً للمشاكل بينكما تؤدي إلى القطيعة، فيقفل أمامك الباب.

ثم إن لأمك دوراً كبير فعليها أن تتقرب منه، وأن تعطيه حقه كاملاً في الفراش، وتهيأ له الجو المناسب، أما إن كانت بعيدة عنه أو لا تهتم به؛ فإن هذا سبب من أسباب الزواج الثاني.

فاتخذ أخي هذه الخطوات، مع الاستعانة بالله أن يوفقك في ذلك، وأكثر من الصلاة والدعاء.

وبالله التوفيق.