أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : لماذا تأتيني الأمراض النفسية وكأنها حقيقية؟
السلام عليكم
أنا شاب بعمر 36سنة، تعرضت لأزمة مالية منذ ثلاث سنوات، وبدأت معاناتي مع المرض، أصبحت أشعر بضيق في حياتي، وأمراض بجسدي متنقلة بين رأسي وقلبي، وسائر أجزاء جسدي، مع مزاج سيء جدا، ولا أشعر بأي نوع من الراحة، ولا السعادة، ووجه شاحب مائل إلى الاصفرار، أصبحت أفكر بأني سأموت بأي لحظة.
ذهبت إلى جميع أنواع الأطباء، وعملت تحاليل وتخطيطا للقلب وايكو للقلب، أيضا عملت رنينا مغناطيسيا للرأس والرقبة، -والحمد لله- لم يشاهد أي مرض عضوي، وأنا بحيرة كبيرة؛ لأن الأمراض أشعر بها ولكن لا وجود لها، وذهبت إلى عدة أطباء نفسيين، قالوا لي: معك هلع نفسي، والآخر قال: نفسو جسدية، وآخرهم قال: توهم مرضي!
أخذت أدوية كثيرة، منها (فالدوكسان) وبعدها (بروزياك وميرتا زيبام ودوجميل) والآن آخذ (سيبرولكس) وكنت آخذ معه (ديناكسيت).
سافرت إلى السويد ولم يعد موجودا (ديناكسيت) بأوروبا، لأنهم توقفوا عن تصنيعه، وقالوا خذ (سيبرولكس) نصف حبة باليوم، يعني 5 ميلجرام باليوم، وأعطوني (اتركس25) ثلاث مرات بالأسبوع، وأنا على السيبرولكيس منذ 6 أشهر، وأرتاح يوما وأنتكس أسبوعا!
حياتي في جحيم، والأمراض العضوية تزداد عندي، وكأنها حقيقية، والآن من جديد أشعر بأشياء تلمع برأسي، لكن لا يوجد ألم، وكأنها عروق تتحرك، وقلبي بشكل دائم أشعر فيه بوخز، تأتي وتذهب.
ولماذا تأتيني هذه الأمراض وكأنها حقيقية؟ وهل التفكير الكثير يسبب مرضا بالمخ؟ ساعدوني لأصل إلى الحل، وأشفى بإرادة الله، ثم لديكم.
الموقع رائع وأتمنى لكم النجاح الدائم، وأرجو أن يتقبل الدكتور محمد عبد العليم شكري وامتناني، وأن يتحملني لطول رسالتي، لكم كل التقدير، والاحترام والدعاء والشكر، جزاكم الله كل الخير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ feras حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك لك ثقتك في إسلام ويب، وأسأل الله تعالى أن يجعل لك إقامة طيبة وآمنة في السويد.
أخي الكريم: كثير من الناس تأتيهم أعراض يسميها بعض الأطباء بالمراء المرضي، وأنا لا أريد أن أستعمل كلمة التوهم، لأنها حقيقة مُخزية بعض الشيء للإنسان ومقللة من قيمته، والذي يشتكي لا يتوهم، إنما لديه شكوى قد لا يكون لها أساس عضوي، وقد تلعب العوامل النفسية فيها دورًا، حتى وإن لم تكن هذه العوامل النفسية ظاهرة.
المسمى الآخر لتعدد الأعراض الجسدية وأن يكون الإنسان منشغلاً به، وأن تأتيه بعض الأفكار الاستحواذية الملحة أنه ربما يكون مصابًا بمرض عضوي خطير.
أخي الكريم: هذا هو المراء المرضي أو ما يمكن أن نسميه بالتجسيد، وهنالك إجماع تام بين الكثير من علماء النفس المعتبرين أن المراء المرضي أو التجسيد هو من مكافآت أو من معادلات أو متوازيات الاكتئاب النفسي، يعني يجب أن يُعالج حسب ما يُعالج الاكتئاب النفسي، وهذا يعني تناول مضادات الاكتئاب بجرعات محترمة.
السبرالكس والذي يعرف علميًا باسم (إستالوبرام) من الأدوية الممتازة جدًّا في هذا السياق، لكن يجب أن تصل جرعته إلى عشرين مليجرامًا في اليوم.
مضاد الاكتئاب البديل للسبرالكس هو الـ (سيمبالتا) أو يعرف بالـ (ديولكستين) هذا أيضًا دواء رائع جدًّا لعلاج مثل هذه الحالة، يُضاف إليه دواء آخر يعرف باسم (سوليان) أو (إيمسلبرايد).
إذًا إما أن تتناول السبرالكس مع السوليان، أو السيمبالتا مع السوليان، كلاها أدوية جيدة وفاعلة، وحتى الأدوية التي تتناولها الآن أدوية جيدة أيضًا، هذا من ناحية العلاج الدوائي، ولا تتوف عن الدواء، تناوله لمدة سنتين أو ثلاثة على الأقل، حتى وإن لم تظهر نتائج إيجابية في بداية الأمر، سوف تظهر في وقت لاحق، وفي ذاك الوقت الدواء يمنع تدهورك.
نأتِي بعد ذلك للعلاج المهم وهو تغيير نمط الحياة، وهذا يتطلب منك ممارسة متواصلة للرياضة، أي نوع من الرياضة.
أخي (فارس) اتضح الآن وبما لا يدع مجالاً للشك أن هنالك مادة تسمى (BDNF) هذه المادة هي التي تؤدي إلى نمو وترميم وتثبيت خلايا الدماغ بصورة إيجابية جدًّا مما يزيل الاكتئاب ويعطي الإنسان الشعور بالحيوية، وسبحان الله العظيم هذه المادة لا تُفرز إلا في حالة ممارسة الرياضة، أو في الصيام، وقد اطلعت على أبحاث حديثة تُشير أن الصيام من الفعاليات المفيدة جدًّا لتنشيط مادة الـ (BDNF)، نعمة عظيمة.
الأمر الثاني – أخي الكريم – هو: أن تكون مرتِّبًا ومديرًا لنفسك ولزمنك، هذا مهم جدًّا، وقت للنوم، والنوم المبكر هو الأفضل، وقت للرياضة، وقت للعمل، وقت للدراسة، وقت للعبادة، وقت للترفيه عن النفس، وقت للاطلاع المعرفي غير الأكاديمي، وهكذا.
هذا - أخي الكريم – يصرف انتباهك تمامًا عن هذه الأعراض.
النقطة الأخيرة هي: لا أريدك أبدًا أن تتنقل بين الأطباء، اعرف أن الفكرة سوف تكون مُلحة عليك، لا تذهب أبدًا، لكن رتب لنفسك أن تبنِي علاقة ممتازة مع طبيب مثل طبيب الأسرة، والسويد هي من أفضل الدول في الخدمات الطبية والعناية بالبشر.
زر طبيبك مرة كل ثلاثة أشهر مثلاً، من أجل الفحوصات العادية الروتينية، هذا يبعث فيك طمأنينة - إن شاء الله تعالى - .
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
وسواس الموت سبب لي العديد من الأمراض، فكيف أتخلص منه؟ | 2863 | الثلاثاء 21-07-2020 03:16 صـ |
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ | 2789 | الأحد 19-07-2020 07:11 صـ |
كرهت حياتي والناس كرهوني بسبب تبلد مشاعري.. أريد حلا | 1083 | الخميس 16-07-2020 02:42 صـ |
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. | 2125 | الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ |
أشعر بعدة أعراض ولا أعرف هل هي نفسية أم جسدية أو روحية؟ | 1569 | الأربعاء 15-07-2020 03:36 صـ |