أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : ما هي النصائح التي توجهونها لمريض البوليميا؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الدكتور الفاضل محمد عبد العليم جزاه الله خيراً

أريد أن أعلمك -يا دكتور محمد- أني ذهبت إلى اختصاصي في الاضطرابات النفسية، عرضت عليه الحالة موجزة، فأرسلني إلى طبيب نفسي، وطلب مني الرجوع إليه مجدداً، طرح الطبيب عليَّ بضع أسئلة، وفحص الضغط، وأعطاني علبتين من دواء (الفلوكستين20 مع) مرة واحدة في اليوم, وقال إن وزنك سينقص -إن شاء الله-، ولم أفهم خطة العلاج جيداً.

رجعت إلى المتخصص النفسي، وقال: عندك (بوليميا)، وسألته عن آثار الدواء -خاصة على التركيز-، فأجاب أنه لا يؤثر، والأعراض سرعان ما تختفي، وطلب مني الرجوع بعد (21) يوماً. أخذت الدواء وأنا مواظب عليه، وهذا اليوم الثامن.

ما رأيك -يا دكتور محمد- في هذا التشخيص والعلاج؟ وهل الجرعة كافية؟ وأنا أعلم أن الدواء سيأخذ وقتاً ليعطي النتيجة. وقد أعدت تطبيق الحمية، ولكني لم أستطع أن أكمل يوماً واحداً، فما هو التوقيت الذي تنصحني به لبدء الحمية؟

وقد لاحظت -يا دكتور محمد- أني متكاسل، وأُسوِّفُ في البدء في ممارسة الرياضة، حيث ليس لي أي دافعية تجاه ممارستها، على الرغم أني كنت أحبها جداً، وقد قرأت في استشارات سابقة لك أن الرياضة تختلف في حالة (البوليميا)، فبم تنصحني؟ وما هي الإرشادات التي تقدمها لي قبل الرجوع إلى المختص النفسي؟

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً على مجهوداتك وكل القائمين على هذا الموقع الرائع.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد السلام حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأشكرك على التواصل مع إسلام ويب، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أنا سعيد جدًّا أنك ذهبت وقابلت الأطباء والمختصين، وقطعًا سوف تجد منهم المساعدة والمساندة التامة الكاملة -إن شاء الله تعالى-. وأنا متأكد أن الطبيب لديه خطة علاجية، وحين تُراجعه في المرة القادمة يمكن أن تستوضح منه الأمر أكثر.

عقار (بروزاك Prozac) والذي يسمى علميًا باسم (فلوكستين Fluoxetine) هو الدواء المتميز الجيد الفاعل، لكن لا نستطيع أن نقول: إن الدواء لوحده سوف يفيدك. فلا بد أن يكون لديك إرادة للتحسُّنِ، وإرادة للتغيير، وهذا هو الأمر الجوهري. والإنسان إذا حرَّك إرادته في الاتجاه الصحيح يستطيع أن يتغيَّر، أما إذا ركن إلى التكاسل وافتقاد الدافعية فهذه مشكلة كبيرة، ولا أحد يستطيع أن يُغيِّر أحدًا، فالإنسان هو الذي يستطيع أن يُغيِّر نفسه.

أعتقد أنه بعد شهرٍ من الآن يمكن أن ترفع جرعة (الفلوكستين) إلى كبسولتين في اليوم –أي أربعين مليجرامًا–؛ لأن هذه هي الجرعة المتعلقة بعلاج (البوليميا Bulimia)، والحالات المشابهة لها. وتحتاج أن تستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر على الأقل، بعد ذلك تُخفض إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة عام، وهذا هو المطلوب في مثل هذه الحالات؛ لأننا نحتاج لفترة علاجية ثم جرعة وقائية.

أخِي الكريم: تشخيص الطبيب صحيح (أعتقد) وقطعًا هو في موقفٍ أفضل مني؛ لأنه قام بسؤالك ومحاورتك، ووصلتْ قناعته للتشخيص الذي ذكره لك.

أخِي الكريم: لا بد أن تُحرِّك كل دافعاتك النفسية تحريكًا إيجابيًا: فأحسن إدارة وقتك، وذلك من خلال النوم المبكر، والاستيقاظ المبكر لصلاة الفجر، ثم تبدأ يومك بكل جمال وأريحية، واستقبال حسن، ولا تركن أبدًا إلى الكسل، واستعذ بالله تعالى منه، وادفع نفسك دفعًا، والرياضة مهمة جدًّا (للبوليميا)، فيجب أن تكون متوسطة، ولا تستغرق الجلسة أو الحصة الرياضية أكثر من ساعة، ولا تلجأ للرياضات العنيفة، ولا شك أن رياضة المشي هي الأفضل في ذلك.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...