أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : عندي وسواس وتلفظت بألفاظ صريحة في الطلاق في نومي
السلام عليكم
أنا مصاب بالوسواس في أمور الطلاق، واليوم حدث معي شيء؛ حيث شاهدت في الحلم أني أردد كلمات أخاف أن أكتب ما هي هذه الكلمات؟ ولكن كانت من الكلمات الصريحة في أمور الطلاق، فبينما كنت بين النوم واليقظة شعرت بأني أتلفظ بهذه الكلمات، ولكني بعد أن قمت باستعادة الوعي بشكل كامل قلت لا حول ولا قوة إلا بالله، أو قلت لا إله إلا الله، لا أذكر بالتحديد، أسألكم بالله ساعدوني، هل معاشرتي لزوجتي حلال؟
علمًا أني لا أنوي أن أطلق زوجتي وأنا أحبها وعندي منها طفل، وحدث الحلم في تمام الساعة الـ 9 صباحًا تقريبًا بعد عودتي من المسجد في صلاة الفجر، أرجوكم أستحلفكم بالله، هل يقع عليّ شيء مما ذكرت، علمًا أني أعاني من مرض الوسواس منذ سنتين أو ثلاث، أرجوكم أنا أعيش مع زوجتي في بلد أجنبي، ولا يوجد شيخ عربي أو دكتور، ساعدوني ساعدكم الله في الدنيا والآخرة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونرحب بك في إسلام ويب، وإن شاء الله تعالى سوف يُجيبك أحد المشايخ الفضلاء وهو الشيخ أحمد الفودعي، سوف يُجيبك إجابة شرعية رصينة، فأرجو أن تأخذ به أيها الفاضل الكريم، ومن جانبي كطبيب نفسي أقول لك:
الذي تعاني منه هو وسواس قهري، والوساوس دائمًا تُصيب الطيبين من الناس، ويكون محتواها في أمورٍ حساسة جدًّا، أمور تتعلق بالدين، أو المعاشرة الزوجية، أو الطلاق، أو حول الذات الإلهية، معظم الوساوس في منطقتنا تنصب في هذا السياق من ناحية المحتوى، -وإن شاء الله تعالى- نقول: إن في ذلك خير، ليس كله شر.
أيها الفاضل الكريم: الوسواس مرض لا يخلو من قدرةٍ فائقة على محاورة صاحبه والاستحواذ عليه، والإلحاح عليه فكريًا، ومحاولة إقناعه بما هو مخالف للحقيقة، والوسواس أصلاً فكرة سخيفة متسلطة، وقد يكون مصحوبًا بشيء من الطقوس، والصورة الذهنية التي قد تتجسَّد أمام الإنسان في شكل ذاكرةٍ بصرية أو خيالٍ متجسَّد ومحسوس تنتج عنه أفعال، وهذا أقبح أنواع الوساوس.
الوساوس – أيها الفاضل الكريم – من هذا المنطلق تُعامل بالتحقير، وعدم مناقشتها؛ لأن مناقشتها تُولِّد تساؤلات كثيرة جدًّا تكون مُحيِّرة جدًّا لصاحبها، وفي الآخر ينتصر الوسواس ليزيد من إطباقه، لذا خير ما نتعامل به مع الوساوس هو أن نُكثر من الاستغفار، وألا نحاورها، وأن نقول كما نصحنا الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (آمنت بالله) ثم ننتهي، لا نحاورها، لا نناقشها، نُحقِّرها، وإخضاعها للمنطق مشكلة كبيرة جدًّا، لكن في مثل حالتك لا بد أن يُفيدك - إن شاء الله تعالى – الشيخ أحمد بما هو شرعي، والذي أحسبه أن صاحب الوساوس من أصحاب الأعذار، وهذا فكرٌ مسلطٌ عليك بصورة إكراهية جدًّا.
بجانب ما ذكرته لك من علاج سلوكي أود أن أبشرك بأن الأدوية مفيدة ومفيدة جدًّا لعلاج الوساوس، خاصة ذات المحتوى الفكري، فأرجو أن تقدِّم نفسك للطبيب، وإن كنت لا تريد ذلك أنصحك بالحصول على دواء يُفتتْ هذه الوساوس - بإذن الله تعالى – ويزيلها عنك.
هنالك عدة أدوية، من أفضلها وأبسطها ومن أسلمها العقار الذي يعرف تجارياً باسم (بروزاك Prozac)، ويسمى علمياً باسم (فلوكستين Fluoxetine)، وربما تجده تحت مسميات تجارية أخرى، الجرعة هي أن تبدأ بعشرين مليجرامًا (كبسولة واحدة) في اليوم، تتناولها نهارًا بعد الأكل، تستمر عليها لمدة أسبوعين، ثم تجعلها كبسولتين في اليوم – أي أربعين مليجرامًا – وهذه هي الجرعة العلاجية المطلوبة في حالتك، والتي يجب أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر على الأقل، وهذه ليست مدة طويلة، ثم تجعلها كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم تجعلها كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
الدواء سليم كما ذكرت لك، ليس له آثار جانبية، فقط ربما يؤدي إلى تأخير القذف المنوي عند المعاشرة الزوجية، لكنه لا يؤثر أبدًا على ذكورية الرجل.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
+++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
وتليها إجابة الشيخ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
+++++++++++++++++++++++++
مرحبًا بك – أيهَا الأخ الحبيبُ – في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.
نحن نُدرك – أيهَا الحبيبُ – مدى المعاناة التي تعيشها بسبب الوساوس، ولهذا ندعوك إلى إراحة نفسك وإرضاء ربك، وذلك بالإعراض عن هذه الوساوس إعراضًا كُليًّا وعدم الالتفات إليها، وعدم الاسترسال معها، وهذا هو دواؤها الأمثل، ولن تجد دواءً أفضل منه، وقد جربه الموفقون قبلك - وهم كُثر ولله الحمد - وانتفعوا به.
فلا تدع للشيطان طريقًا يتسلل منه إلى قلبك ليُدخل عليك الحزن والكآبة، وهذا غاية ما يتمناه، كما قال الله تعالى عنه: {إنما النجوى من الشيطان ليَحْزُن الذين آمنوا}.
واعلم – أيهَا الحبيبُ – أن الطلاق لا يقع إلا إذا تلفظ الإنسان بلفظ الطلاق أو ما شابهه من الألفاظ التي عدَّها العلماء مما يقع به الطلاق، وكان هذا التلفظ باختياره، أما ما ذكرته في استشارتك فليس فيه شيء يُوقع الطلاق، فأعرض عن هذه الوساوس بالكلية.
واعلم أنك لو تلفظت بلفظ الطلاق تحت تأثير الوساوس فإن هذا الطلاق غير مُعتدُّ به أيضًا، كما أفتى بذلك علماؤنا قديمًا وحديثًا؛ لأن الموسوس إذا طلق تحت ضغط الوسوسة فإنه في حكم المُكرَه لقلة المانع وشِدة الدافع الذي يدفعه إلى التلفظ بتلك الكلمات، هذا لو تلفظ بكلمات الطلاق في وعيه، أما أنت فإنه لم يحصل منك شيء من ذلك، ولهذا لا نرى إلا أنك واقع تحت تأثير الوسوسة، والدواء هو ما وصفناه لك، وزوجتك لا تزال على عصمتك، وهي حلال لك، فاتق الله في نفسك، وأعرض عن هذه الوساوس.
نسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
صديقي ومشكلته مع الوسواس | 1795 | الثلاثاء 11-08-2020 12:39 صـ |
تراودني أفكار وساوس قهرية حول نفسي، فما العمل؟ | 1015 | الأحد 09-08-2020 02:33 صـ |
أعاني من وسواس قهري حتى في العبادات، ما الحل؟ | 994 | الأحد 09-08-2020 05:28 صـ |
أعاني من وسوسة بمرض أصاب أحد أقربائي، كيف الخلاص من ذلك؟ | 2064 | الأربعاء 22-07-2020 04:15 صـ |
لدي أفكار ووساوس غريبة، فهل أتجاهلها أم أصدقها؟ | 2731 | الأحد 19-07-2020 03:25 صـ |