أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هنالك آلاف المقالات والأبحاث التي تتحدث عن التدخين السلبي، وأصبحت الدراسات موثقة ومؤكدة في أن ضرر التدخين السلبي يماثل تماماً ذاك الذي يوجد عند المدخنين.

تأثير التدخين وأضراره ليست على الشخص المدخن فقط، فكل من في جواره يستنشق الدخان المنبعث من السجائر أو النرجيلة (الشيشة)، فضلا عن استنشاق الدخان الذي ينفثه المدخن نفسه. والتنفس في التدخين السلبي اللاإرادي يزيد من مخاطر إصابة الشخص بالعديد من الأمراض نفسها التي تؤثر على المدخنين: سرطان الرئة، مرض الشريان التاجي، السكتة الدماغية وغيرها. والتدخين السلبي يسبب (46000) حالة وفاة في الولايات المتحدة كل عام، وأطفال المدخنين يعانون بشكل أكبر عادة من التهابات الأذنين وأمراض الجهاز التنفسي، مثل التهاب الشعب الهوائية والربو، ويكونون أكثر عرضة لخطر الموت من جراء متلازمة موت الرضع المفاجئ.

إن المواد الكيميائية الخطرة المنتشرة في دخان التبغ تستقر في الملابس والمفروشات، ويمكن أن تبقى فيها لأشهر عديدة. والنيكوتين وهو من مخلفات الدخان يظل ملتصقا بالجدران، السجاد، الملابس، وغيرها من الأسطح.

نفخ دخان في الاتجاه الآخر، فتح نوافذ السيارات، وإمالة نافذة المنزل الأسبيراتورات، هذه ليست وسائل فعالة لحماية الناس من حولك. ومكيفات الهواء وغيرها من التكنولوجيات التي تصفي الدخان أو تنظف الهواء لا تقضي على مخاطر التدخين السلبي اللاإرادي أيضا.

حماك الله تعالى، وجنبك ضرر وأذية هذه العادة السيئة, وأنت الذي تتعرض بغير قصد لشرور ضررها حاول الابتعاد عن أجواء المدخنين.

مع تمنياتي بالفائدة المرجوة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.