أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالملك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل عندما تتكرر أدوار البرد والزكام والتي يكون فيها انسداد الأنف من أهم أعراضها، ونتيجة هذا الانسداد يقل ويضعف -وفي بعض الأحيان ينعدم- تيار الهواء الداخل إلى الأنف، والذي يحمل معه الروائح المختلفة التي يشمها الإنسان، والتي يتذوق بها الطعام؛ فيقل بذلك عنده حاسة الشم وكذا التذوق.

أغلب ظني أن سبب الانسداد لديك -والذي تقول عليه أنه زكام متكرر- هو بسبب حساسية الأنف، ولذا وصف لك طبيبك المعالج بخاخ رينوكورت، ونتيجة الحساسية تعاني من انسداد مزمن بالأنف؛ مما أثر بالسلب على حاسة الشم والتذوق، وهذا فى مجمله ليس بالأمر الخطير الذي يستحيل علاجه، ولذا يجب أن يبدأ العلاج لديك بمعالجة سبب الانسداد وهو حساسية الأنف، فيجب البعد عن مهيجات الحساسية، وأشهرها التراب، والدخان، والعطور، والبخور، والمناديل المعطرة، ومعطرات الجو، والمنظفات الصناعية، والمبيدات الحشرية، ووبر الصوف والغنم، وزغب الطيور، ورائحة الطلاء والوقود، وبعض المأكولات، مثل: البيض، والسمك، والموز، والفراولة، والمانجو، والشيكولاتة، والحليب، وغيرها من المهيجات، والتي تتفاوت من شخص لآخر، وكذلك بتناول مضادات الهيستامين مثل: حبوب كلارا أو كلاريتين حبة كل مساء، مع استخدام بخاخ فلوكسيناز مرة يوميًا، أو رينوكورت أو رينوكلينيل مرتين يوميًا؛ للتغلب على أعراض حساسية الأنف.

أما عن قولك: بأنك أصبحت مزاجيًا وحاد الطباع وقليل الصبر، أو أصبحت أكثر شراهة للأكل؛ مما أدى إلى زيادة وزنك. فكل ذلك ليس له علاقة بحساسية الأنف وانسدادها، وفقدان حاسة الشم والتذوق، وإنما يجب أن يكون لك إرادة قوية؛ لتجبر نفسك على الصبر واتساع صدرك وحلمك، وأن تتحلى بصفات نبيك وحبيبك محمد -صلى الله عليه وسلم- في سعة صدره وحلمه وحسن خلقه.

والله الموفق لما فيه الخير والسداد، فإنه ولي ذلك والقادر عليه.