أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جرعة الخمسين مليجرامًا من الفافرين ليست جرعة علاجية، إنما هي جرعة البداية أو ما نسميه بالجرعة التمهيدية، وهذه ليست مفعولاً علاجيًا حقيقيًا للوسواس القهرية، لكنها قد تُقلل من القلق، والإنسان إذا تناولها لمدة أسبوعين ربما يحسُّ بشيء من الفائدة.

أما الفافرين بجرعة مائة مليجراما فهذه جرعة علاجية صُغرى، وليست الجرعة القصوى، حيث إن الجرعة القصوى هي ثلاثمائة مليجراما يوميًا.

معظم مرضى الوساوس القهرية يحتاجون للفافرين على الأقل بجرعة مائتي مليجراما في اليوم حتى تتحسَّن أحوالهم، والتحسُّنِ الحقيقي يبدأ بعد مُضي أربعة إلى ستة أسابيع.

أما بالنسبة لخطوات العلاج السلوكي: فهي تعتمد على نوعية الوسواس، لأن الوسواس قد يكون وسواسًا فكريًا، أو نوعا من الأفعال، أو الشكوك، أو الصور الذهنية، أو الطقوس الرَّاتبة، أو التكرار، هذا كله نوع من الوساوس.

والمبادئ العامة للعلاج هي: التجاهل والتحقير والإعراض التام عن الوسواس وعدم اتباعه، وعدم مناقشته، وعدم تحليله، وصرف الانتباه عنه من خلال استبداله بفكرٍ أو فعلٍ مخالف.

قطعًا هذا التوجُّه السلوكي يؤدي إلى شعورٍ شديد بالقلق، وهنا يجب أن يصبر الإنسان على هذا القلق، لأن الإنسان إذا انكسر واستجاب للوسواس سوف يستأسد الوسواس أكثر ويسيطر بصورة أشمل.

وتوجد علاجات سلوكية أخرى كثيرة، لها تفاصيل يعرفها المختصون، ومريض الوسواس لا بد أن يُطبق تمارين الاسترخاء، التمارين الرياضية، أن يُحسن إدارة وقته، لأن الوسواس مضيع للوقت، هذه كلها نعتبرها في النطاق السلوكي.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.