أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيف أخرج من حالة الاكتئاب التي أعاني منها؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة لكل القائمين على هذا الموقع الرائع، أثابكم الله عنا خير الجزاء، أنا -ابنتكم- صاحبة الاستشارات رقم 2561267، ورقم 2272917، ورقم 2275821، لم أستطع -يا سيدي الفاضل- التواصل مع زوجي، فقد خشيت أن يصدني، ولا أريد لنفسي مزيداً من الإذلال، فكيف للشخص الشكاك بطبعه أن يسامح الخيانة، هل أرسل لأخيه أن يبلغه ندمي وألمي، هل أتنازل عن مهري وأولادي وأطلب الطلاق حفاظا على ما تبقى من الكرامة، أم أتحمل نتائج سوء ما عملت وأعود كخادمة في بيته، بل كيف أعود وأهله يحتقرونني، هل أطلب منه أن يغير في وقائع ما حدث ويبرأني قليلا ولو أمام أهله، أما كان للقضية من حل دون أن يفضحني؟

والله لا أضحك إلا نادراً، ولا أخرج من البيت إلا تحت إصرار أهلي، كرهت نفسي لدرجة أنني أتمني الموت، فقد كنت متهمة بالزنا وأنا بريئة، ثم أصبحت خائنة، يا لهول ما علمت، ويا للعار والهوان الذي جلبته، أهذا ما أستقبل به رمضان؟ أصبحت سريعة الغضب، وقاسية على أطفالي، وأبكي كثيراً، أتحسر حين أرى كل واحدة من شقيقاتي تأخذ أطفالها وتعود إلى بيتها مع زوجها، بينما أظل أنا عند أمي بعاري وفشلي، وقلبها يتقطع على حالي، أعلم أني أمر بحالة اكتئاب، ولا أريد علاجاً، بل أريد لنفسي أن تتعذب وتتألم، لعلها تتطهر من ذنوبها، أصلي وأستغفر وأبكي إلى أن تتبلل ملابسي، عسى الله أن يرحمني ويغفر لي، ما هذا الذي أعاني منه، أم أنني وصلت إلى حد اليأس والجنون؟

ولدي مشكلة أخرى رغم أني أتحرج من ذكرها، وبما أنكم اعتبرتمونني ابنتكم فسأسردها لكم، ألا وهي أنني امرأة أجد الأنس بجانب الرجل، وقد حمدت الله كثيرا على زوجي رغم متاعبي التي واجهتها، إلا أنني تمسكت به، ولكنه بعد حدوث المشكلة توعد بأنه لن يلمسني ولن يعاشرني مجدداً، وأنه سوف يتزوج، كيف أعف نفسي، وكيف أدوس على رغباتي العاطفية والجسدية؟ عمري 32 عاماً، وزوجي 42 عاماً، وهو مريض بالسكر والضغط، أرجو من الله العفو والمغفرة على ما فعلته بزوجي وأولادي وعائلتي، أعتذر عن الإطالة، فأنا حائرة وأفكاري مشتتة.

أرشدوني، فليس لي بعد الله سواكم.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صمت حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك التواصل والاهتمام، ونتمنى دوام المتابعة، فمشكلتك تحتاج إلى تفاعل واتصال، ونسأل الله أن يوفقك، ويصلح الأحوال، وأن يعيدك إلى زوجك، ويحقق الآمال.

شهر رمضان فرصة كبيرة للتقرب إلى الله، وسبب مهم للتواصل مع الزوج، ونتمنى أن تنفذي ما يطلب منك، ولن يستطيع زوجك أن يفعل أكثر مما فعل، وكرة الثلج بينكما تصغر، لكنها لن تكبر -بحول الله وقوته-، فانفضي عنك غبار السلبية، وتواصلي مع زوجك، وذكريه بالله، وعاهديه على فتح صفحة جديدة، وأنت -ولله الحمد- بريئة، وما حصل منك لا يستحق العشر، ولا المعشار مما واجهك به،
ونتمنى أن تخففي على نفسك، ولا تقفي طويلا أمام ما حصل، وانطلقي إلى الأمام في طاعة الله -عز وجل-، فإن البكاء على اللبن المسكوب لا يجدي، فتوقفي عن جلد الذات، وثقي بأن موقفك قوي، وقد أحسنت بسكوتك على تقصيره معك، وعلى شكوكه وأوهامه، وأرجو أن تقفي معه ليحدد المسار، والخيارات أمامك واسعة، فلا تضيقي على نفسك، ولا تضيعي حقوق أطفالك، وتوقفي عن البكاء فإنه يضرك ولا ينفعك.

واعلمي أن سعادة والدتك في أن تراك سعيدة، وقد مرت نماذج ممن وقعوا في الخطأ من الرجال والنساء، وتابوا وأنابوا وبلغوا العافية، فلا تحاصري نفسك وأنت البريئة، وثقي بأنه لن يفرح بما يحصل لك سوى الشيطان الذي يجلب لك الأحزان، فخالفيه وعانديه، وأقبلي على الطاعات والأعمال الإيجابية.

وهذه وصيتنا لك تقوى الله، ثم كثرة اللجوء إليه، واغتنمي شهر الطاعات، ونسأل الله أن يهدى زوجك، وأن يرده إلى الحق، ولا نرى إدخال شقيقه في هذه المرحلة، ونتمنى بعد ذلك أن نعرف شيئا عن شخصيته، وعن رأيه في الذي حصل، حتى نقيم الفكرة كاملة.

سعدنا بتواصلك، وننتظر التواصل ولكن بروح جديدة، وبأمل جديد، ونسأل الله لك التوفيق، وارجو أن تنفذي ما طلبناه منك، وأبشري بالخير والتوفيق مع الله إذا استعنت به، وتوكلت عليه، فهو سبحانه "نعم المولى ونعم النصير".

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...