أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الخوف من الارتفاعات ومواجهة الآخرين وكيفية التخلص منه

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أعاني من الخوف من الارتفاعات! وهذا يمنعني من الاشتراك في رياضة قفز المظلات، وأما الخوف الثاني فهو شيء حدث لي في ثلاث مرات في حياتي: مرة وأنا في المدرسة الثانوية، كنت أخاف المشرف المسئول في المدرسة، والثانية في تعارك بالأيدي ـ وأنا صغير عمري 14 أو أقل ـ تركني اثنان من أصحابي مع جمع من الناس المتعاركين وحدي، فأهانوني ( الطرف الآخر وليس أصحابي )، ولكن لم يضربوني!

وأما الثالثة فحدثت خلال هذا الأسبوع مع اثنين عندما كنت مستقلاً سيارتي، فحدث احتكاك بالكلام مع شابين في منطقتهم، فترجلت من السيارة ولم أكن اتخذت قراراً إذا كنت سأتعارك أم لا، وكان معي شخص ذو لياقة عالية، المهم أهانني الشابان ومدوا أيديهم علي، مع العلم أني في هذه الحادثة كنت أعلم أني مخطئ، ولكني لم أرد على الشابين حتى دفاعاً عن كرامتي؛ مما تركني الآن في حالة نفسية سيئة جداً لا توصف بأي حال من الأحوال في كل نواحي حياتي!

مع العلم أني ـ كما ذكرت ـ أمارس فنون قتال ولي القدرة على التغلب على الشابين سواء بالقوة البدنية أم بالقتالية، ولكني لم أفعل شيئاً في الحادثة الأخيرة! أما سابقاً فكنت ضعيفاً وكان أصحابي يهملونني عندما يذهبون إلى التعارك مع أحد، ولكني الآن ـ ولله الحمد ـ قوي بمراحل بحيث أني أرفع أشخاصاً من الأرض على سبيل القياس.

هذه هي المعلومات التي أظن أنها قد تفيد في شرح المشكلة، أما المشكلة فهي أني في الثلاث حالات ركبي وجسمي كان يرتعش؛ مما يعيقني عن عمل أي شيء! أما الآن فالخوف عندي ازداد سوءاً! فماذا أفعل للتغلب على هذا الخوف؟ مع العلم أني أقدر على التغلب على شابين مفتولي العضلات بإذن الله وحدي، فهو يؤثر حالياً في دراستي وحياتي الأسرية والاجتماعية والرياضية سلباً!


مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الحمد لله الذي أعطاك قوةً في الجسد، ونسأل الله أن تكون لك أيضاً قوةً في النفس.

لا شك أنك تعاني مما يُعرف بالمخاوف المحددة أو الخاصة، والمخاوف كثيرة الحدوث بين الناس، وهي لا تعني بأي حال من الأحوال أن الإنسان يُعاني من الجبن، فيمكن للإنسان أن يكون مروّضاً للأسود ولكنه يخاف من القطط.

ويعتقد العلماء أن العقل الباطني يلعب دوراً كبيراً في تنشيط المخاوف، وربما تكون اكتسبت في مرحلة لا شعور في الطفولة.

العلاج الأساسي للمخاوف هو المواجهة وعدم التجنب، ولابد من هذه المواجهة مهما شعر الإنسان من قلق وخوف من أن أمراً خطيراً سوف يحدث له؛ لأن ذلك لا يحدث حسب التجارب العلمية .

المواجهة يا أخي ذات شقين:
أولاً المواجهة في الخيال، ثم المواجهة في الواقع مع التطبيق، فتتمثل المواجهة في الخيال بأن تستلقي على سريرٍ أو كرسي وأنت مسترخ، وتتأمل على سبيل المثال أنك في عمارة مرتفعة جداً، وتنظر إلى الأرض، وبعد ذلك تتأمل أن حريقاً قد شب في هذه العمارة، وليس لك وسيلة لإنقاذ نفسك إلا أن تستعمل السلالم الخارجية، ويجب أن تظل في هذا التأمل والخيال لمدةٍ لا تقل عن نصف ساعة، وتأكد أنك إذا شعرت بالقلق والضيق والخوف فهذه بادرة ممتازة، ويعني أن تطبيقك للوسيلة العلاجية النفسية بالطريقة الصحيحة، وتكرر هذه التمارين النفسي مرتين أو ثلاث في اليوم، وسوف تجد بعد فترةٍ من الزمن أن مستوى القلق المصاحب لهذه التمارين بدأ في الانخفاض، وهذا دليلٌ على نجاح الوسيلة العلاجية، ويمكن أن تستبدل فكرة العمارة الشاهقة بطائرة مروحية صغيرة، وضعت أنت في موقع كأن تكون مساعداً للطيار مثلاً، ونفس الشيء الذي تحدثت عنه وهو القفز من المظلات، ويمكن أيضاً أن تجري تمارين عقلية أخرى.

ثم بعد ذلك تنتقل إلى الواقع، بمعنى أن تتخير مبنى شاهق في المنطقة التي تعيش فيها، وتصعد حتى الطابق الثاني في اليوم الأول، وتظل تنظر إلى الأرض لمدة نصف ساعة، وفي اليوم الثاني تنتقل إلى الطابق الثالث ثم الرابع، وهكذا .

أرجو أن أؤكد لك أخي العزيز أن هذه التمارين السلوكية مبنية على أسس علمية تجريبية، وقد أثبتت نجاحها، وهنالك تمارين أخرى مثل تمارين الاسترخاء، وُجد أيضاً أنها مفيدة جداً لتقليل الخوف والقلق والتوتر الذي يصاحب المخاوف، وعليه نرجو أن تحصل على أحد الأشرطة أو الكتيبات التي توضح كيفية إجراء هذه التمارين بالطريقة المطلوبة .

أما الشق الثاني من العلاج فهو العلاج الدوائي، والأساس التي بُني عليه العلاج الدوائي هو أن كيمياء الدماغ ربما تلعب دوراً كبيراً في حدوث المخاوف، والمواد التي يدور حولها البحث هي : مادة (النورأدرنلين)، و(سيروتينين)، ومن أفضل وأنجع الأدوية التي أثبتت نجاحاً في علاج المخاوف أياً كان نوعها هو العقار المعروف باسم ( زيروكسات ) ويتميز هذا الدواء بفعاليته وسلامته، وعدم تعدد جرعاته، فيمكن للإنسان أن يأخذه مرةً واحدة في اليوم، والجرعة التي تبدأ بها هي نصف حبة ( 10 مليجرام ) ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع هذه الجرعة بمعدل نصف حبة كل أسبوعين أيضاً، حتى تصل الجرعة إلى 40 مليجرام يومياً، وتستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم تخفض العلاج بنفس طريقة البداية، أي بواقع نصف حبة كل أسبوعين.

أخيراً: أرجو أن تستفيد من طاقاتك الجسدية فيما هو أنفع، ويا حبذا لو ارتبطت قوة الجسد بقوة النفس، وأرجو أن لا تكون حساساً حيال الآخرين، فهذا سوف يساعدك .

نسأل الله لك عاجل الشفاء .
وبالله التوفيق.



أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...