أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ابتهال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية -أختي الكريمة-: أي نخر ضمن السن يكون غير مؤلم في المراحل الأولى للتسوس، عندما ما يكون النخر ضمن طبقة الميناء السني؛ كون هذه الطبقة خالية من النهايات العصبية، وعندما يمتد النخر ليصل إلى طبقة عاج السن، يبدأ هنا الألم بالتكون في هذه الطبقة التي تحتوي على النهايات العصيبة، ويكون الألم في هذه المرحلة مثارا، أي لا يؤلم إلا عند تناول المشروبات الساخنة، أو الباردة، أو أثناء تناول الطعام، وفي هذه المرحلة يكون العلاج عند طبيب الأسنان بتنظيف النخر السني، ووضع طبقة من ماء الكالسيوم لعزل الحشوة عن العصب، وبعدها وضع الحشوة الدائمة (الحشوة المعدنية، أو الحشوة اللصاقة التجميلية).

وإذا ما أهمل النخر؛ فإنه يمتد ليصل للعصب السني، ويثار العصب (التهاب عصب حاد)، ويصبح الألم في هذه المرحلة عفويا، أي أن الألم يبقى مستمرا دون وجود أي إثارة من طعام أو شراب، وقد يزداد الألم أثناء النوم، وهذا ناتج عن احتقان الشعيرات الدموية ضمن الحزمة الوعائية العصبية في حجرة وقناة العصب المغلقة، وأن استعمال المسكنات في هذه المرحلة لا يفيد إلا لبضع ساعات، ويعود الألم من جديد، ولا يكون الحل هنا إلا في نزع العصب عند طبيب الأسنان.

وإذا ما أهملت الحالة أكثر، وبقي المريض يتناول العقاقير المسكنة؛ فإن التهاب العصب الحاد يتطور إلى التهاب العصب المزمن، ويبدأ اللب السني (العصب السني)، بالموت، ويختفي الألم في هذه المرحلة لفترة مؤقتة، حيت يبدأ العصب بالتعفن والتحلل ضمن جوف السن، وينتقل هذا التعفن إلى العظم، ويتظاهر على الصورة الشعاعية للأسنان بعد فترة كيس ذروي صغير محيط بجذر السن، ويبقى هذا الكيس في طور الأزمان دون أية أعراض، إلى أن يصاب بهجمة حادة تتسبب في انتفاخ المنطقة المحيطة بالسن، وقد يقودنا الأمر بالنهاية إلى فقد السن (خلع السن).

أختي الكريمة: أنت حاليا ضمن المرحلة الأخيرة من مراحل تطور النخر السني، أي أن عصب السن لديك تموت، وأصيب بالتحلل، ويتوجب عليك مراجعة طبيب الأسنان بسرعة لإجراء فتح لحجرة عصب السن، وتنظيف جوف السن من الجراثيم المتواجدة ضمنه، وإجراء غسل لقناة العصب السني بمواد مطهرة، ووضع مواد مضادة للجراثيم ضمن القناة السنية، ومن ثم إجراء حشو لقناة العصب، وفي حال ظهر بالتصوير الشعاعي وجود كيس صغير ضمن الفك؛ فيتوجب عليك إجراء قطع لذروة السن، وإزالة الكيس المتشكل والمترافق مع حشو العصب بنفس الجلسة، ولا داع للخوف من علاج العصب؛ فهو الإجراء العلاجي الصحيح لديك، وإلا قد تفقدين السن.

ومن سيئات سحب العصب: أن السن يصبح أكثر هشاشة، وأكثر عرضة للكسر، وهذا صحيح، ولكن بشرط أن يكون حجم الفقد من تاج السن كبيرا، وفي هذه الحالة يتوجب عليك إجراء تاج تجميلي للسن للحفاظ عليه.

أما إذا كانت كمية الفقد من تاج السن بسيطة، فلا داع للخوف، فمن الصعب كسر السن، ولكن يتوجب عليك مستقبلا إجراء وجه تجميلي للسن للتغلب على مشكلة تلون السن، وهي المشكلة الثانية لسحب العصب، حيث يصبح السن كامدا وبلون فضي، ويتوجب عليك إجراء وجه فينير تجميلي، أو إجراء تبييض داخلي للسن بمادة الماء الأوكسجيني عند طبيب الأسنان.

أختي الكريمة: لا يجوز ترك السن لديك دون علاج، فالعصب المتعفن قد يتطور لديك ويصبح كيسا ضمن الفك، وقد تفقدين السن في نهاية الأمر.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، مع أطيب الأماني.