أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : طفلتي عنيدة وتلعب بعنف، وأخشى أن تصبح عدوانية

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم

ابنتي عمرها سنتان وشهرا، وهي مرحة وتلعب وغير انطوائية، لكنها عنيدة جدا وتبكي لأتفه الأسباب حتى تحصل على ما تريد، وتلعب مع الأشخاص الذين تعرفهم بشد الشعر أو العض الشديد، ماذا أفعل معها؟ أرجو الرد لأني أخاف أن تصبح عدوانية.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الطفلة الصغيرة في هذا العمر الصغير تحتاج إلى حدود واضحة للسلوك، وأن تعرف وبكل وضوح ما هو مسموح، وما هو غير مسموح وبوضوح شديد في هذا الأمر، ومن دون أي شك أو تردد، لا يعني أن نعاملها بعنف أو بالضرب، وإنما أن يقال لها وبهدوء ووضوح، ما هو السلوك الممنوع، وأن تعلم وهي تستمع إليك، ومن خلال نبرة صوتك ونظرة عينيك في عينيها، ومن دون ابتسام، أنك جادة تماما فيما تقولين.

وأفضل من المنع عن العمل السلبي، هو أن نشجعها على القيام ببعض الأعمال البديلة عن ما لا نريده منها، أي أن نملأ وقتها بما هو مفيد ومسلّ، فلا تحتاج للمزيد من الإثارة عن طريق العصيان والخروج من التعاليم.

وسأشرح هنا شيئا أساسيا يمكن أن يكون نقطة تحول في طريقة تربيتك لطفلتك، إن من أكثر أسباب السلوك المتعب عند الأطفال، وربما كثير مما ذكرته في سؤالك عن سلوك طفلتك ينطبق عليها هذا، هو الرغبة في جذب الانتباه لنفسها. ومن المعروف أن الطفل يحتاج لانتباه من حوله كما يحتاج للهواء والطعام والماء، وإذا لم يحصل على هذا الانتباه من خلال سلوكه الحسن، فإنه سيخترع طرقا سلوكية كثيرة لجذب هذا الانتباه لنفسه، والغالب أن يكون عن طريق السلوكيات السلبية وكما يحدث مع ابنتك، إننا نحن الآباء والأمهات، لا ننتبه عادة للسوك الإيجابي، وكما قال أحدهم "عندما أحسن العمل، لا أحد ينتبه، وعندما أسيء العمل، لا أحد ينسى"!

ويمكنك أن تفعلي مع طفلتك، عدة أمور منها:
1- أن تلاحظي أي سلوك إيجابي تقوم به طفلتك، وأن تـُشعريها بأنك قد لاحظت هذا السلوك الإيجابي، ومن ثم تشكريها عليه.
2- أن تحاولي تجاهل بعض السلوك السلبي الذي يمكن أن تقوم به طفلتك، إلا السلوك الذي يعرضها أو غيرها للخطر، فعندها من الواجب عدم تجاهل الأمر، وإنما العمل على تحقيق سلامة الطفل والآخرين مباشرة.

وأما بالنسبة لعناد طفلتك، فربما كثير من هذا أيضا هو سلوك طبيعي لجذب انتباهك وانتباه من حولها، فحاولي التعامل معه كمجرد سلوك لجذب الانتباه، ويمكنك توجيه انتباهك إليها عندما تتجاوب معك ومن دون عناد، وحاولي صرف انتباهك عنها عندما يصل عنادها لحدّ لا ترتاحين له.

والصفة التي تتعبنا في الطفل وهو صغير عادة قد تكون هي نفسها الصفة التي ستكون وراء نجاحه وتفوقه في قابلات الأيام، فنحن لا نهدف إلى تحطيم هذه الثقة وإنما تطويعها لمصلحة الطفل ومصلحة من حوله.

وأنصح بدراسة كتابي في تربية الأطفال "أولادنا من الطفولة إلى الشباب"، فهذا يعين الكثير من الآباء، ويعلمهم الصيد، بدلا من أن نعطيهم سمكة. وسيعينك الكتاب على تربية طفلتك، ويمكنك الحصول عليه من مكتبة جرير أو من موقع نيل وفرات دوت كوم.

بارك الله فيها.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أحمي زوجتي وطفلتي من وسائل التواصل والفتن المنتشرة بالمجتمع؟ 1267 الأربعاء 22-07-2020 04:21 صـ
طفلتي لا تريد البقاء معي وتفضل أهلي. 749 الخميس 16-07-2020 06:03 صـ
طفل يعاني من عدة مشاكل، أرجو مساعدته. 695 الثلاثاء 14-07-2020 04:28 صـ
ولدي الأوسط شديد العناد كيف أتعامل معه؟ 990 الاثنين 29-06-2020 04:28 صـ
التنمر لدى الأطفال، كيف نتعامل معه؟ 2066 الاثنين 22-06-2020 09:07 مـ