أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ طوبال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على الثقة في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لزوجك الكريم الصحة والعافية.

زوجك اتخذ الإجراء الصحيح، وهو أنه قد دخل المستشفى بعد أن ألمَّ به هذا الإسهال الشديد، وبفضلٍ من الله تعالى أُجريتْ له كل الفحوصات اللازمة، وكانتْ كلها سليمة.

ليس من الضروري أبدًا أن يكون هذا الإسهال ناتجا من مرض عضوي مزمن مثلاً، ربما يكون هنالك نوع من التسمم الغذائي، وأن زوجك لديه نوع من الانقباضات في القولون - أو ما يسمى بالقولون العصبي - أدَّتْ إلى هذا الإسهال. هذا قد يكون تفسيرًا مقبولاً وقريبًا، لكن الأفضل والأحوط هو أن تسألوا الطبيب الذي قام بعلاجه بالمستشفى عن سبب هذا الإسهال.

الجانب النفسي - وهو جانب القلق والوساوس والمخاوف التي أصبح زوجك يتحدَّث عنها وهيمنتْ على تفكيره، وأنه يخاف الآن من الأمراض، وأنه سيموت - هذه مخاوف قلقية، وكثيرٌ من الناس - خاصة الذين لديهم استعداد للقلق والمخاوف - حين تمرُّ بهم أي تجارب مرضية يلجؤون إلى التفسيرات والتأويلات المتشائمة جدًّا، وتُسيطر عليهم الظنانية بأنهم يعانون من أمراض خطيرة.

أرجو أن يطمئن زوجك الكريم، وأن تكوني مساندة له، ودعيه يتواصل مع طبيبه بصفة دورية، يقوم بالفحص العام مرَّة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر، هذا سوف يُطمئنه -إن شاء الله تعالى-. دعيه أيضًا يُكثر من الدعاء ويُحافظ على أذكار الصباح والمساء والصلاة في وقتها، هذه -إن شاء الله تعالى- تبعث في نفسه طمأنينة كبيرة جدًّا.

وأنا أودُّ أيضًا أن يواصل مع الطبيب النفسي، وأي دواء مضاد للقلق والمخاوف سوف يفيده، وهنالك أدوية كثيرة جدًّا، وأنا متأكد أن الطبيب النفسي على إلمام بما يفيده.

أيتها الفاضلة الكريمة: سؤالك هل يمكن أن يكون سبب الإسهال نفسيًا؟
يمكن للأسباب النفسية أن تزيد من الإسهال، هذا معروف، خاصة إذا كان هنالك اضطرابًا في الجهاز الهضمي، لكن لا نستطيع أن نقول أن هنالك إسهال ينتج من المرض النفسي، هذا غير موجود، لكن الحالات القلقية والتوترات - وكما ذكرتُ بالنسبة للذين يعانون من القولون العصبي - حالتهم النفسية قد تزيد من رغبتهم في الخروج، وقد تظهر لديهم نوبات إسهال من وقتٍ لآخر.

أسألُ الله له العافية والشفاء، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.