أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ضرغام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
مضادات الاكتئاب متعددة، وقد ظهر أولها في عام 1958م، وهو العقار المعروف باسم تفرانيل، بعدها حدثت تطورات كبيرة في مجال اكتشاف هذه الأدوية، خاصةً بعد أن أصبح العلماء أكثر إلماماً بطبيعة كيمياء الدماغ والموصلات العصبية، ونفس الشيء ينطبق على مضادات القلق.
أرجو أن أؤكد لك أن هذه الأدوية في مجملها سليمةٌ جداً، ولا تترك أي آثار سلبية على الإنسان بعد انتهاء مدة العلاج.
أما فيما يخص علاقة هذه الأدوية بالشروع في الانتحار، فقد أُثير الكثير من الجدل حول هذا الموضوع، ولكن الثوابت العلمية والأبحاث المعتبرة تشير إلى أن مضادات الاكتئاب لا تدفع الناس نحو الانتحار، ولكن الاكتئاب هو الذي يؤدي إلى ذلك، إلا أنه في العامين الأخيرين سجّلت بعض حالات الانتحار وسط قلة قليلة من اليافعين والمراهقين، ولذا اتفقت الجهات العلمية ألا توصف بعض مضادات الاكتئاب خاصة البروزاك والزيروكسات لمن هم أقل من 18 عاماً.
لقد أثيرت أيضاً بعض الاتهامات التي تُشير إلى أن الأمر كله لا يعدو أن يكون صراعاً بين شركات الأدوية.
لا شك أن الكثير من حالات الاكتئاب خاصةً النوع البسيط إلى المتوسط لا تحتاج إلى علاج دوائي، إنما فقط تحتاج للمساندة والاستبصار والتكيف مع الظروف الاجتماعية.
الرياضة والاسترخاء، وتغير الظروف الحياتية، والتفريغ والترويح عن الذات، والالتزام بتعاليم الدين، والتواصل الاجتماعي، تساعد كثيراً في علاج الاكتئاب والتقليل من آثاره السلبية.
مدة علاج الاكتئاب عن طريق الأدوية تتراوح من ستة أشهر إلى سنة، وهي تعتمد على نوعية الاكتئاب وشدته، والظروف المحيطة بالشخص المكتئب.
وبالله التوفيق.