أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : مارست العادة منذ الصغر فأصبحت لا أشعر بالمتعة مع زوجي.

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا امرأة متزوجة عمري 22 سنة، أعاني من ممارسة العادة السرية منذ الصغر، كنت أمارسها كأنها لعبة وأنا بعمر الخمس سنوات، والآن أنا متزوجة منذ سنة ولا أشعر بالمتعة الجنسية مع زوجي، وبالرغم من محاولاتي العديدة لترك تلك العادة، فأتوب وأستغفر، ولكنني أعود لها مرة أخرى، ولا أستطيع المحافظة على صلاتي رغم ارتدائي للحجاب.

هذه العادة تدمرني، فكيف السبيل للتخلص منها؟

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

ويؤسفني -يا ابنتي- معرفة بأنك ما زلت أسيرة لهذه العادة القبيحة، حتى بعد أن رزقك الله -عز وجل- بحلاله ليغينك عن حرامه، والحقيقة هي أن هذه الممارسة عند النساء هي عادة أكثر منها حاجة، وهذه العادة غالبا ما يتم اكتسابها في ظل وجود الفراغ، أو وجود ظروف معينة قد لا تكون الفتاة مدركة لهذا الأمر في ذلك الوقت.

وبالطبع -يا ابنتي- أنت في الوقت الحالي لن تكونين قادرة على الاستمتاع في علاقتك مع زوجك لأكثر من سبب، لعل أهمها: هو أنك قد اعتدت على طريقة معينة في الإثارة لا تتوافر لك خلال العلاقة الزوجية، ومن الأسباب الهامة أيضا: هو أنك تعانين من مشاعر الذنب، وتأنيب الضمير، وقلة تقدير الذات، لأنك مدركة بأنك ترتكبين معصية، وأنت الإنسانة المحافظة على الصلاة، والساعية لمرضاة الله -عز وجل-، وأيضا لاعتقادك بأنك ضعيفة، وغير قادرة على ترك هذه الممارسة بعد الزواج.

مثل هذه المشاعر تخزن في عقلك الباطن، وتظهر وتتضخم لتسيطر على تفكيرك خلال العلاقة الزوجية، من دون أن تدري أو تقصدي حدوث ذلك، وأيضا هناك سبب أود أن أنبهك إليه: وهو أنك تفترضين مسبقا الفشل، وتعتقدين بأنك لن تكوني قادرة على التجاوب مع زوجك، وبهذا تبررين لنفسك مسبقا اقترافك لهذه المعصية -من دون أن تقصدي ذلك-، وكل ما سبق سيؤدي حتما -يا ابنتي- إلى فقدانك للاسترخاء النفسي والذهني الذي هو مقدمة، بل وضرورة لا غني عنها لحدوث الاسترخاء الجسدي، والتجاوب في العلاقة الزوجية، فنصيحتي لك: هي بأن تتحلي بالإرادة والإصرار للإقلاع عن هذه الممارسة، حتى تتخلصي من كل المشاعر السلبية التي تسيطر عليك، وتفدك استرخاءك الذهني والنفسي.

ولأساعدك في ذلك أقول لك: يجب عليك أن تتعرفي على الظرف (الزمان والمكان) الذي يدفعك لممارسة العادة السرية، فلو أنك دققت في روتينك اليومي، أو في الظرف الذي تكونين فيه حين تخطر هذه الممارسة على ذهنك، ثم عملت بكل السبل على تغيير هذا الظرف، فستجدين حينها بأنَّ محاولتك في الإقلاع قد أصبحت أسهل -إن شاء الله تعالى-، فمثلا: إن كنت تشعرين بأنَّ فكرة ممارسة العادة السرية تراودك خلال الاستحمام، فاجعلي وقت الاستحمام في وقت غير مناسب لهذه الممارسة، كأن يكون قبل زيارة أحد إليك، أو قبل زيارتك أنت لأحد، فهنا سيكون كل تفكيرك منصب على التحضير للاستقبال أو للخروج بسرعة، وإن كنت تمارسينها في السرير قبل النوم، فلا تخلدي للنوم إلا وأنت بحالة نعاس شديد، فحينها ستستغرقين في النوم بسرعة، أو اذهبي للنوم في ذات الوقت الذي ينام به زوجك، وانهضي معه، فهنا لن تفكري في هذه الممارسة وزوجك بجانبك، وإن كنت تمارسينها خلال النهار، وبأوقات وظروف مختلفة، فنصيحتي لك هنا: بأن تسارعي للنهوض من مكانك، ثم مغادرة هذا المكان لمكان آخر فور مراودة الفكرة لذهنك، ثم اشغلي نفسك بأي عمل مهما كان بسيطا، كتحضير كوب شاي، أو عمل مكالمة لصديقة.

بهذا سيتم تشتيت فكرة الممارسة من ذهنك كليا، واستبدالها بفكرة أخرى، وستتغلبين على لحظة الضعف التي مررت بها، وعندما تنجحين في مرة، فإن هذا النجاح سيقودك إلى نجاحات أخرى، وفي كل مرة تنجحين فيها ضعي على ورقة خاصة إشارة صح، وضعيها في مكان ترينه باستمرار، وعندما تتكرر إشارات الصح في هذه الورقة، فإن ذهنك سيترجم منظر إشارات الصح إلى مشاعر إيجابية، تعكس لك مدى نجاحك وقوة إرادتك، وحينها ستشعرين بدافع قوي لعدم تشويه هذا المنظر بإشارة فشل، أو خطأ -لا قدر الله-، وحينها ستحبين نفسك أكثر وتتصالحين معها، وسترين الحياة بمنظور جديد، وسيحدث عندك استرخاء ذهني كاف، يجعل اندماجك مع زوجك يتم بطريقة أفضل -بإذن الله تعالى-.
أسأل الله -عز وجل- أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائما.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا أستطيع كتم رغبتي في الزواج وأهلي يعارضون زواجي.. ما الحل؟ 3078 الأربعاء 22-07-2020 03:19 صـ
أشعر بندم وخوف شديد بسبب اقتراف المعاصي! 2708 الاثنين 15-06-2020 09:21 مـ
أعاني من تنمر مدرسي ومنزلي، أرجو المساعدة. 3337 الخميس 18-06-2020 03:30 صـ
بسبب المعاصي أصابني الفشل في حياتي وانعدامت الثقة عندي، فكيف أعود لربي؟ 5370 الأحد 03-05-2020 04:58 صـ