أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : القلق والاندفاعية وسرعة الإثارة .. التشخيص والعلاج

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أتمنى أن تساعدوني في حل مشكلتي، والتي سوف أحاول شرحها باختصار.

أنا شاب عمري 31 سنة، أعمل مهندساً في إحدى الشركات الكبرى، ومستقرٌ في عملي والحمد لله، ولا يوجد في العمل أي مشاكل، فأنا متزوج ولي 3 أولاد، أعيش في مستوى دخل جيد (ميسور الحال) (شقة تمليك + سيارة + رصيد في البنك وإن كان صغير جداً) آسف على الشرح الطويل ولكن أريد توضيح الصورة كلها.

مشكلتي أني سريع الغضب جداً، وإن كانت على أتفه الأشياء -أي عندما أتكلم مع بائع ويتأخر ولو ثانية في الرد علي أكون في قمة الغضب- وتخيل تأثير ذلك على علاقتي بالآخرين، فلقد خسرت الكثير من الأصدقاء لهذا السبب، والآن ليس لي سوى صديق واحد فقط هو الذي استطاع تحملي، وفي العمل كان لي أصدقاء مقربون ولكن مع الوقت أصبحنا زملاء فقط.

في خلال الفترة الأخيرة لاحظت أني أنام ساعاتٍ طويلة، أي أني أنام الساعة 9 مساءً، ومع ذلك عندي شعور دائم بالإرهاق والتعب وإضرابات في المعدة، وتم عمل الفحوصات والتي أوضحت أني سليم عضوياً.

أصبحت تسيطر علي فكرة الخوف من المستقبل وتأمين مستقبل الأولاد، وعدم مقدرتي على زيادة رصيدي يجعلني أشعر بخيبة أمل وأكون دائماً شارد الذهن.

زادت عصبيتي والتي تضعني في مواقف كثيرة أحياناً لا أحقق فيها انتصاراً، مما يجعلني بعد الموقف في قمة الغليان وأظل أسابيع أتخيل ما حدث، وكيف أنني لم أرد أو أضرب الذي أمامي؟!

مثلاً وأنا أقود سيارتي أظل أشتم الذي يحاول مضايقتي في الطريق، وأحاول الانتقام منه، ومع ذلك أحاول الهرب منه بعد شتمه خوفاً من انتقامه.

تراودني كثيراً أحلام اليقظة التي أتخيل نفسي فيها صاحب مركز أمني كبير، وأقوم بالانتقام بقسوة ممن لم أستطع الانتصار عليهم في الحقيقة، وبعد الانتهاء من أحلام اليقظة أكون في قمة الغضب والذي يجعلني أنفجر في أول من يكلمني.

لكم أن تتخيلوا مدى تأثير ذلك على بيتي وعلى زوجتي، طبعاً مشاكل ليل مع نهار، وذلك لأبسط الأشياء، فهي تثير أعصابي، وهي عنيدة ولها أسلوب استفزازي، هي ترى أني الوحيد الذي يقول إن أسلوبها مستفز، وعندما تكون بيننا مشاكل بعد أن أصل إلى قمة الغضب أبدأ بشتمها (ولكن ليس بالأب والأم).

هي دائماً تدخل أهلها في مشاكلنا، ونتج عن ذلك مشاكل معهم، وبسببهم حدث الانفصال مرة واحدة.

منذ فترة قصيرة جداً حدث بيننا خلاف على شيء تافه جداً، ولكن وجدت نفسي في قمة غضبٍ لم أشهده من قبل، وطلبتها في تليفون عملها وشتمتها، وذهبت إلى البيت وأخذت أوراقي ولا أعرف ما الذي جعلني آخذ ذهبها، وبعد عودتها واكتشافها الأمر حصلت مشكلة وسبيتها بالأب والأم بعد أن اتهمتني بالسرقة، ورميت الذهب في وجهها وخرجت، (لقد أخذت الذهب إثر مشكلةٍ سابقة، فقد تركت لي الأولاد وذهبت وعانيت معهم لمدة أسبوع)، حضر أهلها ومعهم الشرطة، وبعدها قامت مشاكل بيني وبينهم وصلت إلى الضرب ونحن الآن نعيش كل واحد في شقة لحين الوصول إلى حل.

هل أنا مريض نفسياً؟ هي تريد مني أن أنسى أي غلط من أهلها تجاهي (إن كنت مقاطعهم من الطلاق الأول)، مع العلم أني لا أنسى المواقف التي أتعرض فيها للإهانة ولو بعد 10 سنوات.

أتمنى الإفادة حيث إن بيتي أوشك على الخراب.

وشكراً.


مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

جزاك الله خيراً على سؤالك.
لا أستطيع أن أقول إنك مريض نفسياً، لكن مما لا شك فيه أنك غير مكتمل الصحة النفسية، وتوجد لديك بعض الظواهر التي يمكن أن نرجعها إلى أن شخصيتك تحمل صفات القلق والاندفاعية وسرعة الإثارة والتوتر، وهذه الصفات في الشخصية ربما يكتسبها الإنسان لظروف بيئية وحياتية، أو ربما يكون هنالك نوع من العامل الفطري الوراثي، ومن وصفك ألاحظ أنك أيضاً أصبت بنوع من الاكتئاب النفسي البسيط، مما جعلك تكثر من النوم وتفقد القدرة على مواجهة المشاكل الأسرية، حيث انعدمت عندك القدرة على التكيف والمرونة.

في مثل حالتك ننصح بتناول الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب، حيث وجد أنها تفيد كثيراً، والعلاج المفيد في حالتك هو الدواء المعروف باسم بروزاك، وجرعته هي 20 ملج (كبسولة يومياً) لمدة 4 - 6 أشهر، وبجانب هذا الدواء يوجد دواء آخر يعرف باسم Buspar والجرعة هي 5 ملج صباحاً ومساء، وهذا الدواء يعتبر داعم للبروزاك.

وهناك جوانب أخرى لابد أن تراعيها، وهي أنه بفضل من الله لديك الكثير من الإيجابيات في حياتك، وهذا في حد ذاته يعتبر عاملاً مشجعاً للتغاضي عن الصغائر والنظرة الإيجابية أكثر من التركيز على السلبيات، وهذا سوف يساعدك على مواجهة الأمور بصورة أفضل، أي أنك مطالب بأن تسعى للتغيير خاصة التفكير لديك.

لقد وجد أيضاً أن تمارين الاسترخاء تساعد كثيراً في امتصاص الطاقات في مواجهة الغضب والعصبية، ولا تنسى أن إرشادات السنة النبوية في مواجهة الغضب واضحة فأرجو أن تعمل بها.

وبالله التوفيق.




أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1558 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3852 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2453 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1214 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2187 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ