أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : قسوة أبي وظلمه الذي لا ينتهي أبداً

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد أن أطرح مشكلتي لكم، وأنا في أمس الحاجة لنصحكم وإرشادكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر (25) عاماً، وأخي يبلغ من العمر (30) عاماً، وأختي تبلغ من العمر (28) عاماً، ولدي أخوات أصغر منا، جميعنا - بفضل الله - تخرجنا من الجامعة، وعلى قدر من العلم والثقافة.
مشكلتي هي ظلم والدي واستهزائه مني ومن إخوتي منذ طفولتنا، بل منذ نشأتنا الأولى في هذه الدنيا، والدي لا يصلي، ولا يصوم، ودائماً يسير خلف كلام الناس، وهذا الأمر سبب لنا مشاكل كثيرة، فبينه وبين أمي سلسلة من المشاكل التي لا تنتهي، أبي لا يصدق بالقول أبداً، فهو دائم الكذب، جميع أقواله يخالطها الكذب، منذ صغرنا كان يمنعنا من زيارة أقاربه، وأقارب أمي، ليس لحكم ديني أو شرعي، بل بسبب عقده التي لا تنتهي، فهو لا يريدنا أن نختلط بأي أحد، فلا نذهب لأحد، ولا أحد يأتي لزيارتنا، أبي دائم الشك، فهو يسجل كل مكالماتنا الهاتفية، ويستمع لها أمامنا وبصوت مرتفع، ويبدأ بلومنا والصراخ علينا ومحاسبتنا، ثم خصامنا، ويسمع تسجيلات ومكالمات أمي، ويبدأ بمعاقبتها، ورفع السكاكين والسيوف والمسدسات في وجهها، حتى إنه كاد يفقع عينها في إحدى المرات؛ بسبب المفك الذي ضربها به.

والدي يحرمنا من كل شيء، حتى من الخروج وإحضار الطعام، أخي الكبير يعمل مهندساً ومعيداً في الجامعة، فيكون معظم وقته في عمله، والدي لا يقبل النصيحة، ولا يريد أن يسمع كلام الحق، لقد تركت أمي منزلنا منذ سنة؛ لأن أبي رجل خائن، ويحب النساء، ويحضر النساء إلى منزلنا، ويتحجج بأن بينه وبينهنّ عمل، ولكنه يحول المكان إلى استديو للأغاني، وتبدأ النساء بخلع العباءة، ثم الرقص واللهو في منزلنا، كان أبي متزوجاً، وكان يجلب زوجته للبيت، ويعاشرها، ويقوم بتصويرها أثناء المعاشرة.

أنا وإخوتي لم نعد نطيقه، ولم نجد طريقة مناسبة للتصرف معه، فهو يصرف أموالنا على الغير، وعلى النساء اللاتي يستغلنه، لا نملك سائقاً، فهو لا يسمح بجلبه؛ لأنه دائم الشك بنا، أشعر بأن أبي يعاني من الوساوس؛ بسبب شكوكه الدائمة، فنحن نعيش معه، ونخدمه دائماً، ولكنه يرفض أي رأي يخالف رأيه، وحينما نبدأ بجداله، يقوم برفع المسدس في وجوهنا، ويهدد بقتلنا، أصبحنا نتحاشى الحديث والجدال، ونسكت عن جميع حقوقنا بهذه الحياة، فقد حرمنا من المصروف، والدي لا يصرف على المنزل، مع العلم بأنه إنسان مقتدر مادياً، أصبحنا نسد حاجة البيت وحاجتنا من مكافأتنا التي ننالها، ونتسلف في بعض الأحيان، لكي نسد حاجتنا.

لقد وصل الحال بأبي، بأن يمسك الزكاة ولا يقوم بإخراجها، ولا يفكر بأداء فريضة الحج، منذ سنتين لم يذبح أي أضحية، لم نذق طعم اللحم منذ سنتين، لأنه يحرمنا الخروج، ولا يضحي أبداً، لقد يئسنا من أبي، وصرنا لا نختلط معه أبداً، ونستنكر كل أفعاله، فازداد بخله عن السابق، أصبح لا يسأل عنا أبداً، ويردد دائماً بأننا نكرهه ولا داعي لأن يعطينا أو حتى يصرف علينا، وحينما يحتاج لشيء ينادينا بجفاء مخيف، وصراخ مرتفع، يريد الانتقام منا، أنا أخاف الله كثيراً، وأخشى من حساب الله كثيراً؛ لأننا لم نقم بنصحه ولا إرشاده.

سؤالي لكم:
- ما حكم طاعة الأب العاصي؟ علماً بأن أبي كان يسمح بإحضار الحشيش والمسكرات إلى استراحة منزلنا، ولا أعلم إن كان يشرب أو لا.
- هل يجب علينا أن نقوم ببر والدنا؟ وهل الجلوس معه واجب أم الابتعاد أفضل؟ علماً بأننا جربنا كل الطرق التي تقربنا منه، وكلها باءت بالفشل، فهو يحادث النساء أمامنا ولا يهتم.
- هل سيكون علينا أي إثم أو عقاب من الله لو أننا تحاشينا أبي وتجاهلناه؟ وما هي عقوبة والدي في الدنيا والآخرة؟

علماً بأنني أريد التقرب منه، وأريد نصحه وإرشاده، ولكنني أخاف من ضربه، ومن تهديده، أبي ما زال يمنعنا من رؤية أمي، كيف يمكنني التصرف معه، لا تطلبوا مني التقرب إليه بالكلام الطيب، فهذا غير مجدي، ليتكم ترسلون أحداً يقوم بنصحه، أو يخلصنا منه ومن شروره، أتمنى منكم أن تتواصلوا معي عبر الإيميل، أتمنى لو أن هناك من يراقب تصرفاته، ويقرر وضعه، ولو كان فاسداً أتمنى أن ينال جزاءه، علماً بأن الوحيد الذي يمكنه التواصل مع أبي هو عمي، ولكن عمي يكرهنا أيضاً؛ فهو فاسد مثل أبي تماماً.

وجزاكم الله خير الجزاء.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نجوى عبدالعزيز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك - ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام، ونسأل الله أن يقر أعينكم بهداية الوالد، وصلح الحال، وأن يقدر لنا ولكم الخير، وأن يحقق الآمال.

لقد قرأنا رسالتك وتفهما معانتك، ومعاناة أفراد أسرتك، ومع ذلك فإننا ندعوكم إلى مصاحبة الوالد بالمعروف، لأن الله قال في من يكفر ويجتهد فيدعو أولاده للعصيان: {وان جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما}، فلا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق، ومع ذلك قال العظيم {وصاحبهما فى الدنيا معروفاً}.

ومن هنا يتضح لنا ولك أن تقصير الوالد لا يبيح لك التقصير في حقه، ومعصية الوالد لله لا تبيح لكم عصيانه، ولكن ليس لكم أن تطيعوه إذا أمر بمخالفة شرع الله.

وأرجو أن تقتربي منه، وتظهري له البر، وتحسني الاستماع، ولكن لا تنفذي إلا ما يرضي الله.

كما ننبه إلى أهمية التواصل مع الوالدة، والاحتفاء بها وإعادتها إلى المنزل إن استطعتم؛ لأن بعدها أحدث خللاً، وأتاح للوالد مزيداً من الفوضى والتجاوزات.

ونشكر لك الاهتمام بمعرفة الأحكام الشرعية، ونكرر التأكيد بأن حق الوالد عظيم، وسوف يحاسبه الله على تقصيره، وسوف يسألكم عن تقصيركم.

والحكمة مطلوبة عند التعامل مع الوالد، وكذلك الصبر على ما يحصل منه، وإذا لم يصبر الإنسان على والده، فعلى من سيكون الصبر؟
وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق.

سعدنا بتواصلك، ونؤكد لكم إننا نتشرف بخدمة شبابنا والفتيات، ونسأل الله أن يسددك، وأن يرفعك درجات.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...