أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كما تعرف أن الجسم والنفس لا ينفصلان أبدًا، فما يؤثر على هذا يؤثر على ذاك، وهذا كما ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا اشتكى عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)، كذلك إذا اشتكت النفس اشتكى الجسد، وهنالك مجموعة من الأمراض أو الحالات أو الشكاوى الطبية تسمى بالحالات النفسوجسدية، أو الـ (سيكوماتية) بمعنى أن الحالة النفسية خاصة القلق حتى وإن لم يكن قلقًا ظاهرًا، والذي قد يظهر في صور ما نسميها بالقلق المقنع، هذا قد يؤدي إلى أعراض جسدية كثيرة.

وبما أن القلق هو نوع من التوتر في النفس ينعكس هذا، ويؤدي إلى توتر في بعض عضلات الجسم، وأكثر العضلات التي تتأثر هي عضلات الصدر، لذا نجد أن بعض الأشخاص الذين لديهم قلق مقنع، أو حتى ظاهر يأتيهم الشعور بألم في الصدر، وضيق النفس، والوخز في القفص الصدري، ويعتقدون أنه ناشئ من القلب، وهو ليس ناشئًا من القلب أبدًا، هي انقباضات عضلية توترية، والناس تنشغل بموضوع القلب، وبما أن التأثير الإيحائي موجود – وهو مكون نفسي أساسي للقلق – فإن أكثر المناطق تأثرًا هي الصدر كما ذكرنا، يأتي بعدها الرأس، لذا نجد ألم أو الصداع العصبي أو العُصابي كثيرًا، ثم بعد ذلك القولون ينقبض ويؤدي إلى ما يُعرف بالقولون العصبي أو العُصابي.

إذًا -أخي الفاضل الكريم – حالتك هي حالة نفسية، أو نفسوجسدية بسيطة، لا علاقة لها بأمراض القلب أبدًا، والطبيب الذي أكد لك سلامة قلبك هو محق، فيجب أن تقتنع بذلك.

التنميل في اليد اليسرى أيضًا علامة نفسية؛ لأن الذبحات القلبية قد تؤدي إلى تنميل في اليد اليسرى، وهذا الأمر شاع بين الناس، وأصبح هنالك نوع من التماهي، أو التأثير الإيحائي.

انقباضات بسيطة في عضلات اليد اليسرى يعتقد صاحبها أنها دليل على وجود ذبحة قلبية، وهذا ليس صحيحًا.

حالتك – أيها الفاضل الكريم – سيكوماتية، أرجو أن تقتنع بذلك، ومن أسس العلاج الجيدة ممارسة الرياضة، الرياضة تؤدي إلى استرخاءات عضلية، تؤدي إلى إفرازات كيميائية في بعض المرسلات العصبية ومكونات الدماغ التي يُعرف عنها أنها تساعد في ترميم الخلايا الدماغية مما يجعل الإنسان يشعر بالراحة والاسترخاء، ويشعر بالتعافي -إن شاء الله تعالى- فاحرص عليها.

طبق أيضًا تمارين الاسترخاء، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015)، هذه التمارين مفيدة جدًّا، اطلع على هذه الاستشارة وطبق ما بها، ومن جانبي أسأل الله تعالى أن ينفعك بها، وبما أنك تتردد على الطب النفسي يمكن أن يقوم المختص بتدريبك على تمارين الاسترخاء مباشرة، وهذا قطعًا أنفع.

مضادات الاكتئاب نعم لها دور لا شك في ذلك، لكن لا تُكثر من الأدوية، دواء واحد مضاد للاكتئاب مثل الزولفت مثلاً، أو السبرالكس، أو الزيروكسات والذي يعرف في تونس بـ (ديروكسات)، يضاف إليه دواء آخر يعرف باسم (سلبرايد) هذا -إن شاء الله تعالى- يكون مفيدًا جدًّا لك.

أخِي الكريم: طوّر مهاراتك، وأحسن إدارة وقتك، وهذا يؤدي إلى صرف انتباهك -إن شاء الله تعالى- عن هذه الأعراض.

لا تُكثر من التردد على الأطباء.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.