أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أحببت فتاة وأتمناها زوجة ولكن أمامي معوّقات، فما العمل؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ملخص المشكلة: أنا شاب في أولى كلية التجارة، وكنت قد خرجت منذ فترة قليلة من حالة نفسية سيئة بسبب مجموعي في الثانوية العامة، وقد كنت أدعو الله ليلا ونهارا أن يوفقني للالتحاق بكلية الصيدلة، ولكن قدر الله وما شاء فعل.

منذ أكثر من عام كان هناك زواج لأحد أقاربنا، وهو زواج اثنتين من أخوات تلك الفتاة -لا أعلم ماذا حدث؟- ولكني رأيتها تلك المرة بنظرة مختلفة، فقد قرأتْ أبياتا من الشعر في ذلك الزواج، وأنا أستمع لتلك الأبيات الرائعة في مدح أخواتها، رأيت مدى الجمال والحب البريء بقلبها! وبدأت أفكر فيها حتى أحسست أني أحبها حقا، وازداد الشوق لها، عندما مرّ أكثر من عام وأنا لم أرها؛ فهي شديدة الاحترام، لا تخرج من بيتها إلا للدروس، أو لقضاء حاجة غير ذلك، حتى عندما كنت أراها لم نكن نجلس ونتكلم بسبب حيائها الشديد في الحديث مع الرجال، غير أنها لا تصافح الرجال؛ مما زاد من حبي لها، نعم، أحببتها من كل قلبي، وتمنيت من الله أن يجمعني معها في بيت واحد، ولكن بدأت أشعر ببعد الموضوع؛ فهي متفوقة، ودخلت كلية الصيدلة، أما أنا فقد دخلت التجارة، وما زال أخي الأكبر مني لم يتزوج بعد، فلم أستطع أن أفصح بأي شيء لأبي؛ كي نتقدم لخطبتها، فشرط أبي أن أتم دراستي، وأجد وظيفة؛ كي أقبل على هذه الخطوة الهامة في الحياة.

وسؤالي هنا: أني لن أستطيع البعد عنها كل هذه السنوات، غير أني أخشى أن يتقدم أحد لخطبتها؛ فهي -كما شرحت- يتمناها أي شاب، وأشعر أني إذا لم أتزوجها فلن أتزوج أبدا، فأنا أحبها حبا شديدا.

وأخيرا، اقترح علي أحد الأصدقاء البدء في الكلام معها على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكني تأكدت أنها لا تضيف الرجال، وأنا لا أريد هذا الشيء؛ فأنا أريد أن تكون علاقتنا في إطار شرعي، ولكني حتى الآن لا أعرف مشاعرها تجاهي، أفيدوني -رحمكم الله- ماذا أفعل؟ هل أنسى هذا الحب أم أظل أنتظر وأحترق في نفسي دون أن يدري أحد؟!

وهل ما أشعر به هو الإشارة الحقيقية لكون الله يريدني أن أحب تلك الفتاة الطاهرة؟ وإذا أراد الله حقا هذا الشيء؛ فلماذا زرع ذلك الحب بقلبي الآن وهو يعلم أن المشوار أمامي طويل؟ وهل فرق المستوى التعليمي قد يكون عائقا في تلك العلاقة؟

أرجو الرد، وآسف للإطالة.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عاصم حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجوابا على استشارتك أقول:
1- عجبا للمؤمن يؤمن بقضاء الله وقدره ثم يرضى به في الظاهر، ولكن تظهر عليه علامات الحزن والتسخط وعدم الرضا، ويدخل في حالة نفسية واكتئاب! فما حصل لك من ضعف درجاتك في امتحان الثانوية أنت سببه؛ لأنه ربما حدث نوع من التقصير في المذاكرة، وهو أمر مقدر عليك من قبل أن يخلقك الله؛ فالواجب الرضا والتسليم بما قدره الله.

2- مقدر لك ألا تدخل كلية الصيدلة، ولعل تخصصك في كلية التجارة أنفع لك، واختيار الله للعبد خير من اختياره لنفسه، وقد يحب العبد شيئا وهو شر له، والعكس، قال تعالى: {وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} فاحمد الله واشكره.

3- الزواج رزق من الله، والأرزاق تسير وفق قضاء الله وقدره، وكل أمر في هذا الكون لا يخرج عن ذلك: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} فإن كانت هذه الفتاة من نصيبك؛ فستكون، وإن لم تكن من نصيبك، فمهما بذلت من أسباب فلن توفق لها.

4- لقد أحسنت حين رفضت التواصل معها عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ فليس ذلك هو الطريق الصحيح لمن أراد أن يتزوج، بل الطريق الصحيح أن تؤتى البيوت من أبوابها، وهو أن تقنع والدك في خطبة هذه البنت مع اشتراط تأخر الزفاف إلى ما بعد التخرج، فإن وافقوا فبها ونعمت، وإن لم يوافقوا فكل الأمر لله.

5- الزواج لا يدرك بشدة الحرص، ولا يفوت بالترك، فإن كانت هذه الفتاة من نصيبك فمهما تقدم لها شباب فسوف يرفضون حتى تتقدم أنت، فانس الموضوع في هذه المرحلة، وأقبل على دراستك وتحصيلك العلمي؛ فإن انشغال الفكر بالزواج سيؤثر على دراستك وسيسبب لك معوقات كثيرة.

6- لا تعط لنفسك رسالة سلبية أنك إن لم تتزوج بها فلن تتزوج، بل لعلك تجد من هو مثلها أو خير منها، ولو صرفها الله عنك فإنما يصرف عنك سوءا وشرا أنت لا تعلمه، قال تعالى: {وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.

7- أنت تفكر الآن بالزواج بالعاطفة المجردة، ولا تعمل عقلك، فأمامك عقبات عدة، منها: أن أخاك الأكبر منك لم يتزوج بعد، ورفض والدك للزواج قبل التخرج، ومنها عدم قدرتك على فتح بيت والنفقة، وأنت -أيها الولد المبارك- لا زلت في عمر الزهور؛ فلا تستعجل، وانظر لمستقبلك العلمي.

8- ما تشعر به هو شعور أي شاب في سنك يرغب في الزواج وإشباع عاطفته، لكن بالحزم والعزم والاستعانة بالله يستطيع الشاب أن يصرف همته إلى ما هو أهم.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يختار لك ما فيه الخير.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد الزواج ولم أكمل دراستي بعد.. ما نصيحتكم؟ 650 الخميس 16-07-2020 05:40 صـ
هل أتزوج فتاة تعرفت عليها من مواقع التواصل؟ 836 الأربعاء 15-07-2020 04:31 صـ
أرغب في إتمام الدراسة والعمل ولكن خطيبي يرفض 829 الأربعاء 17-06-2020 12:44 صـ
حائرة بين الزواج والتعليم! 1890 الأحد 12-04-2020 06:08 صـ
مترددة بين إكمال دراستي أو الزواج. 2025 الثلاثاء 31-03-2020 04:06 صـ