أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : هل يمكن أن يكون الحب وسيلة لتغير المحب إلى الالتزام والتدين؟
السلام عليكم
كنت قبل سنتين تقريبًا ذهبت مع عائلتي لبلادنا بعد غربة طويلة، وهناك التقيت ببنت عمتي التي مر زمن على مقابلتها، بعد أن عدنا للغربة ظللت أفكر فيها حتى أضافتني على الفيس، وكنا نتوسع في الكلام، ظننت أنها تبادلني نفس الشعور، فاعترفنا لبعضنا مع الأسف، ثم توسعنا في الكلام العاطفي، ثم بفضل الله أدركت فداحة الأمر، وقلت لها ليس هناك أي كلام معسول بعد الآن، وقلت لها لندع الأمر على الظروف والمستقبل، ولم يعجبها الأمر فهي ليست بهذا الالتزام، لكني كنت دائما أذكرها بالله.
الشيء الآخر: أنها كانت تعاني من فراغ عاطفي، فكانت تتأثر بما يقال لها وتتعلق بعدة شباب، لكنهم سرعان ما يخدعونها، والعجيب في الأمر أنه رغم أنهم كانوا أكثر صراحة مني ويشبعون رغباتها من الكلام المعسول، فهي لم تستطع نسياني طوال هذا الوقت، رغم أني لا أعبر لها بشيء، كنا نتوسع في الحديث والآن أنا مقبل على الالتزام بصورة كاملة بإذن الله.
علمًا أني أصبحت أختصر حديثي معها، وأسأل عن الحال، وأرسل لها رسائل دينية للفائدة العامة، فهل يجوز ذلك؟ كما أني أدعو الله أن يجمع بيننا إذا كان في ذلك خير، وأن يصرفنا إذا كان هناك شر.
مع العلم كما أخبرتكم أنها ربما فقط تصلي الفرائض، وتسمع للأغاني الغرامية والمسلسلات، نحن للتو سندخل الجامعة بإذن الله، وأنا لا أنوي أي اختلاط بها، بل سأدعها لله.
نعم كانت البداية خاطئة، لكني سرعان ما تجاوزت وحاولت بقدر الإمكان مراعاة الضوابط: من عدم الكلام المعسول، حتى نهيتها عن إرسال صورها لي.
مع أني أود إخباركم أنها ربما لديها مقدمات للالتزام تأثرًا بي، فمرة كنا نتحدث عن الأغاني وقالت لي: ستجعلني أكرهها أنا أيضًا، فهل الحب وسيلة لتغيير المحب إلى ما أنت عليه من الالتزام!؟
جزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م.أ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولا: كن على ثقة -أخي الفاضل- أننا نستشعر ما تمر به، ونعلم كم تأثرت بها، وكم أثرت فيك، فأنت -والحمد لله- شاب ملتزم، وربما هذه أولى التجارب العاطفية في حياتك، فإذا أضفنا إلى ذلك كونها قريبتك علمنا ساعتها مدى ما تمر به.
ثانيًا: أنت الآن طالب وأمامك دراسة، وهي تحتاج إلى صفاء ذهن وفراغ وقت، والشيطان –أخي- لن يسلمك إلى طريق النجاح دون منغصات، وقد وجد في هذه الفتاة وسيلة لشغلك عن تحقيق هدفك، وفي ذات الوقت وسيلة لتقليل تدينك وتضعيف علاقتك بالله عز وجل.
ثالثًا: هناك فارق هائل بين الحب على أمل الزواج مع عدم القدرة، والحب لأجل الزواج مع القدرة، الأول –أخي- وهم خادع يظل صاحبه يعيش الألم دون أن يدرك أنه من وضع نفسه فيه، وأن العلاج يسير، لكنه إن لم يلتفت إليه، فقد نفسه ودراسته وتدينه وأودى نفسه المهالك.
رابعًا: ابنة عمتك كما تقول تسمع الأغاني، وتتأثر ببعض الشباب، وأنت ترجو أن تصير متدينة، هذا أمر طيب، لكن ربطه بزواجك منها هو الخلل، مساعدة ابنة عمتك لتكون إنسانة صالحة متدينة مقصد نبيل وينبغي أن ينظر إليه وحده بغض النظر عن أي مقصد آخر، ويكون بطريق غير مباشر كأن توصي بعض الصالحات من أهلك أن تتواصل معها، أو توصي بعض الأخوات الصالحات بالتواصل معها، أو تدلها على بعض أبواب الخير، هذا كله ينبغي أن يكون في إطار حرصك على صلاح حالها لا غير.
خامسًا: إننا ننصحك -أخي الحبيب- أن تجعل هدفك محددًا حتى تنجزه في أقصر مدة وأعلى كفاءة، ويوم أن تتخرج في جامعتك ستجد أمامك الفرص مناسبة والجميع ساعتها يتمنى الارتباط بك، ويفترض بك أن تبحث عن الأصلح والأتقى لتربط نفسك بها.
سادسًا: احذر –أخي- حيل الشيطان فإنه سيجتهد أن يربط في ذهنك بين هدايتها للخير على يديك أنت، وهذه حيلة خبيثة ليعلقك بها وساعتها ستقع في حبال يصعب التخلص منها.
سابعًا: الدعاء لها بصلاح الحال لا حرج فيه، لكن قرار الزواج منها نرجو أن يكون بعد أن تنتهي من دراستك، وننصحك بعدم التفكير مطلقًا في هذا الباب ما دمت غير مستعد له.
نسأل الله الكريم أن يوفقك لكل خير، وأن يسعدك في الدارين، وأن يقدر لك الزوجة الصالحة، والله المستعان.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
تثير اهتمامي زميلة عمل أكبر مني سنا! | 1083 | الأحد 16-08-2020 04:23 صـ |
زوجي متعلق بامرأة أخرى ويتواصل معها ولا يريد الزواج منها | 1377 | الاثنين 10-08-2020 03:52 صـ |
ألم الشوق والحب مسيطر علي، فماذا علي أن أفعل؟ | 2533 | الأربعاء 29-07-2020 05:56 صـ |
أعجبت بشاب ورأيته بالمنام فما التفسير؟ | 805 | الأحد 09-08-2020 05:21 صـ |
أعيش قصة حب من طرف واحد وأنشغل كثيراً | 1279 | الأحد 19-07-2020 03:36 صـ |