أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : تعاني أختي من مشاكل نفسية ذات انعكاسات جسدية أحياناً!
السلام عليكم
أشكركم على جهدكم الكبير في هذا الموقع، داعياً الله بدوام التوفيق.
تعاني أختي -25سنة- من مشاكل أظنها نفسية، ذات انعكاسات جسدية أحياناً، وهي تقسم لثلاثة سلوكيات نمطية ظاهرة، وتتطور بشكل متسارع.
-حرصها الشديد لدرجة الهوس على اعتقادها بأنها قد آذت فلاناً أو جرحت فلاناً بكلمة أو تصرف، وتذهب لتستشير البعض هل هي فعلا قد أخطأت بحق فلان؟! مع أنه لا يوجد أصلاً أساس لأي دليل قوي قد تستنتجه من حديثها أنها فعلاً قد قامت بارتكاب خطأ يحسب له حساب مع هذا الشخص.
-خوفها من المجتمع (العدائي باعتقادها) الكثير من القتل والظلم على التلفاز.
-اعتقادها وبإصرار وبأدلة جدلية منطقية ظاهراً -مع أن الإنسان السوي يستطيع أن يميز بسرعة ضعف هذه الأدلة- من أنني قمت بعمل السحر لها أو كنت أداة بيد أحدهم للقيام بذلك! فهي تخاف مني أنا تحديداً بصفتي -متآمر- مع أنها تثق بباقي أخواتها الشقيقات وغير الشقيقات.
-ضعف ثقتها بنفسها بشكل متزايد ودراماتيكي، وانزوائها بشكل عام، وعني تحديداً.
-خمول وكسل وتمضية ساعات طويلة في السرير، واكتئاب وحزن وسوداوية.
-سؤال متكرر عند أي نقاش بيننا، لماذا تفعل هذا بي؟! إن الغريب في الموضوع أن أختي كانت مثال البنت النشطة المتفوقة في دراستها – أنهت الحقوق بتقدير جيد جداً - اجتماعية محبة للنقاش، وكنت أخاها المفضل مع أني غير شقيق، عانيت مع بعض النكسات الدراسية لاحقا لكنها نكسات عادية، وتحصل لأكثرية الناس، بسبب انتقالي للعيش في منزل الزوجية، فقلت زياراتي لها، وكانت تتعمد عدم الظهور عند مجيئي لزيارة العائلة، وفجأة تفجر الوضع، وعلمت حقيقة حالتها، واتهاماتها الموجهة إلي بشكل عنيف هستيري إصراري.
كما أني أعتقد أن أمها لعبت دوراً في تغذية شكوكها، وتحديد شخصية العدو الوهمي وتجسيده في أنا، ومما لا شك فيه أن أساس المشكلة ليست أمها ولكنها عامل مساعد.
شكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ zouzz حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر أختك هذه التي نسأل الله تعالى لها العافية.
لقد قمتُ بتدارس أعراضها بدقة شديدة، وذلك من خلال تفحص الرسالة الوافية التي أرسلتها، وأنت وضعت الأعراض في محاور جليَّةٍ جدًّا جعلتني أستطيع أن أقول: إن هذه الأخت - حفظها الله تعالى- تعاني من وساوس قهرية، وشكوكٍ ظنانية، أدَّتْ إلى ما يمكن أن نسميه بالاكتئاب النفسي الثانوي من الدرجة البسيطة.
إذًا - أخِي الكريم - المعالم التشخيصية واضحة جدًّا بالنسبة لي، وهذه الحالات تُعالج دوائيًا ونفسيًا وسلوكيًا واجتماعيًا، وهذا يمكن أن يكون من خلال الطبيب النفسي، فيا حبذا لو تقدَّمتْ أختك للطبيب النفسي ليصف لها أحد الأدوية المضادة للوسواس، وكذلك دواء بسيط مضاد للشكوك، يعني جرعة من عقار (بروزاك Prozac) والذي يسمى علميًا باسم (فلوكستين Fluoxetine) يُضاف إليه جرعة صغيرة من عقار (رزبريدال Risporidal) ويسمى علميًا باسم (رزبريادون Risperidone) كواحد مليجرام مثلاً يوميًا، هذه سوف تكون خلطة دوائية رائعة جدًّا.
الجرعة تبدأ بجرعة صغيرة، ثم يتم بناؤها تدريجيًا، وإن شاء الله تعالى سوف تتحسَّن أحوالها، تَقِلّ شكوكها وسوء تأويلها، وكذلك وساوسها، وتبدأ في الحيوية والتفاعل الاجتماعي الإيجابي -إن شاء الله تعالى-. إذًا العلاج الدوائي مهم جدًّا.
الخطوة الثانية هي: تشجيعها ومساندتها، الإنسان يحتاج للتحفيز ويستفيد منه كثيرًا: التحفيز الإيجابي، الثناء عليها، إطراؤها، تشجيعها، مشاركتها، الأخذ برأيها حتى وإن كان ذلك في أمورٍ بسيطةٍ، أن نُشعرها أنها جزء فعّال في الأسرة، وأن هنالك حاجة كبيرة لها، هذا كله يفيدها تمامًا.
-أن تحرص على أمور دينها، أن نُشجعها على التواصل الاجتماعي، وعلى حسن تنظيم الوقت، هذه كلها علاجات، وعلاجات أساسية، وإن شاء الله تعالى تستفيد منه كثيرًا.
بالنسبة لوضعها الأسري وعلاقتها بوالدتها: يجب ألا نهتمَّ بذلك كثيرًا، الأمهات يُردنَ خيرًا ببناتهنَّ وأولادهنَّ، لكن قد تكون هنالك بعض المناهج التربوية الخاطئة، فلا نُعرها اهتمامًا كثيرًا، وإن شاء الله تعالى تسير الأمور بخير.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
صديقي ومشكلته مع الوسواس | 1795 | الثلاثاء 11-08-2020 12:39 صـ |
تراودني أفكار وساوس قهرية حول نفسي، فما العمل؟ | 1015 | الأحد 09-08-2020 02:33 صـ |
أعاني من وسواس قهري حتى في العبادات، ما الحل؟ | 994 | الأحد 09-08-2020 05:28 صـ |
أعاني من وسوسة بمرض أصاب أحد أقربائي، كيف الخلاص من ذلك؟ | 2064 | الأربعاء 22-07-2020 04:15 صـ |
لدي أفكار ووساوس غريبة، فهل أتجاهلها أم أصدقها؟ | 2731 | الأحد 19-07-2020 03:25 صـ |