أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : خدعني رجل وعائلته للزواج منه وطلقني بعد أن استغلني ماديا وجسديا

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم

أود شكركم أولا على أسلوبكم الراقي في التعامل معنا ومع استشاراتنا، جزيتم خيرا، فأنا شديدة الامتنان لكم فلم تترددوا يوما في نصحنا وإرشادنا، لا أملك سوى أن أقول بارك الله لكم في علمكم وعملكم وأعماركم، وندعو ربنا الرحمن أن يرزقنا وإياكم الفردوس الأعلى، وأن يجمعنا مع الحبيب المصطفى في مقعد صدق عند مليك مقتدر، آمين.

أرجو منكم أن تدلوني على الطريق الصحيح، مضت 10 شهور على طلاقي بعد زواج دام 5 شهور و 5 شهور خطبة، فأنا ألوم نفسي كثيرا لأنني كنت مترددة كثيرا جدا في الزواج منه، ففي الليلة التي تقدم فيها لخطبتي رأيت حلما كأن صديقتي المطلقة أعطتني ثوبا أسود فلبسته، وكانت هناك أحداث كثيرة في الحلم وقعت في الواقع في اليوم الذي يلي الحلم تقدم لي هذا الشاب، لم يغب عني أبدا ذاك الحلم، لا أعلم فقد أعطاني الله إشارات كثيرة حتى لا أوافق، إضافة إلى أخلاقه وما حكاه لي عن ماضيه، كما طلب مني أن لا ننجب إلا بعد سنوات، ففسخت خطبتي منه أكثر من مرة خوفا من نيته الخفية، لكن إصرار أهله ذهابا وإيابا ووعدهم لي بتغير حاله جعلاني أغير رأيي، لكنه غرني بتوبته وبصلاته.

بعد زواجي منه تبين لي أن كل ذلك كان كذبا، لمست ضعف دينه فقد كان يريد المعاشرة في الدبر، وكان يحكي لي كل ليلة عن لياليه الحمراء وعن زناه، الله وحده يعلم أني حاولت معه كثيرا على أن يصلي ويتوب، قدمت تنازلات كثيرة لأحافظ على بيتي دون جدوى، طالبني بمساعدته في قضاء دينه لأني موظفة ففعلت، وأشياء كثيرة، تبين لي أنه تزوج طمعا براتبي، فبعد كل ما فعلت وبعد أن فتح الله عليه بقرض ساعدته بمالي للحصول عليه وأصبح غنيا طلقني مباشرة، لأنه لم يعد بحاجة لي، ولأن جسمي لم يعجبه لنحافتي نوعا ما ولصغر حجم صدري، هل كل ما فعله بي هو ظلم؟ أدعو عليه وأهله كل ثانية لما فعلوه بي، ولاستغلالهم لنيتي الصادقة معهم، حسبي الله ونعم الوكيل، لا أستطيع مسامحتهم فهم قد تكالبوا علي وضيعوا لي حياتي، كل هذا من أجل المال.

عائلته كانت تعلم بنيته المبيتة، كانوا يعلمون أنه يريد تطليقي بعد حصوله على ما يريد كلما أتذكر هذا يذوب قلبي وينفطر، أتحسر كيف وافقت عليه؟ وكيف لم أستمع لقلبي وإحساسي ولما أراني ربي من إشارات؟ وهل هذا الأمر كان قدرا مكتوبا علي ليس لي يد فيه؟ أم أنا من تسببت في هذا الطلاق لنفسي؟ وهل ما أنا فيه ابتلاء من ربي؟ هل أؤجر عليه؟ ربي أعلم أنني حاولت أن أهرب من هذا الزواج لما رأيته في الحلم إلا أن هناك شيئا كان يجذبني، هل هو القدر وحكمة الله المطلقة جرت بهذا القدر أن يقع؟

عذرا لإطالتي.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ hanine حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يعوضك خيرًا عمَّا فقدت، وأن يمُنَّ عليك بخير عوض، وأن يُسعدك في الدنيا والآخرة، وأن يُكرمك بزوج صالحٍ طيبٍ مباركٍ يكون عونًا لك على طاعته ورضاه.

وبخصوص ما ورد في رسالتك – أختي الكريمة الفاضلة –، فإنه مما لا شك فيه أن التجربة التي مررت بها تجربة قاسية للغاية، وأن هؤلاء القوم قد خدعوك فعلاً، ولكن من فضل الله تعالى ورحمته أن الله تبارك وتعالى أولاً حليم لا يعجز، ثانيًا: يعلم السر وأخفى، ثالثًا: لا يحب الظلم، رابعًا: لعن الظالمين، خامسًا: حرم الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرَّمًا، وقال سبحانه: {ولا تحسبنَّ الله غافلاً عمَّا يعمل الظالمون * إنما يُؤخرهم ليومٍ تشخصُ فيه الأبصار * مهطعين مُقنعي رؤوسهم لا يرتدُّ إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء}.

ولذلك أقول لك - أختي الكريمة -: صبرًا، صبرًا فعمَّا قريب سوف ترين آيات الله تبارك وتعالى التي يتعجب منها الخلائق، وهؤلاء الناس قد يأتيهم وقت يتمنون فيه الموت فلا يجدونه، لأن الله تبارك وتعالى لا يُحب الظلم ولا يحب الظالمين، وهذا الذي حدث مما لا شك فيه بقدر الله تبارك وتعالى وترتيبه، لأنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله، وهو نوع من الابتلاء لك، شاء الله تبارك وتعالى أن تتعرضي له في الحياة، وهو ليس نوعًا من الانتقام من الله تبارك وتعالى منك - عياذًا بالله تعالى -، وإنما هو نوع من الابتلاء لمحبة الله تبارك وتعالى لك، حيث إن النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم – قال: (إذا أحب الله عبدًا ابتلاه) وقال صلى الله عليه وسلم: (من يُرد الله به خيرًا يُصب منه).

واحمدي الله تبارك وتعالى أن المصيبة لم تكن أعظم مما كانت عليه، فقد تكون هناك ابتلاءات أعظم من ذلك لا تستطيعين أن تصبري عليها، وقد يرسب الإنسان في الامتحان وهو لا يدري؛ لأن الله تبارك وتعالى أراد له شيئًا ولكنه ظنَّ شيئًا آخر.

ولذلك أقول: اعلمي أن هذا قضاء الله وقدره، وأن هذا شيء قد كتبه الله تبارك وتعالى قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، إلا أن الله تبارك وتعالى أعطانا العقل الذي به نميّز، والذي به ينبغي أن ننظر في عواقب الأمور، وأن ننظر فيما يصلح لنا وما لا يصلح، إلا أنك أغفلت هذا الجانب وهذا أيضًا كله بترتيب الله تبارك وتعالى وتقديره وحكمته وعلمه وإرادته، فاحمدي الله تعالى أن المصيبة لن تكن أعظم مما هي عليه الآن، لعله لو قدَّر الله تبارك وتعالى أن كان مع هذا الابتلاء مرضًا من الأمراض المزمنة - والعياذ بالله تعالى - لكان الوضع أسوأ وأسوأ مما أنت عليه الآن.

وكذلك أيضًا لعل أن يكون هناك طفل بينكما أن يعيش حياة تعيسة مظلمة كنت تتمنين ألا يُوجد، فشاء الله تبارك وتعالى أن يستر عليك وأن يحفظك، وأن يجعل هذا الابتلاء في حدودك أنت شخصيًا، فبإذن الله تبارك وتعالى أبشرك بأن هناك فرج من الله قريب، وعليك بالإكثار من الاستغفار والتوبة، واسألي الله تبارك وتعالى أن يعوضك خيرًا، وقولي كما علمنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (اللهم اؤجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها) وأبشري بفرج من الله قريب، وأبشري بعوضٍ عظيمٍ من الله تبارك وتعالى لم تكوني تتوقعينه، فكم من أخوات تعرضنَ لمثل هذه التجارب إلا أن الله فتح لهن أبواب الرضا وفتح لهن أبواب السعادة والأمن والأمان بعد أن ظنوا أنه يتعذر حقيقة أن يتغير الواقع، وإذ بهن يشعرون بأن التجربة قد أفادتهن فائدة عظيمة.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...