أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أصابتني حالة فأثرت على حياتي الدراسية والاجتماعية

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

بسم الله
كنت طالباً بكلية هندسة; درست بها للفرقة الثالثة وفصلت؛ لتكرار الرسوب، لي أسرة ريفية كثيرة الخلافات الزوجية، أنا رقم 4 من 6 أبناء.

كنت نشيطًا مرحًا ذكياً سريع البديهة، متفوقًا دراسيًا -ثاني المدرسة في الابتدائية- والعاشر على المدرسة في الإعدادية، وكنت في فصل المتفوقين في الثانوية، لبق وجريء، متدين ورياضي، أمارس معظم الرياضات بمهارة: كرة قدم، سلة، طائرة، شطرنج، تنس طاولة، اجتماعي مع بعض الخجل والحساسية، وسرعة البكاء والارتباك منذ صغري.

بدأ مرضي وأنا في سن15 مع بداية الصف الثاني الثانوي، بدأت أشعر بانخفاض تدريجي طفيف في مستواي الذهني والدراسي بدون أي سبب، ثم تأرجح مستواي الذهني والدراسي، أحيانًا أكون في منتهى البلادة في أبسط الأسئلة، وأحياناً في قمة الذكاء، مع شعور بالوحدة لافتقادي أخي الأكبر الذي دخل الجيش ضابطاً، وافتقادي زملائي القدامى، وعدم تكيفي مع زملاء الفصل الجديد.

أعاني من نسيان ما أذاكره عدة مرات، وصعوبة في التذكر -زهايمر- وصداع شديد في الرأس.
في نصف العام الدراسي يناير 1997والدتي -48 عاماً- وبدون أسباب مرضت نفسيًا، وتدريجيًا بدأت لا تأكل 3 أيام، ولا تنام، وبدأت تمرض، وتتكلم كثيرًا، وتضحك وتقول أسراراً و...، بدأت تشتم وتضرب وتصيح، وترقص وتغني.

تأثرت بحالتها جدًا وظللت أبكي كثيرًا وبدأت أهمل مذاكرتي، وأذهب للعب؛ لأخرج من حالتي النفسية، ولكن حتى اللعب لم أعد أستمتع به، ولم أستطع أن ألعب أصلاً كأني نسيت اللعب، ومرتبك تائه، غير مركز، ومرهق تعبان مجهد، وصداع، ولا أنام جيداً، صرت أنسى كثيرًا، وعندي سرحان لمدة 4 شهور على هذه الحال.

بدأت أمي تتعافى بفضل الجلسات الكهربية عند دكتور مخ وأعصاب، وأما أنا فكل الأطباء، والتحاليل، تشير إلى أني سليم عضويًا، انتهت 3 ثانوي ومجموعي 93% ، وكنت في منتهى الحزن؛ لضعف مجموعي، وعدم تفوقي وتأخري عن زملائي.

دخلت كلية هندسة وأنا أعاني من انقلاب دورة النوم أنام فجرًا، وأستيقظ ظهراً أو الساعة 10 أو 11، وبالتالي كان يفوتني كثير من المحاضرات (والسكاشن) ودرجات أعمال السنة، وأنام أثناء المحاضرات، وأفقد التركيز والمتابعة أثناء الشرح.

ملاحظة: دواء أنافرانيل في أول ثلاثة أيام أخذته فنمت باسترخاء وعمق، وضبط في عدد ساعات النوم، واستيقظت في اليوم التالي صباحاً بنشاط، ولكن بعد 3 أيام زال تأثير الدواء، ولم تكن له نفس نتيجة الأيام الأولى.

حياتي غير منتظمة، ولا أستطيع أن أعيش أو أنجز أي خطوة للأمام أو أثبت نفسي في أي عمل ولو بسيط بسبب الإجهاد البدني والذهني، والسرحان والشرود، وتعكر المزاج.

أعاني من الآتي:
1- رغبة للنوم العميق.
2- غالبًا سرحان وشرود ونسيان وصعوبة في التذكر واستدعاء المعلومات، وغالبًا صداع وإجهاد ذهني شديد، وذهني مشتت تائه، مزاجي متقلب، أحيانًا أحس أن مزاجي جيد ورائق، ثم بعد دقائق يتعكر المزاج بدون سبب، وغالبًا توتر وارتباك وعدم تركيز، ولا أسيطر على حركات يدي ورجلي عندما أعمل شيئا وخصوصاً وسط الناس.
3- غالبًا خائف مرتبك ومتردد، وشعور بالوحدة والانطواء، وأتلعثم في الكلام، وبصدري خوف ورهبة، وهجرت هواياتي وأصدقائي... إلخ، أشعر بالجوع مع فقدان الشهية، أو أحياناً شراهة الأكل، وعندي إمساك وغازات، وبرودة الأطراف وركبي - سايبة - من الرهبة وأشعر بدوخة ودوار أحيانًا، زهق عصبية، لا أكاد أخرج من البيت.
4- دائمًا أشعر بضيق ونار بالصدر، ولا أتنفس بعمق، نظراتي حائرة خائفة، احمرار بالعين وزغللة، ودائمًا وجهي شاحب وصوتي خافت. لا أحس بشد عضلات الرأس والرقبة، وكل عضلات الجسم، ونبض بكل الجسم مع رعشة -كالصعقة الكهربية- عند بداية النوم، وأشكو من أحلام يقظة جنسية وانتصاب كثير.

الحمد لله أنا ملتزم وأحافظ على الفجر، والصلوات، والقرآن والأذكار إلى حد ما.

أفضل الأدوية التي تناولتها متفرقة: كلوزابين حسن قدرتي الذهنية جدًا، والتركيز والانتباه والإدراك في الأيام الأولى من تناوله، ثم فقد تأثيره.
-أنافرانيل حسن قدرتي على النوم بعمق واسترخاء، وضبط ساعات النوم، وأستيقظ نشيطًا صباحاً في الأيام الأولى من تناوله، ثم فقد تأثيره.
- طبعًا فلوزاك40ملجم.

هل يمكن تناول الأدوية الثلاثة معًا؟ ليتك تجيبني؛ لأني تعبان جدًا، ولا أستطيع العمل، وبدأت في تناول الفلوزاك.

وجزاك الله خيرًا.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هيثم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت لديك بعض التقلبات المزاجية، وأداء الإنسان يتحسن مع حسن مزاجه، وقد يهبط مع سوء مزاجه، وهذا هو الذي ساهم في التذبذب والتدهور في مستواك الدراسي، وقطعًا قد تكون هنالك عوامل أخرى، منها عدم استشعار قيمة العلم، وظروفك الحياتية المحيطة بك. هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: أرى أن الخوف من الفشل هو الذي يجعلك تحسُّ بالإحباط، وهو الذي يقوي ما يمكن أن نسميه بالقطب الاكتئابي الوجداني لديك.

لا شك أن وجود مرض نفسي أو ذهاني أساسي لوالدتك هو أمر لا يمكن تجاهله من الناحية الجينية، وكذلك من الناحية الاجتماعية. حالتها تحسَّنت بفضل الله تعالى بعد الجلسات الكهربائية، والمهم بالنسبة لها قطعًا المتابعة العلاجية، وإن شاء الله تظل في وضع مستقر.

بالنسبة لك –أيها الفاضل الكريم– أرجو ألا تخاف من الفشل، هذا هو المهم والضروري جدًّا، الفشل في جميع المرافق الحياتية: التعليم، التواصل، تطوير الذات، لأن الخوف من الفشل هو الذي يؤدي إلى الفشل، ولا تتبع فكرك السلبي ولا مشاعرك السلبية، احكم على نفسك بأعمالك، لذا كن منضبطًا في إدارة وقتك، وهذا يُرتِّب نومك بصورة جيدة، فاحرص أن تكون شخصًا فاعلاً، ولا تكن مرتبكًا، ولا تكن خائفًا، وتواصل اجتماعيًا مع الناس، ومارس الرياضة، أهدافك يجب أن تكون واضحة وجليَّة، وتضع الوسائل والآليات التي توصلك لهذه الأهداف.

كل الأعراض التي ذكرتها ناتجة من الشعور بالإحباط. أنت لديك طاقات عظيمة، طاقات نفسية، طاقات جسدية، أنت في العمر الذي يمكن أن نسميه فورة الشباب، وهذه فترة لا بد للإنسان أن يستفيد منها، فلا تضيع أيامك أبدًا، استمتع بحياتك الأسرية وحياتك الاجتماعية، وعلى محيط العمل طوّر نفسك، حتى وإن فاتك شيء في الدراسة الأكاديمية فهنالك دراسات غير أكاديمية، لا تقل أهمية ومنفعة للكثير من الدراسات الأكاديمية، فاحرص على ذلك.

وبالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أرى أن عقار فلوزاك دواء ممتاز. لا داعي للإكثار من الأدوية. كلوزابين الذي أعطي لك قطعًا لتحسين النوم لابد أن تكون الجرعة صغيرة، لأن الكلوزابين دواء له خواص معينة، ويستعمل بصورة خاصة جدًّا، فلا داعي –من وجهة نظري– لتناوله، إنما تناول الفلوزاك بجرعة أربعين مليجرامًا، كن ملتزمًا بالدواء في وقته؛ حتى يتم البناء الكيميائي الصحيح، والذي سوف يساعدك كثيرًا بإذن الله تعالى.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني من الخوف من كل شيء، فما الحل؟ 2827 الأربعاء 15-07-2020 01:50 صـ
أقلق من الأدوية وأعاني من رهاب الخلاء 638 الأحد 28-06-2020 05:28 صـ
أشعر بدوخة وخوف عند الخروج من المنزل بشكل هيستيري. 4394 الأحد 28-06-2020 04:01 صـ
أعاني من الإحباط وأكثر من التأجيل، ما العلاج برأيكم؟ 1064 الثلاثاء 16-06-2020 02:21 صـ
أشعر ببعض الوساوس فأصاب ببعض الأعراض، فما نصيحتكم لي؟ 1231 الأحد 14-06-2020 04:59 صـ