أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : تنتابني نوبات الهلع والخوف من الموت في كل حياتي.. أريد الخلاص

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 23 سنة، متخرج من الكلية التقنية، أعاني من أمراض عديدة، ولا أدري ما هي؟ قرأت عن هذه الأمراض، واتضح أنها نوبات هلع، ووساوس قهرية، والخوف من الموت.

صارت حياتي تعيسة لدرجة أني أعمل الشيء ولا أفرح به، وتفكيري دائمًا بالموت، أنا متخرج وأكملت دراستي، وكلما يطرأ عليّ الموت أخاف وأحاول أن أترك الذي أعمله؛ لأَنِّي سأموت، وأي شيء أعمله أحس أنه آخر شيء أعمله، وأي شيء أقوله أحس بعده بالموت، وبعض الأحيان أدخل البيت، وأحس أني سأودع أهلي، وأخاف أن يحدث لأمي شيء؛ لأني ولدها الوحيد.

الجميع يحبونني لكني أحس أنهم لا يحبونني، وأنهم لا يطيقونني فأسحب نفسي منهم، وإذا جئت للنوم أفكر في الموت، وأخاف أن أنام حتى لا أموت، وإذا نمت لا أكمل 15 دقيقة من نومي إلا وتأتيني نوبات الهلع، وأقوم من النوم.

تعبت جدًا من نفسيتي، قرأت أشياء كثيرة عن طرق العلاج لهذه الأمراض لكن لا فائدة؛ فكل فترة حالتي تزيد سوءًا.

أرجو منكم الإفادة، ولكم جزيل الشكر.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ساري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك التواصل مع إسلام ويب والثقة في هذا الموقع.

أنت بالفعل تعاني مما يُعرف بقلق المخاوف الوسواسي، مخاوفك تتمركز حول الأمراض والخوف من الموت.

أنت وصفت حياتك بأنها تعيسة، هذا المفهوم ليس صحيحًا، حياتك ليست تعيسة، والتعاسة درجة عالية جدًّا من السوداوية والكدر، فلا تصف نفسك بهذا – أيها الفاضل الكريم -.

علتك هذه منتشرة وكثيرة جدًّا، وتُعالج بصورة فاعلة جدًّا.

أنت قلت: إنك قد حاولت الكثير من الطرق العلاجية دون أن تكون مُجدية، وأنا أقول لك: هذه الطرق ربما تكون طرقًا غير صحيحة؛ لأن الطرق الصحيحة معروفة، وهي: تجاهل وتحقير فكرة الخوف، أن تعيش حياة فاعلة، لا فراغا زمنيا، ولا فراغا ذهنيا، واعرف – أيها الفاضل الكريم – أن التقرُّب إلى الله تعالى من خلال الالتزام الصادق يعطيك دفعًا نفسيًا عظيمًا وإيجابيًا، ويُقلل منك هذا النوع من الخوف، ويُحسِّن من قناعاتك الصحية الإيجابية بصورة ممتازة جدًّا.

أنا لا أقول أبدًا: إنك ضعيف الإيمان، أو مهتز الشخصية، لكن ربما تحتاج لتدعيم أكثر فيما يتعلق بالبناء النفسي لشخصيتك، وكذلك التزامك بمتطلبات عقيدتنا الإسلامية.

وفي ذات الوقت لا بد أن تكون لك آمال في هذه الحياة، لا بد أن تكون لديك مُخططات، لا بد أن تكون لديك برامج: ما هي أهدافك في الحياة؟ يجب أن تُحدد، ويجب أن تسعى من أجل تحقيقها.

الفراغ حين يسيطر على الإنسان يدفعه لكثير من الوسوسة ومن الخوف، وتذكر أنك في هذا العمر الرائع – عمر الشباب – حيث الطاقات الذهنية والطاقات الجسدية متوفرة وبكثافة، حتى وإن كانت مختبئة، بشيءٍ من تحريك الإرادة، والإصرار على التغيُّر وتحمُّل المسؤولية حيال نفسك تستطيع أن تتغير.

إذًا تجاهل الذي أنت فيه، وعش حياةً صحيَّة: تفكير سليم، نوم مبكر، استيقاظ مبكرٍ، عقيدة صحيحة، توجُّه مستقبلي إيجابي، ممارسة الرياضة، التغذية المتوازنة، الصِّلات الاجتماعية الراشدة، تطوير المقدرات المعرفية والمهارات العملية... هذا يصرف انتباهك تمامًا عن كل الذي أنت فيه.

والنقطة الأخرى هي: تناول أحد مضادات المخاوف الوسواسية سيكون مفيدًا جدًّا لك، عقار مثل (سبرالكس Cipralex)، ويعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram) سوف يكون رائعًا ورائعًا جدًّا، وأنت تحتاج له بجرعة صغيرة، وهي أن تبدأ بخمسة مليجراما – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجراما – تناولها يوميًا بانتظام لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم بعد ذلك اجعلها نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
وسواس الموت سبب لي العديد من الأمراض، فكيف أتخلص منه؟ 2863 الثلاثاء 21-07-2020 03:16 صـ
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ 2789 الأحد 19-07-2020 07:11 صـ
كرهت حياتي والناس كرهوني بسبب تبلد مشاعري.. أريد حلا 1083 الخميس 16-07-2020 02:42 صـ
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. 2125 الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ
أشعر بعدة أعراض ولا أعرف هل هي نفسية أم جسدية أو روحية؟ 1569 الأربعاء 15-07-2020 03:36 صـ