أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك –ابنتنا- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والتواصل والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يرزقك الصدق والإيمان ويحقق لنا ولكم الآمال.

المسلمة لا تكذب، والكذب معصية لله قبل أن يكون سببا لغضب خطيبك، فاتركي الكذب لله، واعلمي أن الكذب ممنوع، وأنه يكتب كذبا حتى الكذيبة، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسيلم- يترك الإقبال على من يكذب حتى يعلم أنه أحدث توبة، بل إن الكذب كبيرة من الكبائر، وإن الله لعن الكاذبين، كما أن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار.

ومهما كان الأمر الذي حصل فيه الكذب صغيرا أو تافها، فإن أضرار الكذب كبيرة، ومن يكذب في الأمور الصغيرة يصعب على الناس أن يصدقوه بعد ذلك، كما أنه سيسهل عليه الكذب في الأمور الكبيرة.

والعلاقة الزوجية لا يمكن أن تقوم إلا على الصدق والثقة والأمن والوفاء، والكذب يهدم كل القيم والمبادئ التي ذكرناها ليحل مكانها الشك، والخوف، وسوء الظن، وفقدان الثقة، وإذا فقد الإنسان هذه الأشياء مع زوجة المستقبل فأين سيجدها؟

وكنا نتمنى أن توضحي لنا نمط الطفولة التي عشت عليه، وتذكري لنا صورا من المواقف التي حصل فيها إخبار بغير الحقيقة، وهل نستطيع أن نقول: هل الكذب للفت النظر أم للظهور بمظهر من تعرف؟ أم خوفا من نتائج الصدق -مع أن الصدق منجاة-؟ وهل الكذب مع كل الناس أم مع خطيبك فقط؟

وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى أن يعينك خطيبك على الخير، وأن يتجنب التحقيق والتدقيق، فإنه سبب للكذب عند الضعاف، كما أن كثرة التواصل بين الخطيب ومخطوبته، وكثرة الكلام تجر إلى أمور منها الكذب، كما أن ذلك من أسباب إصابة العلاقة بفيروس الشيخوخة العاطفية المبكرة.

نكرر دعوتنا لك بالتوبة إلى الله أولا وليس لأجل غضب خطيبك، ونتمنى أن تحتكموا في علاقتكم إلى الشرع، وننتظر منك توضيحات تعيننا على فهم دوافع ما يحصل، ومعرفة السبب، وسوف تعيننا وتعينكم بعد توفيق الله على إصلاح الخلل والعطب.

وفقكم الله وسدد خطاكم، وجمع بينكم على الصدق والوفاء والخير.