أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : تنتابني مشاعر غريبة من القلق والخوف من الموت، أفيدوني

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 15 سنة، منذ 6 أشهر أعاني من سرعة في ضربات القلب وضيق في التنفس ودوخة، وشعور بالجنون، والرغبة في الصراخ والركض كالمجانين، وأشعر كأن جسمي يريد أن يرتعش ولكن هناك شيء يمنعه، وأحيانا أشعر بوخز في القدمين، وأشعر أيضا بأنني غير واعية لما يحدث حولي، وبدأت أعاني من وسواس الموت، خاصة إذا شاهدت فيلماً أو مسلسلاً ومات فيه أحد الممثلين، أقول: أنني سأموت مثله وسأمرض مثله.

ذهبت مع أبي للطبيب، وأجريت عدة تحاليل وفحوصات للغدة الدرقية والدم وكانت سليمة، إلا أنني أعاني من الأنيميا الحادة، مما زاد خوفي من الموت، وأصبحت أشعر بالتعب الجسدي طوال اليوم، والإرهاق والنعاس، وخفت أن أموت بالأنيميا، وأشعر بأنني لن أستطيع اللحاق بالعام الدراسي هذه السنة، وسأموت قبل أن نبدأ به، وحتى إن عشت حتى بداية العام الدراسي فإنني لن أكمله.

تنتابني مشاعر غريبة جداً لا أستطيع وصفها لصعوبتها، فأرسلت مشكلتي لأحد الصفحات المتخصصة في الأمراض النفسية في الفيسبوك، وقالوا لي: أنني أعاني من أمراض نفسية وأن حالتي نادرة، ويجب علي مقابلة الطبيب المختص، وقد تزداد حالتي سوءًا إذا لم أعالجها بسرعة، ومن الممكن أن تزول لأنني لا أزال صغيرة، هذا الأمر زاد من قلقي وخوفي من دنو الأجل.

لا أستطيع الذهاب إلى طبيب نفسي فأهلي يرفضون ذلك، ولا أرغب بالذهاب لأي طبيب، وأريد أن أبدأ العام الدراسي وأنا مطمئنة، وأن أعود كما كنت في السابق، وأحصل على نسبة عالية هذه السنة، ولا أريد أن تعيقني هذه الأعراض عن الدراسة، فهلا وجدتم لي حلاً؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أماني حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بالفعل هذا الخوف الذي تعانين منه خاصة الخوف من الموت وتسارع ضربات القلب وضيق التَّنفُّس، وأنه إذا مات أحد الأشخاص تتخوفين أن يكون موتك بنفس موته أو بنفس مرضه، هذا لا شك ناتج من نوبات هرع وهلع مصحوبة بمخاوف مرضية، وقطعًا أعراضك ازدادت لأنك تعانين من فقر الدم، والأنيميا تؤدي إلى تسارع في ضربات القلب والشعور بضيق التنفس خاصة مع أي جُهدٍ.

أيتها -الفاضلة الكريمة-: حالتك ليست نادرة، أحترِمُ كثيرًا الرأي الذي ورد واطلعتِ عليه في الفيسبوك، لكني أخالفه تمامًا، فحالات القلق والمخاوف كثيرة ومنتشرة جدًّا، خاصة في فترات المراهقة -والحمد لله- معظم الشباب والشابّاَت يتجاوزنها تمامًا بعد فترة ليست بالطويلة، إذًا هي حالة نفسية مرتبطة بالمرحلة العمرية، ونعتبرها عابرة، ونعتبرها من الحالات التي قد تنتهي تلقائيًا في معظم الأحيان.

الذي أريده منك هو أن تتجاهلي هذه الحالة تمامًا -ويا أيتها الفاضلة الكريمة-: الخوف من الموت لا يُنقص من عمر الإنسان ولا يزيد من عمره أبدًا، فاحرصي على صلاتك وعلى أذكارك وعلى تلاوة القرآن، واسألي الله تعالى أن يحفظك، واسأليه أن يجعل خير عمرك آخره، وخير عملك خواتمه، وخير أيامك يوم تلقينه، واسأليه أن يُصلح دينك الذي هو عصمة أمرك، ويُصلح لك دنياك التي فيها معاشك، ويُصلح لك آخرتك التي إليها معادك، وأن يطيل في عمرك بصالح العمل، وأن يجعل الموت راحة لك من كل شر.

أنت -الحمد لله تعالى- لديك توجُّه إيجابي جدًّا، حيث إنك مهتمَّةٌ جدًّا بمستقبلك التعليمي والأكاديمي، وهذا أمر عظيم، الذي يحسُّ هذا الإحساس، أي إحساس الغيرة نحو اكتساب المعرفة لا بد أن ينجح -بإذنِ الله تعالى، وإن شاء الله تعالى- يُكتب لك التوفيق والسداد في مستقبل أيامك، وفي دراستك على وجه الخصوص.

إذًا أريدك أن تطمئني، هذه الحالات كثيرة منتشرة، وتختفي تلقائيًا، لكن في حالتك لا بد أن تُعالجي الأنيميا، وعلاج الأنيميا ليس بالصعب أبدًا -أيتها الفاضلة الكريمة-، حسِّني من مستوى التغذية لديك، وقطعًا الطبيبة يمكن أن تُعطيكِ حبوب الحديد وبعض الفيتامينات، وهذا تلقائيًا وتدريجيًا سوف يُحسِّنُ كثيرًا من نسبة الدم لديك.

عليك أيضًا بالنوم الليلي المبكر، النوم المبكر يُساعدك كثيرًا في الاستقرار النفسي، وكذلك في علاج الأنيميا، وسوف تحسِّين -إن شاء الله تعالى- بنشاط كبير في فترة الصباح.

حاولي أن تتفاعلي مع والديك ومع إخوتك وأخواتك وصديقاتك، وهذا مهمٌّ جدًّا، لأن الإنسان حين ينفرد مع نفسه ولا يتفاعل تتكاثر عليه مثل هذه الأعراض، وتأتيه في شكل همومٍ مستمرة، لكن صرف الانتباه والابتعاد عنها من خلال الانخراط في أنشطة اجتماعية، ونوع من التفكير الإيجابي، قطعًا هو مطلوب جدًّا.

أيتها -الفاضلة الكريمة-: عليك بتمارين الاسترخاء، تمارين مفيدة، أثبتتْ جدارتها وفعاليتها، خاصة فيما يتعلق بالشعور بضيق التنفس وتسارع ضربات القلب وكذلك الخوف، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015)، أريدك أن تطلعي عليها وتقومي بتدارسها، وتُطبقي ما بها فهي مفيدة.

بالنسبة لمقابلة الطبيب: إن قابلت الطبيب النفسي هذا أمرٌ حسنٌ، لكن ليس ضروريًا حقيقةً، لأن حالتك بسيطة، لكن حين تذهبين للطبيبة في الرعاية الصحية الأولية من أجل علاج الأنيميا، اذكري لها أيضًا أننا قد ذكرنا لك أنك تعانين من حالة هرع بسيطة أدَّتْ إلى ما نسميه بقلق المخاوف، ويمكن أن تُعطيك دواءً بسيطًا جدًّا مثل (إندرال Inderal)، والذي يعرف علميًا باسم (بروبرانلول Propranlol) بجرعة بسيطة، عشرة مليجرامٍ يوميًا لمدة أسبوعين، ثم عشرة مليجرامٍ صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم عشرة مليجرامٍ صباحًا لمدة أسبوعين، ثم تتوقفي عن تناوله، أعتقد أن ذلك سوف يكون كافيًا جدًّا، وأنت لست في حاجة لأكثر من ذلك.

أرجو أن تكون اطمأنت نفسك، وأنا متفائل جدًّا أن أمورك سوف تسير على خير وإلى خير -إن شاء الله تعالى- .

باركَ الله فيك، وجزاك خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أعود إلى حياتي الطبيعية وأتخلص من الهلع؟ 1681 الأحد 16-08-2020 02:03 صـ
ما هي أدوية نوبات الهلع والخوف الآمنة وغير الإدمانية؟ 8850 الأربعاء 12-08-2020 03:54 صـ
الأعراض التي تعاني منها زوجتي نفسية أم جسدية؟ 1200 الأحد 09-08-2020 05:24 صـ
أعاني من ضيق التنفس وحالتي تشتد بالليل.. هل حالتي نفسية؟ 1770 الأحد 09-08-2020 04:31 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3910 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ