أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : هل الإفرازات البنية بعد الدورة تكون منها أم ماذا؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا فتاة دورتي الشهرية بين 7 إلى 8 أيام، ولم أكن أعلم أبدا أن الإفرازات البنية التي أحيانا تستمر لـ 9 أيام أو 10 تشبه نهاية الدورة هي ليست منها، ويجب بعدها أن أستحم وأن أتوضأ لكل صلاة وأصليها.

أولا: كيف أعرف أن هذه من الدورة أم لا؟ خاصة أني آخذ أدوية حديد والتهاب فتضطرب دورتي، وخاصة أن هذه الإفرازات تشبه نهاية الدورة لدي؛ فأصبحت أشك حتى أنه يمكن أن تكون دورتي أقل من 7 أيام ففي نهايتها يمكن أن تتوقف كم ساعة ثم أراها مرة أخرى، هذا في اليوم السابع، وأحيانا قليلة تستمر لليوم الثامن والتاسع، وتكون مثل آخر الدورة كاللون والرائحة، ماذا أفعل؟ قلت لكم سابقا: إني أوسوس بسرعة.

وماذا أفعل بكل صلواتي الماضية وأنا لم أكن أعرف ولا أعرف عددها؟ أرجوكم أجيبوني بسرعة، ولا تحيلوني لحالات أخرى.

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رهف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الناحية الشرعية: الإفرازات البنية إن كانت التي يُسميها الفقهاء (الكُدرة) وهي تُشبه لون الماء الوسخ، يعني كلون الماء حين يُوضع به تراب ونحو ذلك، فهذه ليست من الدماء، ولكن هل تأخذ حكم الحيض فتعامل المرأة نفسها على أنها حائض أو لا؟

الذي نُفتي به نحن في موقعنا هذا أن الكدرة –أو الصُّفرة– تُعتبر حيضًا إذا كانت في مدة العادة، أو كانت متصلة بالدم -أي لم يفصل بينها وبين الدم فاصل– ولو كانت خارج أيام العادة، وما عدا هذا فإن هذه الكدرة ليست حيضًا، هذا مذهب الحنابلة، وهو الذي نُفتي به في موقعنا هذا.

وعليه فما كنت تفعلينه أنت من كونك تعتبرينها من الحيض؛ لأنها متصلة بالدم، وتستمر لليوم التاسع أو لليوم العاشر، فهذا تصرُّف صحيح، إذا كنت تقصدين بقولك (لتسعة أيام أو عشرة أيام) أي اليوم التاسع واليوم العاشر مع الدم الذي كان قبل هذه الكُدرة.

أما إذا كنت تقصدين بأنها تستمر لتسعة أيام هي بنفسها زائدة عن أيام الدم السبعة أو الثمانية فهذا سيكون مجموعه أكثر من خمسةَ عشر يومًا، ومن ثمَّ فلا يمكن اعتبارها حيضًا؛ لأن أكثر الحيض خمسةَ عشر يومًا، وفي هذه الحالة –أعني عندما يزيد مجموع هذه الإفرازات البنية مع الدم الذي قبلها– عندما يزيد عن خمسةَ عشر يومًا فإنك تعتبرين أيام عادتك هي الحيض، وما زاد على ذلك استحاضة، تُصلين فيها وتصومين.

أما إذا كان مجموع الدم وهذه الكدرة تسعة أيام أو عشرة أيام فهذا كله حيض ما دامت هذه الكدرة متصلة بالدم.

وبهذا يتضح لك الأمر -إن شاء الله تعالى- وتزول عنك الإشكالات. هذا عن الكدرة أو الإفرازات البنية.

أما الدماء التي تأتيك بلون الدماء فإنها تُعتبر حيضًا، سواء كانت في أيام العادة أو في غير أيام العادة، ما دام مجموع هذه الدماء بما يتخللها من أيام انقطاع، إذا كان مجموع هذه الأيام –أيام الدماء وأيام الانقطاع التي تكون بينها– خمسةَ عشر يومًا أو أقل فهذه الدماء كلها حيضة واحدة، والطُّهر الذي يقع خلالها بعض العلماء يرى بأنه طُهر صحيح، أي تصلين فيه بعد الاغتسال، فإذا عاد الدم رجعت إلى الحيض مرة ثانية.

أما إذا كان يزيد على خمسة عشر يومًا فحينها يتبين أنك مُستحاضة، وهذا لم يتضح لنا من كلامك أنه يزيد على خمسةَ عشر يومًا.

والخلاصة –أيتهَا البنت الكريمة– أننا حاولنا إيضاح الحكم الشرعي بقدر الاستطاعة من خلال ما وصفت لنا من معلومات، وإن كانت هذه المعلومات تحتمل أوجهًا متعددة، فإذا كان الجواب وافيًا بما أردتِ فالحمد لله، وإلا فإن عليك أن تذكري بالتفصيل ما الذي يجري لك، مُبيِّنة ذلك بعدد الأيام وزمن الدماء، وزمن الانقطاع حتى تُجابي عنه جوابًا دقيقًا.

نسأل الله تعالى أن يُفقهك في دينه، وأن يتولاك ويأخذ بيدك إلى كل خير.

+++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
وتليها إجابة د/ رغدة عكاشة استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم.
+++++++++++++++++++++++++++

من الناحية الطبية أقول: إن مدة الحيض الطبيعية هي بين 2-9 أيام, والإفرازات البنية أو الحمراء التي تنزل قبل موعد الدورة بأكثر من يومين تعتبر غير طبيعية, وعلى الأرجح بأنها ناتجة عن نقص في هرمون يسمى (البروجسترون), أي أنها مرضية وناتجة عن خلل هرموني, وبالتالي فإننا (ومن الناحية الطبية) لا نعتبرها جزءا من الحيض.

أما الإفرازات البنية التي تستمر بعد انتهاء الدورة, فيمكن اعتبارها من الحيض طالما أن مدة نزولها (مضافة إلى مدة نزول الحيض) لم تتجاوز 9 أيام, أما إذا تجاوزت المدة 9 أيام, فهنا أيضا نقول: بأنها غير طبيعية, وقد يكون هنالك مرض أو خلل هرموني يؤدي إلى ذلك.

وللتوضيح أقول: لو افترضنا –مثلا- بأن موعد نزول الدورة عندك هو في 1-5-2015, ومدة الدورة 6 أيام, أي أن الطهر سيكون في 6-5-2015, فلو افترضنا بأنك لاحظت نزول إفرازات بنية أو حمراء قبل موعد نزول الدورة بيوم أو يومين, أي في 29 أو 30 -4-2015، فهذا يعتبر طبيعيا, ويمكن اعتباره من الحيض, أما إذا بدأت هذه الإفرزات البنية قبل موعد نزول الدورة بأكثر من يومين أي قبل 29-4-2015, فهنا لا تعتبر من الحيض, بل هي غالبا ناجمة عن خلل هرموني.

أيضا إن أية إفرازات بنية تنزل بين يومي 6-9 من شهر 5, يمكن اعتبارها تابعة للحيض وجزءا منه, لكن بعد يوم 9-5-2015 فإن هذه الإفرازات البنية والدموية لا تعتبر جزءا من الحيض.

أود أن أوضح بأن هذا الكلام أو التصنيف هو تصنيف طبي فقط, تم اعتماده من قبل الأطباء بعد عمل دراسات وإحصاءات مكثفة, حيث تبين بأن مدة الحيض الطبيعي عند معظم النساء السليمات هي بين 2-9 أيام, وفي الطب لا بد من الاستناد على توصيات معينة للاعتماد عليها في كل أنحاء الدنيا؛ ليعرف الطبيب أو الطبيبة متى يكون الأمر طبيعيا؟ ومتى يجب الشك بوجود خلل أو مرض في الجسم؟ تماما كما يتم وضع أرقام ليتم اعتمادها في التفريق بين الضغط أو سكر الدم الطبيعي وغير الطبيعي.

نسأل الله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني من متلازمة ما قبل الحيض، فما العلاج؟ 4456 الأربعاء 08-07-2020 04:31 صـ
حبوب منع الحمل هل لها آثار جانبية؟ 10696 الأربعاء 22-01-2020 02:04 صـ
هل الوزن الزائد يسبب التكيس؟ 12232 الأربعاء 08-01-2020 02:26 صـ
ما هي الطريقة الصحيحة لتناول حبوب كليمن؟ 6932 الأحد 01-12-2019 04:32 صـ
كيف أعرف موعد نزول الدورة لتحديد موعد الزفاف؟ 12802 الثلاثاء 15-10-2019 12:55 صـ