أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : لا أثق في زملائي وأسيء بهم الظنون.. هل أعاني من مرض نفسي؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكركم على حسن تعاملكم، ونسأل الله أن ينفع بكم الأمة.

أنا شاب عمري 17 عامًا، لا أحب تكوين صداقات، أو بالأصح لا أثق في أحد من البشر غير أصدقائي القليلين جداً لي، ومن تربطني بهم علاقة عائلية، وأشعر أنني منعزل عن العالم، لا أحب الخروج مع الأصدقاء، و99 في المائة من يومي أقضيه على الإنترنت والألعاب الإلكترونية والنوم، (وطبعاً أؤدي العبادات في وقتها وعلى أكمل وجه -ولله الحمد-).

ودائماً أحس أن أصدقائي يغتابونني إذا طلعوا مع بعض، وأشعر أن جميع السب والشتم بينهم موجه لي بطريقة غير مباشرة، وأنا أعلم أنهم لا يقصدونني، ودائماً يتكلمون بطريقة غير مفهومة، وأنا أعلم أنهم لا يقصدونني، ولكن يقع في نفسي شك أن الكلام غير المفهوم يكمن حولي، أمنية حياتي أن أعيش مثل باقي الشباب، وأن أنزع الشك والعزلة من نفسي، هل أعاني من مرض نفسي محدد؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ amer khaled حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

الصداقة من العلاقات الاجتماعية المهمة في حياة الناس وخاصة إذا كانت مبنية على أسس قويمة خالية من المصالح الشخصية ومن الهوى.

وأعظم أنواعها الأخوة في الله, فهؤلاء من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وقد تأتي قدرا أو متعمدة.

المهم هو أن يكتشف الشخص أن هناك شخصا آخر يبادله الاحترام والتقدير، ويشاركه الاهتمامات والميول ويقف معه ويؤازره وقت الضيق، ويحفظ أسراره، ويستر عيوبه، ويعفو عنه إذا أخطأ.

فحب الخير للآخرين ومساعدتهم في جميع مناحي الحياة، بل إعطائهم ما عندنا من معارف ومعلومات يكون سبباً في تفوقنا، فالله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً، فحسبنا إذا كان المكافئ هو رب العالمين، وحسبنا إذا كان المعطي هو رب العالمين؛ لأن ما عنده لن ينفد وخزائنه مليئة بكل ما نحتاجه وهو العدل لا يظلم أحد.

وبهذا يرتاح القلب وتطمئن النفس، فإذا أحببنا الخير للآخرين كما نحبه لأنفسنا نكون حققنا شرط الإيمان كما في الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )، رواه البخاري ومسلم.

وما دمت -أخي الكريم- تعلم بأنهم لا يقصدونك في كلامهم، وإنما مجرد شكوك، فالأمر ربما يرجع لحساسيتك الزائدة، وربما أيضاً لضعف الثقة بالنفس.

فحاول تجاهل الفكرة، ولا تستجيب لها، وقل لنفسك إذا افترضنا أنهم يتحدثون عنك حقيقة فأنت الرابح؛ لأنهم يهدونك حسنات مجاناً، كما تعلم أن المُغتاب يأخذ حسنات المُغتابين.

وإليك هذه الإرشادات ربما تفيدك في علاقتك بالآخرين:
1- اسع في مرضاة الله، فإذا أحبك الله جعل لك القبول بين الناس.

2- ينبغي أن تتصالح مع نفسك وتتحرر من هواها، وتثق في قدراتك وإمكانياتك واعتز بها، ولا تقارن نفسك بالآخرين في أمور الدنيا.

3- كن نموذجاً في الأخلاق واحترم قيم وآراء الآخرين.

4- افش السلام على من تعرف ومن لا تعرف، وساعد من يطلب منك المساعدة، واعرض مساعدتك على من يحتاج للمساعدة.

5- قدم الهدايا لمن حولك حتى ولو كانت رمزية فإنها تحبب فيك الناس وأزهد فيما عندهم.

6- بادر بمواصلة الآخرين في مناسباتهم الاجتماعية وشاركهم في مناسباتهم السارة وغير السارة.

7- أحسن الظن دائماَ في الآخرين إلى أن يتبين لك العكس.

8- للمحافظة على العلاقة مع الآخرين ركز على النقاط التالية:
- المعرفة أي تقص الحقائق، واجمع أكبر قدر من المعلومات قبل الحكم على الأمور.

- النظرة الشمولية للمواقف التي تحدث بينك وبين الآخرين.

- التماس العذر للطرف الآخر في حالة عدم التزامه بالمطلوب.

- التحرر من الهوى وتحكيم العقل قبل العاطفة.

متعك الله بالصحة والعافية.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...