أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : من الأحق في رعاية الفتيات البالغات من الأبوين بعد الطلاق؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ سنة تقريباً وقع الطلاق بين والديّ، وهناك بعض المشاكل، أو الكثير من المشاكل.
لكن سؤالي الآن: هل لي حرية الاختيار بين والدّي؟ أو يكون الحق لأبي في أخذنا؟ لأنني لا أريد الذهاب إلى والدي، وذلك لأسباب عدة، منها: أنه يضربنا، وهنالك أمور كثيرة، لكنني لا أعلم هل المملكة تخير البنات الراشدات، أم تجبرهن على الذهاب لوالدهن؟ بمعنى هل القانون في المملكة يتيح للفتاة أحقية الاختيار، أم تكون إجبارية وتكون الرعاية للأب؟
أنا أبلغ من العمر 20 عاماً، وأختي 16عاماً، ونخاف من أمر الرعاية، هل سنمكث لدى والدتنا أم سيجبروننا أن نذهب إلى والدي؟ نحن قد تأذينا منه كثيراً، لكن لا يوجد أي أدلة أو أي شيء يثبت ذلك.
أتمنى أن تفيدوني؛ لأن هذا الأمر يربكني، ولكم جزيل الشكر والتقدير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أثير الزهر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنَّنا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولاً: نحن نتفهم حديثك وقلقك، خاصة وقد ذكرت أنه يضربكم، ولكن -أختنا الفاضلة- عليك أن تعلمي أن والدك يحبك، وأن الضرب -وإن كنا لا نوافق عليه- لا يدل أبدا على بغضه لكم، وكيف يبغضكم وأنتم غرسه وزرعه؟!! وحبكم في قلبه فطرة فطره الله عليه.
ثانياً: إننا نود منك -أختنا الفاضلة- التفريق بين ما حدث بين والديك وبين علاقتكم به، فهو أبوكم وله عليك حق البر والصلة، وإن أي عقوق تجاهه مهما كان قاسياً عليكم -كما ذكرت- يعد ذنباً، ويحاسبك الله عليه، فقد جاء في الصحيح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قال: (الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس)، وقد حثنا القرآن العظيم على الإحسان إليهما قال تعالى : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه)، وقال -عليه الصلاة والسلام- محذرا كل عاق: (رغم أنف رجل بلغ والداه عنده الكبر أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة).
وقد قال أهل العلم إن حق الوالدين يستمر حتى مع إساءتهما وتقصيرهما في حق الأبناء؛ لأن الله -سبحانه- لم يربط البر بالإحسان، وإنما ربطه بالأبوة حتى ولو كانا مشركين يدعوان ابنهما إلى الشرك بالله والكفر به، فعليه حينئذ أن يصاحبهما بالمعروف، قال سبحانه: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا)، وعليه فينبغي عليك -أختنا- عدم القطيعة مع الوالد، والتواصل معه وبره.
ثالثاً: الحضانة تعني حفظ من لا يستقل بأموره، وتربيته بما يصلحه، وهي شرعاً حقٌّ خالصٌ للأم إن لم تتزوج؛ لما رواه أحمد وأبو داود: عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن امرأةً قالت: يا رسول الله، إن ابني هذا كانت بطني له وعاء، وثديي له سقاء، وحجري له حواء، وإن أباه طلقني وأراد أن ينتزعه مني، فقال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أنت أحق به ما لم تنكحي).
رابعاً: إذا تزوجت الأم كان الأحق بالحضانة الجدة أم الأم، فإن لم تكن على قيد الحياة أو تنازلت عن حقها، اختلف الفقهاء بعد ذلك في ترتيب مستحقي الحضانة، لكنه في الجملة يُقدم النساء على الرجال؛ لأنهن أشفق وأرفق، بل ذكر أهل العلم أن الوالد إذا كان فاسقاً أو زانياً أو لاهياً لا يؤتمن على الأبناء فلا حضانة له.
نسأل الله أن يوفقك لكل خير، والله الموفق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أمي تتدخل في كل شيء ولا أعرف كيف أتصرف! | 1511 | الخميس 13-08-2020 03:18 صـ |
الأب رفض زواج ابنته لأنها متبرجة، ما توجيهكم؟ | 518 | الأربعاء 12-08-2020 02:58 صـ |
هل يلزم زوجي النفقة على أبيه مع أن أباه ميسور؟ | 712 | الثلاثاء 30-06-2020 03:30 مـ |
أبي يظلمنا جميعاً، كيف التعامل معه؟ | 1040 | الأحد 28-06-2020 01:47 مـ |
زوجي أقنعني بإعطاء طفلتي لعمه وندمت، ما الحل؟ | 725 | الأحد 28-06-2020 05:42 صـ |