أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتصور أن ما تعاني منه ابنتك الكريمة –حفظها الله- هو نوع من أنواع الأرتيكاريا التلامسية غير المناعية, وهو نوع غير شائع من أنواع الأرتيكاريا، وربما يكون المسبب لحدوث تلك المشكلة هو التلامس مع بعض المواد الحافظة المضافة لتلك الأنواع من الأغذية، وفي أحوال كثيرة يكون السبب واضحا ولا يحتاج إلى فحوصات حساسية، ويكون تجربة المسبب المتوقع مرة أخرى هي الوسيلة الحقيقية للتأكد من نوع المسبب، ولا يمكن التكهن بأنواع المسببات للأرتيكاريا مسبقاً.

يوجد نوع آخر من الأرتيكاريا التلامسية مناعي، وفي الغالب يصيب مرضى الأكزيما التابية، وهذا النوع لا يظهر فجأة مثل ما حدث مع ابنتك الكريمة -حفظها الله-، ويحتاج المريض للتعرض للمسبب عدة مرات حتى تحدث الحساسية، وفي ذلك النوع يمكن عمل اختبارات التحسس المعروفة ب RAST، واختبارات الحقن الجلدي Skin prick test.

يجب أن تكوني حذرة؛ لأن مشكلة الأرتيكاريا بالإضافة إلى أنها تصيب الجلد, من الممكن أن تكون مصحوبة بإصابات داخلية بالأنسجة المخاطية المبطنة للحنجرة والأمعاء, ويشتكي المريض من ضيق في التنفس, واضطرابات, وألم في البطن، وفي بعض الحالات إذا كانت الإصابة واسعة الانتشار فذلك يؤدي إلى انخفاض في ضغط الدم، وهبوط في الدورة الدموية يؤدي إلى حدوث غيبوبة، تعرف علميا بـ Anaphylaxis or anaphylactic shock، ويجب أن يكون المريض في تلك الأحوال على علم بالمستشفيات القريبة منه، ومن الممكن أن يعطي طبيب الطوارئ أو الطبيب المعالج علاجاً جاهزاً على هيئة قلم للحقن تحت الجلد، في حالات الطوارئ الحادة التي يوجد بها اختناق أو هبوط بالدورة الدموية (e.g. an EpiPen™).

لذلك أنصح بالذهاب إلى الطبيب لتقييم الحالة، والتأكد أن ما حدث هو أرتيكاريا تلامسية، وليس أكزيما تلامسية، حيث أن الأرتيكاريا تختفي بعد عدة ساعات في أحوال كثيرة، وإعطائك التعليمات اللازمة لعمل الاختبارات اللازمة، ويجب عمل اختبار تجربة نوع الأكل مرة أخرى تحت إشراف طبيب، وفي مستشفى مجهز بالأدوات والعلاجات اللازمة، إذا حدث تفاعل شديد كما ذكرت في الفقرة السابقة.

وفقك الله وحفظ ابنتك من كل سوء.