أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة لعلاج الوساوس القهرية والاكتئاب: مدة العلاج كثيرًا ما يصعب تحديدها، والوسيلة الوحيدة لتحديدها هي المتابعة مع الطبيب.

وبصفة عامة نقول: إن التجربة العلاجية الأولى –أي إذا كان الإنسان يواجه نوبته الأولى من هذه الحالات– ففترة ستة أشهر إلى سنة على الدواء يمكن أن تكون كافية.

أما إذا حصلت انتكاسات، أو الإنسان كان يعاني من نوبات مماثلة سابقة؛ فيجب أن تكون مدة العلاج الدوائي أطول، تمتدُّ من ثلاث إلى خمس سنوات، ومراحل العلاج هي الجرعة التمهيدية، ثم الجرعة العلاجية، ثم بعد ذلك جرعة الوقاية والتوقف التدريجي عن الدواء.

الأنفرانيل: دواء فاعل جدًّا لعلاج الوساوس، بل هو أول دواء لعلاج الوساوس القهرية، وهو في الأصل مضاد للاكتئاب، كما أنه مفيد للرهاب.

جرعة مائة وخمسين مليجراماً هي جرعة ممتازة جدًّا، ما دمت قد تحملت آثارها الجانبية، فهذا أمر طيب وجميل، وأنا أرى أن تستمر على هذه الجرعة على الأقل لمدة ستة أشهر، بعد ذلك يمكنك أن تنقص الدواء تدريجياً بأن تقلل خمسة وعشرين مليجراماً كل أسبوع، وحين تصل إلى خمسين مليجرامًا تناولها ليلاً لمدة شهر، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجراماً ليلاً لمدة شهر آخر، ثم خمسة وعشرين مليجراماً يوماً بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر. هذه هي الطريقة الصحيحة أيها الفاضل الكريم.

الإكثار من الجرعة لا يقلل من مدة العلاج، الذي يقلل من مدة العلاج، أو يمنع الانتكاسات هي المجاهدات والتطبيقات السلوكية المطلوبة لعلاج هذه الحالات، والحرص دائماً على التفكير والأداء الإيجابي، هذا مهم جدًّا -أيها الفاضل الكريم- كداعم أساسي للعلاج.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.