أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

هنالك بعض المصطلحات المقتبسة من اللغة الإنجليزية تُستعمل في الطب النفسي وقد لا تكون دقيقة، وتوجد عدَّة مدارس في الطب النفسي، هنالك مدرسة سلوكية، هنالك ما يُعرف بالمدرسة التحليلية، هنالك المدرسة الإنسانية، وهكذا.

ومدرسة التحليل النفسي – وهي مدرسة قديمة أسسها (سيجموند فرويد Sigmund Freud) – تتكلم عمَّا يُسمَّى بالكبت النفسي، أي أن الإنسان لا يُعبِّر عن مشاعره، وتحدث احتقانات نفسية شديدة تؤدي إلى الكثير من الصعاب النفسية، مثل: الاكتئاب، التوترات، الإقدام على الانتحار، الفشل الاجتماعي... هذا كله كثيرًا ما ينتج عمَّا يُسمَّى بالكبت النفسي.

والكبت النفسي دائمًا تكون معه ما يُسمَّى بالدفاعات النفسية السلبية، يعني أن الإنسان يحاول أن يتخلص من هذا الكبت أو يُخفف من وطأته من خلال ممارسات نفسية لا شعورية، مثل: النكران، حتى وإن كانت لديه مشكلة يُنكرها، أو التبرير، دائمًا يجد تبريرات لأخطائه، أو التعميم، أو الشخْصَنة، أن يجعل كل شيءٍ متمركزٌ حول نفسه، أو كل شيءٍ خارجٌ عن نطاقه أو مسؤولية الجميع، وهكذا. هذا باختصار حول هذا المفهوم، والحديث حوله يطول، ووجهات النظر حوله أيضًا مختلفة.

بالنسبة للكبت النفسي المنخفض، أتصور أن كلمة (منخفض) يعني أقل درجة، وهل هذا يُصيب الأذكياء والعباقرة؟ لا أعتقد ذلك، أو لا أعتقد أنه يُصيبُ شخصًا بعينه، يُقال أن الشخصيات الضعيفة، الشخصيات القلقة، الشخصيات التي يسهل التأثير عليها نفسيًا هي التي قد تميل لنوعٍ من الكبت المنخفض، أما كونه يُصيب الأذكياء والعباقرة حقًّا لم أطلع على هذا الأمر فيما مضى، ولا أعتقد أن الأذكياء والعباقرة لديهم كبت نفسي، الأذكياء والعباقرة غالبًا لديهم شيء من التأمُّل والتدبُّر والجلوس مع ذواتهم، وهذا ربما يُعطي الانطباع بأنهم يُعانون من نوعٍ من الكبتِ، والله أعلم.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.