أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أعاني من الوساوس القهرية فما العلاج المناسب لها؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ10 أعوام وتحديدًا عام 2004 حدثت لي أشياء غريبة كنت أجهلها، وهي أني كنت أمشي للأمام ثم أرجع للخلف؛ ظنًا مني أني قد مشيت على ورقة بها قرآن أو على خبز أو أرز، وأنا متأكد أنه لا يوجد شيء على الأرض، ثم تطور الأمر إلى أني كنت أشعل المصباح ثم أطفئه، وأصعد على السرير ثم أنزل، وأفتح الباب وأغلقه، وأتأكد من أشياء كثيرة جداً.

كنت إذا صليت أو قرأت قرآنًا أكرر الكلمات، وكنت أخلع ملابسي وألبسها عدة مرات وإذا رأيت منظرًا مثيرًا في التلفاز تأتي على خيالي ناس أقاربي أو جيراني، ثم من توتري كنت لا أستثير، وذهبت في ذلك العام أكشف عند طبيب نفساني؛ فأعطاني أدوية وتناولت أول جرعة ثم نمت، ورميت العلاج ولم أكمله؛ لأني لا أحب الأدوية التي تحدث آثارًا جانبية، ومع ذلك كنت متعايشًا مع هذه الحالة وارتحت عندما عرفت أنها وسواس، وقرأت عنه كثيرًا جدًا حتى أصبحت تقريبًا مثقفًا في هذا الموضوع.

مرت 10 أعوام وفي هذا العام 2014 في رمضان بدأت أحلم بأناس أموات وكنت أخاف جدًا ثم حلمت بأشياء أخرى، فحدثت فخفت أكثر، وقل معدل نومي، وأصبت بأرق وشرود ذهن مستمر بسبب التفكير في هذه الأحلام، وهل تحدث أم لا؟ وأصبحت قلقًا وعندي ملل وخوف من المستقبل، وعدم سعادة وراحة، وعندما أفكر بأشياء مفرحة أو أشغل بالي بشيء آخر تذهب هذه الحالة وأرتاح، وسرعان ما تعود.

أصبح جسدي شغلي الشاغل، أراقب نفسي ودقات قلبي ومنظر يدي وقدمي، وأقيس وزني، كل هذه الأشياء باستمرار، وإذا ركبت سيارة ومشت بسرعة أنظر للطريق وقلبي ينبض بسرعة، وأخاف من أن تحدث حادثة، وغيرها من الأشياء.

كشفت مرة ثانية منذ 3 أشهر بعد رمضان الفائت، ثم قالت لي الدكتورة: إني أعاني من حالة وسواس قهري شديدة، ويجب أن أتعالج من خمس سنوات فاتت، فكتبت لي أدوية أنابرامين، واريببرازول، وكوجنتول، وسيرباس، وكالميبام، ثم اشتريتهم عدا كالميبام؛ لأني قرأت أشياء كثيرة عن أعراضه؛ فقلقت جدًا وقررت ألا أشتريه، وعندما تناولت انابرامين 75 مج نصف حبة، واريببرازول 10 مج حبة، وكوجنتول 2 مج نصف حبة؛ جسمي تصبب عرقًا والنعاس غلبني ولكن ضغطت على نفسي، ولم أنم وخفت، وكنت على وشك القيء، ثم قررت أن لا أتناول هذا الدواء.

المهم ما تشخيص حالتي وما العلاج المناسب لها؟ وهل يمكن أن أتناول سبرالكس؟ وإذا كان ممكناً فما مميزاته واستخداماته؟ وما آثاره الجانبية؟ وما الجرعة التدريجية الممتازة التي أتناولها بحيث -بإذن الله- تعالج الحالة ولا يحدث انتكاسة؟ وما التحاليل التي أجريها أولاً حتى أتأكد أنه لا يوجد شيء عضوي يسبب هذه الأعراض؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يجب أن نتفق أنك بالفعل تعاني من وساوس قهرية. وساوسك وساوس أفكار تعقبه أفعال، وهي وساوس متشعبة ومطبقة بعض الشيء لكن يمكن علاجها. نحن دائمًا نقول أن التدخل المبكر –أي تدخل العلاج الذي يكون في بدايات المرض– دائمًا يؤدي إلى نتائج رائعة، لكن حتى بالنسبة للذين يتأخرون في التقدم لطلب العلاج والمساعدة يمكن مساعدتهم بشرط الالتزام بالآليات العلاجية.

أيها الفاضل الكريم: الوسواس يحقَّر، والوسواس لا يُناقش، بل يتم الاستخفاف به، وألا تتبعه أبدًا، وأن تبني على اليقين مهما كان الفكر مستحوذًا عليك ومُلحًّا عليك.

الوسواس -أيضًا- تصبح أكثر هشاشة إذا قلل الإنسان من قلقه، وذلك من خلال ممارسة تمارين الاسترخاء، فيا أخي الكريم: إسلام ويب أعدت استشارة حول هذه التمارين، أرجو أن تطلع على هذه الاستشارة وتطبق هذه التمارين كما أوردناها، ورقم الاستشارة هي (2136015).

بالنسبة للعلاجات الأخرى هي علاجات تأهيلية: العمل مهم وضروري، وأنت ذكرت أنك لا تعمل، فيا أيها الفاضل الكريم: يجب أن تعمل؛ لأن العمل يجعل شخصيتك أكثر ترابطًا وانفتاحًا وتتطور مهاراتك، فلا تعطي مجالاً أبدًا للفراغ من خلال العمل، فالعمل إضافة إيجابية حقيقية مطلوبة في حالتك حتى لعلاج وساوسك.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي: الأدوية التي صُرفت لك هي أدوية ممتازة، لكن يظهر أن الجرعات كانت كبيرة بعض الشيء، وإن كانت سليمة، لكن البدايات دائمًا تكون صعبة لبعض الناس، أي تحمل الدواء.

الدواء ضروري جدًّا، لأن الدواء حقيقة يؤدي إلى تعديل وتنظيم كيمياء الدماغ التي كثيرًا ما تكون مضطربة في أثناء الوساوس القهرية.

أنا أريدك أن تستعمل دواء واحداً، وهو الفلوكستين، والذي يسمى (بروزاك) وفي مصر يوجد منتج يسمى (فلوزاك) ممتاز، وسعره معقول جدًّا، ابدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة عشرون مليجرامًا، تناولها بعد الأكل، استمر عليها لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم، يمكنك أن تتناولها كجرعة واحدة. هذه الجرعة بسيطة جدًّا، استمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها ثلاث كبسولات في اليوم –أي ستين مليجرامًا– تناول كبسولة في الصباح وكبسولتين ليلاً، استمر على هذه الجرعة بالتزام وبانضباط لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها كبسولتين في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة واحدة كل يوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم اجعلها كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء (فلوزاك) من الأدوية الممتازة، وغير إدماني، ويعرف عنه أنه بالفعل يقهر الوساوس القهرية، وفي ذات الوقت يُمهّد للإنسان ليكون أكثر ارتياحًا وأقل قلقًا، مما يُتيح لك التطبيق الجيد والملتزم للعلاجات السلوكية والتي هي الداعم الحقيقي للعلاج الدوائي في نفس الوقت.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
صديقي ومشكلته مع الوسواس 1753 الثلاثاء 11-08-2020 12:39 صـ
تراودني أفكار وساوس قهرية حول نفسي، فما العمل؟ 975 الأحد 09-08-2020 02:33 صـ
أعاني من وسواس قهري حتى في العبادات، ما الحل؟ 932 الأحد 09-08-2020 05:28 صـ
أعاني من وسوسة بمرض أصاب أحد أقربائي، كيف الخلاص من ذلك؟ 2016 الأربعاء 22-07-2020 04:15 صـ
لدي أفكار ووساوس غريبة، فهل أتجاهلها أم أصدقها؟ 2690 الأحد 19-07-2020 03:25 صـ